مراكش - إيهاب أحمد



دعا ملك المغرب الملك محمد السادس في كلمة ألقاها نيابة عنه المشاركون في مؤتمر «حقوق الأقليات الدينية فى الديار الإسلامية، الإطار الشرعي والدعوة إلى المبادرة» إلى منع العبث بالنصوص الدينية المتعلقة بالجهاد.
و نفى وزير الأوقاف المصري د. مختار جمعة في كلمته علاقة الجماعات المتطرفة بالدين، مؤكداً أنها صنعت لأهداف سياسية وطالب بإصدار قانون دولي يجرم ازدراء الأديان. إلى ذلك ألقى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية د. أحمد التوفيق كلمة نيابة عن ملك المغرب محمد السادس للمشاركين في المؤتمر، موضحاً أن الظروف الحالية التي يمر بها العالم بعد استغلال مفهوم الجهاد تستدعي من المسلمين توضيح أن مايحدث من أمور لايمت للدين بصلة». ودعا التوفيق إلى منع العبث بالنصوص الدينية وخاصة منها المتعلقة بمفهوم الجهاد، لافتاً في الوقت نفسه إلى أهمية التعريف بالقيم الصحيحة للأديان. وأكد الوزير في رسالة الملك للمشاركين، على ضرورة عدم استغلال الدين في التعدي على الأقليات باسم التدين فالسلم والأمان هما الأصل في معاملات الإسلام. وتطرق الوزير إلى أن الجهاد شرع في الإسلام للدفاع عن النفس وإلى قبول الإسلام تعددية الأديان.
من جانبه، دعا رئيس منتدى تعزيز السلم د. عبد الله بن بيه في كلمة إلى طرح الحلول والعلاجات للتطرف المنتشر في العالم.
فيما تطرق رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي د. صالح بن حميد خلال كلمته إلى ضرورة حفظ حقوق الأقليات المسلمة في الدول غير المسلمة كما يحمي الإسلام حقوق الأقليات غير المسلمة.
وأكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة آدم يونج في المؤتمر، الذي بدأت أعماله أمس بمراكش، أن رجال الدين جدار واق تجاه العنف في وقت يعمل متطرفون على استغلال الدين لتحقيق مآرب أخرى. ودعا يونج في كلمته التي ألقاها نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة بانكي مون، للترابط والتعايش بين الشعوب، مشدداً على أهمية معالجة موضوع الأقليات المسلمة في إطار شمولي دون إقصاء لأحد.
وقال: إن «هناك عنفاً شديداً يخرب ويدمر ينبغي التصدي له والتعاون لمعالجته.. متطرفون يستغلون الفرص لمآرب أخرى ولابد من البحث عن حلول للعنف وتوحيد المبادرات والجهود». وأضاف في كلمته: أن منطقة الشرق الأوسط بحاجة لتأطير حقوق المواطنين تجنباً للعنف والتطرف».
وقال «إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يولي الموضوع أهمية قصوى ويشدد على دور رجال الدين في محاربة العنف والتطرف».
وأضاف: «ما يقوم به رجال الدين يشكل الجدار الواقي تجاه العنف والتطرف.. يجب علينا أن نرفع أصواتنا في الاتجاه الصحيح، ونؤكد على التعايش وندين كافة أشكال العنف».
من جانبه اقترح وزير الأوقاف في مصر د. مختار جمعة على المؤتمر إطلاق مبادرة عالمية لاستصدار قانون دولي يجرم ازدراء الأديان.
تبع ذلك كلمة لوزير الشؤون الدينية في باكستان يوسف ساردار وكلمة لوزير الشؤون الدينية بالسنغال بابا سيسي فيما استعرض رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف محمد الكعبي في كلمته تجربة الإمارات في إصدار قانون يجرم التمييز الديني.
وتناول المؤتمر في يومه الأول جلستين الأولى «التأطير والتأصيل لقضية الأقليات الدينية في الديار الإسلامية» والثانية «المواطنة والآخر» في الرؤية الإسلامية»، تبع ذلك ورشتا عمل حول محاور الجلستين.
يشار إلى أن المؤتمر الذي يعقد بمدينة مراكش تحت رعاية العاهل المغربى الملك محمد السادس يقام على مدى 3 أيام بتنظيم من وزارة الأوقاف المغربية بالتعاون مع منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 150 عالماً ومفتياً من دول العالم و100 من ممثلي الأقليات غير المسلمة وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وممثلي الهيئات المدنية الناشطة في مجال حوار الأديان.