أنس الأغبش
استقطب مجلس التنمية الاقتصادية منذ مطلع يناير الماضي 4 شركات عالمية اتخذت البحرين مقراً إقليمياً لعملياتها، منها 3 متخصصة في القطاع المصرفي، وفقاً لما أكد الرئيس التنفيذي للمجلس خالد الرميحي لـ«الوطن».
وأكد في تصريحات للصحافيين - على هامش تدشين مستودع شركة «إلكتروستيل كاستينغز» الهندية لتوزيع أنابيب الحديد المرنة لحلول مشاريع المياه في منطقة عسكر أمس برأسمال 2.5 مليون دينار «6.6 مليون دولار» - أن المجلس وضع خطة عملية لاستقطاب استثمارات تتركز جلها على السوق الأوروبي والصيني والهندي.
وعن إمكانية توسع أنشطة الشركة في الفترة المقبلة، أكد الرميحي أن الشركة يمكنها أن تتحول إلى مصنع لإنتاج الأنابيب بحسب حاجة السوق من أجل خدمة أسواق المنطقة انطلاقاً من السعودية.
وأضاف الرميحي في كلمة أن العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والهند تمتد لأكثر من 4 آلاف عام وهي علاقة مستمرة في النمو، في وقت يبلغ حجم التبادل التجاري مليار دولار سنوياً.
ولفت إلى أن إعلان «إلكتروستيل»، جاء ليعكس تنامي الاستثمارات الهندية في منطقة الخليج العربي والجهود التي تبذلها هذه الشركات للاستفادة من زيادة الطلب بالمنطقة، حيث تعمل «إلكتروستيل» على تصنيع الأنابيب والصمامات وغيرها من المعدات وشحنها إلى البحرين.
وقال الرميحي «سبق للشركة أن قامت بمشروع مع هيئة الكهرباء والماء في 2015... هناك فرص للمزيد من التعاون مستقبلاً ولدول المنطقة لتحقق الاستفادة من خدمات الشركة. وأوضح أن البحرين ستتيح لشركة «إلكتروستيل» العديد من المزايا التنافسية بينها انخفاض التكاليف التشغيلية، وقلة الضرائب على الشركات والملكية بنسبة 100% على العقارات والأصول، إلى جانب ما تحظى به المملكة من قوة عاملة كفؤة تتحدث اللغتين العربية والإنجليزية بطلاقة، وتشكل مورداً لا يقدر بثمن سيساعد شركة «إلكتروستيل» على زيادة أعمالها في المنطقة».
وتتميز البحرين والهند بعلاقات اقتصادية وثيقة حيث بلغ حجم التجارة بين البلدين في 2014 نحو 720 مليون دولار، وهناك أكثر من 350 ألف من أبناء الجالية الهندية من المقيمين في البحرين حالياً.
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي للشركة بايوش لوهيا، أن «إلكتروستيل» توظف حالياً 10 موظفين من مختلف الجنسيات متوقعاً أن يتضاعف عدد الموظفين في الشركة خلال الفترة المقبلة. وحول تأثير تراجع أسعار النفط والأوضاع الاقتصادية العالمية، قال لوهيا: «لا شك في أن تراجع أسعار الخام أثر في أداء بعض الشركات وعلى دول الخليج وخصوصاً أنها تعتمد على النفط كمورد رئيس»، مبيناً أن الشركة تنظر إلى استثمارات طويلة المدى للتغلب على تلك التحديات.
إلى ذلك، قال وكيل وزارة الصناعة والتجارة والسياحة لشؤون الصناعة أسامة العريض إن تواجد شركات تعمل في القطاع التجاري من شأنه أن يعطي دفعة للقطاع اللوجستي والنقل وهو قطاع مهم للاقتصاد المحلي».
وأكد أن الحكومة تركز على تطوير قطاع البنية التحتية بمشاريع متعددة منها توسعة مطار البحرين الدولي، ومنطقة البحرين اللوجستية، وكذلك مشروع الخطوط الحديدية بين دول الخليج. بدوه، أوضح مدير «إلكتروستيل» إم. كي. جالان، أن هناك طلباً كبيراً على توزيع منتجاتنا وما تستلزمه من خدمات لوجستية، كما إن هناك كلفة عالية في نقل الكميات الكبيرة من الشحنات، ولأجل ذلك اخترنا البحرين مركزاً لأنشطة مبيعاتنا في شمال منطقة الشرق الأوسط نظراً لموقعها الإستراتيجي في قلب هذه المنطقة. وتعد «إلكتروستيل» المدرجة في بورصة سنغافورة وبومباي وسوق الأسهم الهندية، أكبر شركة منتجة في الهند للأنابيب الحديدية المرنة، كما أنها مورد عالمي لنحو 50 دولة ولها 9 شركات تابعة ومراكز توزيع عبر العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، والإمارات العربية المتحدة.
وسيكون مستودع «إلكتروستيل» في البحرين بمثابة المقر الإقليمي لأنشطة المبيعات والتوزيع في أسواق شمال منطقة الشرق الأوسط. ويعمل في الشركة نحو 10 آلاف موظف حول العالم.
وتعتبر «إلكتروستيل» ثاني شركة هندية تقوم بتوسعة أعمالها في البحرين في الأشهر الأخيرة، ففي نوفمبر 2015 أطلقت «ساينيرجيز كاستينغز»، وهي إحدى أبرز الشركات الهندية المصنعة لعجلات الألومنيوم، مشروعاً مشتركاً مع شركة ممتلكات البحرين القابضة، لإقامة منشأة صناعية متخصصة في البحرين.