طهران - (وكالات): حذر الرئيس الإيراني السابق ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران علي أكبر هاشمي رفسنجاني من ثورة جماهيرية وعصيان شعبي في البلاد وصفه بـ«الشر»، رداً على هندسة الانتخابات المزمع تنظيمها نهاية فبراير الجاري، منتقداً استبعاد الإصلاحيين والمحسوبين عليهم خاصة حسن الخميني حفيد مؤسس الجمهورية الإيرانية آية الله روح الله الخميني، من انتخابات مجلس خبراء القيادة.
وفي كلمته بمناسبة عودة المرشد الأول للجمهورية الإيرانية في عام1979 من منفاه في باريس إلى إيران واستلام السلطة فيها، شن رفسنجاني هجوماً عنيفاً على رجال الدين في مجلس صيانة الدستور بسبب رفضهم أهلية حسن الخميني حفيد مؤسس النظام للمشاركة في انتخابات مجلس خبراء القيادة.
واستبعد مجلس صيانة الدستور الآلاف من الساعين للترشح في الانتخابات البرلمانية وأربعة أخماس المرشحين للمجلس الذي سيختار المرشد الأعلى الإيراني المقبل.
وتمثل الخطوة انتكاسة للرئيس الإيراني حسن روحاني وحليفه القوي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي تولى رئاسة إيران في الفترة بين عامي 1989 و1997.
واتهم رفسنجاني هؤلاء بالذين «يبثون الفرقة في إيران منذ 12 عاماً في حين لم يكن للبعض منهم أي دور في الثورة». وفي إشارة إلى رفض أهلية حسن الخميني قال «نحن جميعاً مديونون للإمام الخميني ولأسرته إلا أن المدينين لم يقدموا هدية جيدة لبيت الإمام». وأضاف رفسنجاني مخاطباً مجلس صيانة الدستور المعين من قبل المرشد الحالي علي خامنئي قائلاً: «إنهم يرفضون أهلية من هو أشبه بجده الإمام الخميني، من أين حصلتم أنتم على الأهلية؟». وحسب المراقبين للشأن الإيراني، فإن تصريحات رفسنجاني موجهة في واقع الأمر للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، حيث هو الذي يمنح الأهلية لأعضاء مجلس صيانة الدستور ولم يتدخل لصالح تأييد أهلية حسن الخميني حفيد المرشد الأول وهذا ما أشار إليه رفسنجاني. ولوح أيضاً عندما قال «ينبغي أن تسمحوا للناس أن يختاروا من يريدون، فأنا لا أملك أي سلطة لأضغط بغية إعادة النظر في رفض أهلية المرشحين». وشجع رفسنجاني حسن الخميني القريب من الإصلاحيين والمعتدلين على الترشح لعضوية مجلس خبراء القيادة، وتم رفض أهليته من قبل مجلس صيانة الدستور. وخطاب رفسنجاني رجال الدين من أعضاء المجلس قائلاً «لولا الإمام الخميني ونهضة الإمام والإرادة الشعبية لا وجود لأي من هؤلاء الذين قدموا هدية سيئة للإمام برفضهم أهلية حفيده، الله يسامحكم ويصفح عنكم».
وحذر رفسنجاني المتشددين في السلطة قائلاً «دعوا الناس ينتخبون، أخطاء الرأي العام هي أقل، فإذا أخطأ يصحح الأمر ذاتياً، ولكن لو فرضت الانتخابات الناس سيأتي الشر أو ما شابه ذلك» في إشارة ملوحة إلى العصيان الشعبي أو ثورة جماهيرية محتملة. وانتقد رفسنجاني رجال دين لم يشاركوا في الثورة ضد الشاه واليوم يحتلون مواقع قيادية في البلاد بسبب تأييد المرشد الأعلى الحالي لهم فقال: «خلال الـ12 سنة الماضية أصابتنا الفرقة بشكل سيء وثمة رجال دين لم يكن لهم دور في الثورة وراء هذه الفرقة، ما أدى إلى نشوب الخلافات، وواجهنا حينها مرحلة صعبة، حيث فرضت علينا العزلة والعقوبات في الوقت الذي كانت أسعار النفط بأعلى مستوياتها، وتم استخراجه من الأرض ولم نعرف إلى أين ذهب».