عدم الرغبة في العملية الجنسية مع الزوج أو الزوجة.. إدمان سلوكيات شاذة عبر الإنترنت.. انحرافات عن الممارسات الطبيعية.. عدم الوصول للمتعة والنشوة الكاملة.. وغيرها من اضطرابات الانحراف الجنسي كشف عنها، في حديث هامس أقرب إلى الصمت، أزواج وزوجات لـ«الوطن»، مشيرين إلى أن بعضهم لا يرغب بالعملية الجنسية مع الطرف الآخر مما يسبب لهم معاناة تختلط بمشاعر الندم والبكاء، ومشكلات تكبر بمرور الوقت لتؤثر بدورها على العلاقة الزوجية والحياة الأسرية بأكملها.
الحديث الهامس للأزواج والزوجات كشف عن أمراض نفسية تتطور إلى اكتئاب وتوتر يصابون به جراء تلك الانحرافات عن الطبيعة الإنسانية وعدم رضاهم الذاتي والنفسي عما يعانون منه، رغم تأكيدهم على أن تلك الممارسات الشاذة تعد الملاذ الأكثر إمتاعاً ولذة لأجسادهم.
«الوطن» ألقت بأوراق الملف، شديد الحساسية، على مكتب استشاري الطب النفسي بمركز مطمئنة د.عبداللطيف الحمادة، في حديث علمي بعيد عن الإثارة، أوضح خلاله أن اضطرابات الانحراف الجنسي تتراوح بين سلوكيات شبه سوية وسلوكيات مؤذية ومدمرة للمريض ولشريكه وللآخرين لتكون في النهاية سلوكيات مهددة للمجتمع البحريني برمته.
وأضاف د.الحمادة أن اضطرابات الانحراف الجنسي تنتشر بين الذكور أكثر من الإناث، ورغم أن نسبة انتشارها ليست كبيرة جداً بمجتمعنا البحريني، إلا أن الطبيعة الملحة لتلك الانحرافات تؤدي لتكرار متزايد للسلوكيات المؤذية التي تسبب ظهور العديد من ضحايا مرضى اضطرابات الانحراف الجنسي.
وأشار إلى أن هنالك ست طرق لعلاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الانحراف الجنسي وهي: السيطرة الخارجية، وتقليل الدوافع الجنسية، وعلاج الأمراض النفسية المصاحبة كالقلق والاكتئاب والوسواس، والعلاج المعرفي والسلوكي، والتحليل النفسي والعلاج بالعقاقير.
زوجي لا يرغبني
بداية الحديث عن المشكلة كانت مع السيدة «م» حديثة العهد بالعلاقة الزوجية، بعدما ارتبطت بزوجها عن طريق ما يعرف بزواج الصالونات الأسرية، وفوجئت «م» من اليوم الأول لزواجها بأن زوجها لا يرغب ولا يستمتع بالعلاقة الجنسية فاعتقدت بأنه لا يحبها أو أن هنالك مشكلة تتعلق بها، وبمرور الوقت زالت بعض الحواجز بينهما فاكتشفت بأنه يستمتع فقط بالجنس الفموي كطريقة وحيدة لإشباع رغبته، وهذا ما لا تطيقه «م» مما أدى لحدوث الخلافات بينهما ومعاناة الإثنين من القلق والاكتئاب.
أما السيدة «ح» 27 عاماً فتزوجت منذ سنتين ولا ترغب بالعلاقة الجنسية الطبيعية مع زوجها إلى الحد الذي تكون فيه سلبية جداً ومعاناتها من الألم والعذاب والندم والبكاء وهذا ما أكد لها ميولها إلى جنسها منذ الطفولة والذي كانت تكبحه بشتى الطرق وأصبحت المشكلة تؤرقها وتؤرق زوجها بالإضافة لتعرضها لضغوط وظيفية من جراء ميولها لبعض الموظفات.
في حين، يعاني الشاب «س» 24 عاماً من أعراض القلق والاكتئاب وعدم الرضا من جراء ما يقوم به، إذ بدأ بالتعرف إلى أشخاص عبر مواقع إلكترونية وتطور الحوار إلى لقاءات وممارسات جنسية يجسد فيها دور الذكر والأنثى معاً وأصبحت تلك المشكلة إدماناً لا يستطيع التخلص منه وألقت بظلالها على مستقبله الدراسي والعاطفي والعائلي.
تفاصيل أكثر ألماً
من جانبه، كشف د.الحمادة لـ«الوطن» عن تفاصيل أكثر ألماً، قبل أن يلقي الضوء من الناحية العلمية على طبيعة تلك الانحرافات، قائلاً إنه تتراوح اضطرابات الانحراف الجنسي بين سلوكيات شبه سوية وسلوكيات مؤذية ومدمرة للمريض ولشريكه وللآخرين لتكون في النهاية سلوكيات مهددة للمجتمع البحريني برمته.
وقال إنه تتجلى الأهمية السريرية للانحراف الجنسي في قيام المريض بسلوكيات على أساس الخيالات والدوافع الجنسية المنحرفة أو في تسبب تلك الخيالات والدوافع في انزعاج واضح أو مشكلات شخصية، أو اجتماعية، أو زواجية، أو وظيفية وغيرها، وفي حال عدم تصرف الشخص على أساس تلك الخيالات رغم وجودها لديه فلا ينطبق على حالته مصطلح اضطراب الانحراف الجنسي.
وأشار إلى أنه تتلخص الوظائف الرئيسي للسلوك الجنسي البشري السوي في زيادة التآزر العاطفي وخلق السعادة والمتعة لدى الشريكين والتعبير عن الحب بينهما والإنجاب. وتنطوي اضطرابات الانحراف الجنسي على سلوكيات تسبب الأذى والضرر وتدهور الحميمية بين الشريكين مثل العدوانية والإيذاء والتسيد، إضافة إلى مصاحبة أعراض عدد من الأمراض النفسية الأخرى لها.
وذكر أنه يعرف اضطراب الانحراف الجنسي بأنه تكرار حصول الرغبة الجنسية والإشباع الجنسي بواسطة أدوات أو مستلزمات معينة أو بممارسة سلوكيات جنسية غير سوية لا تتعلق عادة بطرق الجماع الطبيعية أو قد تنطوي تلك السلوكيات على ممارسة الجماع بطريقة شاذة. وتختلف اضطرابات الانحراف الجنسي عن اضطرابات الوظائف الجنسية التي تتصف باختلال الإحساس الذاتي بالمتعة أو بالرغبة الجنسية أو باختلال ممارستها مع الشريك أو عدم قدرة الفرد على المشاركة بأية علاقة جنسية كما ينبغي، مثل: اضطراب فتور الرغبة الجنسية، واضطراب ضعف أو فشل الانتصاب، واضطراب الرعشة، وبطء القذف، وسرعة القذف، وألم الجماع وغيرها.
البداية قبل الـ18
ونوه إلى أنه تنتشر اضطرابات الانحراف الجنسي بين الذكور أكثر من الإناث، ورغم أن نسبة انتشارها ليست كبيرة جداً في مجتمعنا البحريني ولكن الطبيعة الملحة لتلك الانحرافات تؤدي إلى تكرار متزايد للسلوكيات المؤذية التي تسبب ظهور العديد من ضحايا مرضى اضطرابات الانحراف الجنسي، ويعتقد أن نسبة انتشار الاضطرابات عالمياً في الواقع هي أكبر بكثير من الحالات المشخصة، وتبلغ نسبة انتشار التحرش بالأطفال دون 17 عاماً هي 10 -20%، ونسبة التحرش بالنساء البالغات هي 20%، وكانوا أهدافاً لحالات التعري والتلصص وغيرها، وتبدأ 50% من اضطرابات الانحراف الجنسي عادة قبل سن 18، وتكون اضطرابات الانحراف الجنسي الإجرامي نادرة بعد بلوغ ال 50 عاماً، أما أسباب تلك الاضطرابات، فهي غير معروفة ولكن قد تكون هنالك عوامل مهيئة لها مثل العامل الوراثي والعائلي والبيولوجي حيث وجد في إحدى الدراسات أن 74% من الذين يعانون من الانحراف الجنسي لديهم اضطرابات هورمونية و24% لديهم تشوهات جينية و27% لديهم اضطرابات عصبية و9% لديهم نوبات صرع و 4% لديهم تخلف عقلي كما أن هؤلاء الأشخاص فشلوا في بلوغ التكيف الجنسي.
وقال إن من العوامل الأخرى المؤهلة للانحراف الجنسي هي العوامل النفسية والتربوية والثقافية والحضارية، ومنها عقدة الوالدين والتي تتلخص بكون الارتباط الشديد لأحد الوالدين بطفلهما يسبب لدى الطفل ارتباطاً مماثلاً يحول بينه وبين الانفصال الوجداني عن أحدهما أو كليهما على النحو الذي يمكنه من بناء علاقة عاطفية سليمة ومتزنة بالجنس الآخر لاحقاً، لذا يتعذر على الأبناء الانتقال إلى مرحلة وجدانية أخرى تؤهلهم لتكوين روابط عاطفية قائمة على أساس المودة والانجذاب الجنسي مع من يكافئهم سناً ونوعاً، بل قد لا يستطيع أحد الوالدين فك الارتباط بالأبناء شعورياً أو لاشعورياً فيقف حجر عثرة في طريق استقلالهما العاطفي لبناء الأسرة فيما بعد.
«البناتي» و «البوية»
وأضاف أن إضمار الآباء الكراهية لأبنائهم أو نبذهم لتفضيلهم الذكور على الإناث مثلاً أو العكس ربما يتسبب في نفور الأبناء من الجنس الآخر، ولعل هذا ما يفسر بعض حالات الانحراف الجنسي كالإحجام عن الزواج أو الميل لأفراد من نفس الجنس جراء التماهي مع الأم بالنسبة للذكر ومع الأب بالنسبة للأنثى، واختيار زوج شبيه للأم أو للأب سناً أو أخلاقاً أو كليهما، كما قد يفسر حصول العجز الجنسي بسبب الارتباط الوجداني المفرط بأحد الأبوين.
وأفاد أنه تعتبر الصدمات النفسية هي إحدى العوامل المؤهلة الأخرى وفي مقدمتها تعرض الطفل للإغواء الجنسي على شكل مداعبة أو ملامسة ذات طبيعة جنسية أو معاشرة أو اغتصاب. ومن شأن هذه الخبرة المبكرة أن تنهي براءته لاشعورياً إلى أن يسلك مسلكاً شاذاً وفقاً لآلية محاكاة المعتدي فيصبح معتدياً بعد أن كان معتدياً عليه. كما أن وقوع عيني الطفل على عورة أحد الوالدين أو مشاهدته لما يقع بينهما جنسيا لا سيما في السنوات الأولى من العمر يخلف آثاره السلبية الواضحة في كيان الطفل ويزرع فيه عقداً نفسية قلما يسلم منها في حياته العاطفية والجنسية مستقبلاً.
ولفت إلى أنه يعتبر اضطراب الانزعاج الجنسي -إضطراب الهوية الجنسية سابقاً- عاملاً مؤهلاً لاضطرابات الانحراف الجنسي، وهو عدم التناغم بين الجنس الذي يبدو عليه الشخص المصاب وجنسه الفعلي عند ولادته، ويحصل هذا الاختلال إما بسبب العامل الوراثي أو البيولوجي أو بسبب الطريقة التي ينظر بها الآخرون إلى الطفل ويعاملونه على أساسها،أو بسبب تربية بعض الأمهات اللائي حرمن من الإناث أو الذكور لأبناءهن أو بناتهن تربية الإناث أو العكس بما تقتضيه من عطف كبير ولين مفرط ، بل قد يطلقن عليهم أسماء مختلطة ويكسينهن كسوة الأنثى أو الذكر (للأناث)ويعاملنهن معاملة الإناث أو العكس، فينشأ الطفل شبيهاً بالأنثى ويسمى عامياً (البناتي) مقابل الطفلة الشبيهة بالذكر وتسمى عامياً (الصبي-البويا)، وفي اضطراب الانزعاج الجنسي تختل الحياة الوجدانية والجنسية للطفل فيسهل أن يقع في المثلية لواطاً كان أم سحاقاً، كما أن ضعف الوازع الديني والقيمي هو عامل مؤهل مهم، فإن يقظة هذا الوازع المقرونة بالتربية الجنسية السليمة كفيلة بتخفيف غلواء النزعات الجنسية المنحرفة وتمكين صاحبها من السيطرة عليها. وإن شيوع السلوكيات الجنسية المنحرفة والمعززة للتحرر الجنسي الشاذ بشتى صوره إنما هي جزء لا يتجزءاً من العوامل المؤهلة لاضطرابات الانحراف الجنسي وما يترتب على ذلك من تدهور بالغ في التماسك الأسري والتركيبة الاجتماعية بأسرها.
المتعة المحرمة
وفيما يتعلق بأبرز ما يميز اضطرابات الانحراف الجنسي، أشار د.الحمادة إلى أن التمييز يعتمد بين مختلف هذه الأضطرابات على أساس اللذة الجنسية والغاية المرجوة منها؛ ويحصل الانحراف إما في محيط الشخص ذاته كالاستمناء -تحقق للشخص إشباعاً جنسياً ذاتياً- أو في محيط يضم الشخص نفسه مع الشريك الجنسي الذي إما أن يكون شريكاً بشرياً -كما هو الحال في زنا المحارم، واللواط، والسحاق، وممارسة الجنس مع الصغار، وكبار السن، والجثث وغيرها- أو غير بشري -مثل ممارسة الجنس مع الحيوانات، أو التلذذ الجنسي بالألبسة وخاصة الداخلية منها وأدوات وفضلات الجنس الآخر وغيرها-؛ أما فيما يخص الغاية الجنسية، فقد يرتبط الانحراف مثلاً بلذة البصر -الناتج عن التعري أو التلصص-، أو لذة المعاناة -الناتجة عن إلحاق الأذى بالنفس وهو ما نسميه بالماسوشية، أو إلحاق الأذى بالآخرين ونسميه بالسادية-.
وأوضح د.الحمادة إلى أهم وأبرز أشكال الاضطرابات بالانحراف الجنسي، لافتاً إلى أن من بينها: «التعري» عبر كشف العورة أمام الملأ، و«التلصص» ويحصل بمراقبة الآخرين وهم يمارسون نشاطاً جنسياً أو بمشاهدة امرأة او رجل عارٍ، وهناك كذلك «التقديس» وهو الحصول على التلذذ بالتركيز على أدوات معينة لها علاقة وثيقة بالجسد البشري، وهناك أيضاً ما يعرف بـ«التشبه بالآخر» وتأتي الشهوة الجنسية من ارتداء ثياب الجنس الآخر، إضافة إلى «جماع الجثث» وينغمس هؤلاء بممارسة الجماع مع الجثث وهذا الانحراف النادر عادة يجمع قاتلاً مع ضحيته، علاوة على «الجنس مع الأطفال» وعادة هم أقارب أو أصدقاء وربما هم مثليون أو متباينو الجنس، و«السادية» ويحصل الشخص السادي على المتعة الجنسية بإلحاق الأذى الجسدي البالغ أو بالتسبب بشعور الألم الشديد لدى الشريك.
زنا المحارم
وأضاف د.الحمادة أن هناك أيضاً من أشكال الاضطرابات الانحرافات الجنسية ما يعرف بـ «الاغتصاب» ويستخدم المغتصب العنف عادة لألحاق الأذى الجنسي بالضحية الرافضة له، كذلك هناك «الماسوشية» ويحصل الماسوشي على اللذة الجنسية من خلال قيام شريكه بسوء معاملته الجسدية أو اللفظية أو كليهما وأحياناً تكون حتى بديلاً عن متعة الجماع، وأيضاً هناك «زنا المحارم» وهو ممارسة الجنس مع أفراد العائلة أو الأقارب المحرمين، وكذلك هناك «المثلية» وتتسم بالانجذاب الجنسي والعاطفي بين أشخاص من نفس الجنس، علاوة على «الجنس المتباين» وهنا يمارس المرء حياة جنسية مزدوجة من خلال ممارسة الجنس مع الجنس الآخر ولكنه في نفس الوقت يمارس الجنس مع نوع جنسه، إضافة إلى «الاحتكاك» وتحصل اللذة الجنسية بمجرد الاحتكاك مع جزء من جسد الجنس الآخر، و«الشذوذ الجنسي باستخدام الأدوات» وهنا يقوم الذكر او الأنثى بممارسة الجنس بالاحتكاك بالوسادة أو السرير أو الأجسام الجامدة الأخرى، و«الجزئية» ويتم فيها التركيز جنسياً على جزء واحد من الجسم دون الباقي، وكذلك هناك ما يعرف بـ«الأفرازات» ومنها: «كوبروفيليا» وترتبط المتعة الجنسية بالتغوط على الشريك، و«يروفيليا» وهو إما بالتبول على الشريك او العكس، وكذلك هناك «العادة السرية» وهي واسعة الانتشار لدى كلا الجنسين ونراها في كل الأعمار من الطفولة حتى الشيخوخة، وأخيراً هناك ما يعرف بـ«الشذوذ بالتلفون والشذوذ الإلكتروني» ومن الأمثلة عليه نجد فاحشة الاتصال الهاتفي التي تطال شخصاً غير متوقع، حيث يبدأ الاهتياج لدى المتصل -عادة ما يكون ذكراً- عندما يسمع صوت المستلم -وعادة ما تكون أنثى-، ويسمح الجنس الإلكتروني «السايبر سكس» لبعض الأشخاص لعب دور الجنس الآخر والذي يقوم بمنح خيالات جنسية عن الجنس الآخر.
6 طرق للعلاج
وفيما يتعلق بأبرز طرق العلاج، قال د.الحمادة أن هنالك ست طرق للتداخلات النفسية لعلاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الانحراف الجنسي وهي: السيطرة الخارجية، وتقليل الدوافع الجنسية، وعلاج الأمراض النفسية المصاحبة كالقلق والاكتئاب والوسواس، والعلاج المعرفي – السلوكي والتحليل النفسي والعلاج بالعقاقير.
وقال إنه تعتبر الإقامة الطويلة في المستشفيات النفسية هي أحدى وسائل السيطرة الخارجية على مرضى الجرائم الجنسية، ولكن عندما تحصل حالات الاعتداء الجنسي في محيط الأسرة أو العمل تأتي السيطرة الخارجية من الأهل أو المسؤولين في العمل حيث يتوجب عليهم القيام بذلك لمنع تكرار مثل تلك التصرفات و الاضطرابات الجنسية التي تسبب الأذى للآخرين.
وأشار إلى أن هناك العلاج بالعقاقير، وعبر وصف مضادات الذهان والاكتئاب لأمراض الفصام والاكتئاب المصحوبة بالانحرافات الجنسية. ويستخدم الأنديروجين في أوروبا والبروجيسترون في أمريكا لتقليل الدوافع الجنسية بتقليل هورمون الذكورة (التيستيرون) في الدم إلى مستويات تحت الطبيعية إضافة إلى استخدام مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية ومثبتات المزاج.
ولفت إلى أن هناك أيضاً ما يعرف بالعلاج المعرفي السلوكي، ويستخدم عادة لإيقاف نماذج الانحرافات الجنسية المكتسبة وتعديل السلوك ليكون مقبولاً اجتماعياً، والتداخلات هنا تتضمن التدريب على المهارات الاجتماعية والتثقيف الجنسي وإعادة البناء الفكري بالمواجهة واستهداف العقلنة المستخدمة لدعم السلوك الشاذ مع الآخرين وإنهائها وتطوير الأحساس بمشاعر الضحية، إضافة إلى تخفيف الأحساس التخيلي وضرورة تعلم تقنيات الاسترخاء، مع أهمية التعرف على كل العوامل التي تحفز وتثير الدافع الانحرافي لتجنبها.
ويستخدم العلاج النفسي الاستبصاري كعلاج طويل الأمد،حيث يكون لدى المرضى فرصة لفهم تحليل كل الأحداث التي سببت الانحراف لديهم ،فيساعدهم العلاج للتفاعل بشكل أفضل مع الحياة وضغوطها ويحفز قدراتهم للتعايش مع شركائهم. بالإضافة الي ذلك فالعلاج النفسي يسمح للمرضى باستعادة الاعتداد والثقة بالنفس والذي بدوره يفضي الي التقارب من الشريك بسلوك جنسي طبيعي.
الوعي والوقاية
وعلى ذات الصعيد، أشار د.الحمادة إلى أبرز طرق الوقاية من الاضطرابات الجنسية، منوهاً إلى أنه تتطلب اضطرابات الانحراف الجنسي الوقاية إضافة إلى العلاج شأنها في ذلك شأن الاضطرابات النفسية والسلوكية، ومن أولى خطوات الوقاية هي الوعي بمشكلة الانحراف الجنسي وإشاعة الثقافة الجنسية السليمة بما يتلاءم ومرحلة نمو الطفل، ويتم ذلك في البيت والمدرسة ووسائل الإعلام المهتمة بأمور تربية الأطفال والناشئة، ولعلنا نجد عدداً من الإجراءات الوقائية البسيطة والمفيدة، بدءاً من ضرورة التفريق بين نوم الأبناء في الأسرة، والاحتشام في الملبس أو عند ارتداء الملابس، وعدم قبول تشبه الذكور بالأناث والعكس بين الأطفال والمراهقين حتى أثناء المزاح واللعب، وتعلم غض البصر وتجنب الاحتكاك الجسدي المقصود والمتكرر، ومن متطلبات التربية الجنسية هي وضع مسألة الجنس في موضعها الطبيعي بلا تهويل أو تهوين، ومساعدة الطفل على تكوين مواقف سليمة تجاه الجنس الآخر مع مراعاة اللياقة والآداب المتصلة بالأخلاق الجنسية بدلاً من أن يضمر في نفسه النفور والاشمئزاز والخوف وغيرها.