لدى تفضل سموه بوضع حجر الأساس للمبنى الجديد للجامعة الأهلية ، فقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر أن الأمم تصنع مجدها وحضارتها بالعلم ، وان الدول والحكومات التي سلحت شعوبها بالعلم والمعرفة هي التي فازت في تنافس التنمية والتطور وحجزت لها مقعداً متقدما في ميدان الحضارة، لذا حرصت الحكومة على توجيه جهودها باتجاه الارتقاء بمسيرة التعليم الأساسي والعالي لتكون مخرجاتهما داعمة لجهودها نحو التنمية والتطور.
ولفت سموه الى أن الحكومة تبدي اهتماما كبيرا بالجامعات ومؤسسات التعليم العالي لأهميتها في تهيئة العنصر البشري، فكل الموارد معرضة للنضوب إلا الثروة البشرية هي مورد دائم ومتجدد والدول التي اعتنت بها باتت اليوم في مقدمة ركب الحضارة والتنمية، وقال سموه «ثقتنا عالية بجامعاتنا الوطنية في ضخ الكوادر المؤهلة علميا القادرة على قيادة دفة العمل والتقدم، والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع».
وكان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء قد تفضل فشمل برعاية سموه الكريمة وضع حجر الأساس للمبنى الجديد للجامعة الأهلية الذي سيقام في المدينة الشمالية، وذلك في احتفال كبير شهده سموه بفندق الريتز كارتون صباح اليوم.
وبهذه المناسبة، هنأ صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء القائمين على الجامعة الأهلية بتدشين الحرم الجامعي الجديد في المدينة الشمالية، معربا سموه عن خالص تمنياته لهم بأن يشكل هذا الصرح التعليمي بيئة محفزة على نهل العلم والبحث العلمي، وتخريج كفاءات وطنية قادرة على دفع عجلة البناء والتنمية في المملكة.
وأكد سموه أن الاستثمار الحقيقي يكمن في تنمية الإنسان وتهيئته لكي يكون عنصراً فاعلا في بناء الوطن وازدهاره، من خلال توفير مستوى متميز من التعليم يضمن استمرارية رفد سوق العمل بالكفاءات والمهارات اللازمة لديمومة ازدهار الاقتصاد الوطني.
وأشار صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى أن رؤية الحكومة في التنمية انصبت على الاهتمام بالتعليم كمحور أساسي في بناء الإنسان وهو ما أهلها لأن تبوأ مستويات متقدمة في التنمية البشرية.
وأكد سموه أن الحكومة حرصت على تهيئة البيئة المحفزة للاستثمار في التعليم من خلال حزمة متكاملة من التشريعات والإجراءات والمؤسسات التنظيمية التي تكفل ضمان جودة التعليم من خلال الالتزام بالمعايير العالمية لجودة التعليم، مما عزز من إسهام قطاع التعليم في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة.
وأشاد سموه بما يتمتع به التعليم العالي في البحرين من سمعة طيبة ومستوى أكاديمي متميز، بفضل تضافر الجهود في الوفاء بمتطلبات ضمان جودة التعليم للإسهام بدوره البناء في تطوير وتحسين مخرجات العملية التعليمية.
وعبر سموه عن فخره واعتزازه بقدرة البحرين على اجتذاب عدد من الجامعات وكبريات المؤسسات التعليمية لتتخذ من المملكة مركزاً لها في المنطقة، وهو ما يعكس الثقة في البيئة التعليمية في المملكة ويجعل من البحرين مركزاً للتعليم الجامعي في المنطقة.
من جانبه، أعرب الدكتور عبدالله يوسف الحواج الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية في كلمة له عن خالص شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على تفضل سموه بوضع الاحتفال تحت رعايته الكريمة، قائلا:» ما أبهج هذا اليوم الذي نتشرف فيه بالرعاية الكريمة، والحضور البهي، لحضرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وهو شرف عظيم يملأ قلوبنا غبطة، ونفوسنا فرحة، ويرسم صورة جليلة رائعة من صور الوفاء من راعي التعليم والنهضة في بلاد العلم والحضارة».
وأضاف:» كلمات وفاء وعرفان أرفعها لمن تحققت بهم الأحلام، وتجددت بهم الآمال، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حفظهم الله، وأطال في عمرهم المديد لتزدهر بهم مملكتنا الغالية، ولتنعم بعطائهم الكريم».
وتوجه الحواج بخالص التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لحصول سموه على جائزة «شعلة السلام» من جمعية «تعزيز السلام» النمساوية، مؤكدا أن هذه الجائزة تدل على جهود سموه النبيلة في سبيل إرساء دعائم السلام على مختلف مشارق الأرض ومغاربها.
وأشار إلى الجامعة الأهلية أُنشأت بموجب قرار مجلس الوزراء الصادر في الخامس والعشرين من شهر مارس من العام 2001 ، وأنها منذ نشأتها حققت إنجازات عديدة وتميزت في برامجها الدراسية لتصبح اليوم واحدة من أهم الجامعات المعتمدة في المنطقة، واستطاعت رغم عمرها القصير أن تتصدر الجامعات المحلية في قوائم الجودة ومعايير الامتياز، وما كان لتلك الانجازات أن تتحقق ولذلك التميز أن يتجلى لولا الدعم والرعاية من الحكومة الموقرة.
بعد ذلك، ألقت الشاعرة منيرة السبيعي خريجة الجامعة الأهلية قصيدة شعرية بعنوان «آمالنا كلها خليفة»، تلاها عرض فيلم قصير عن الجامعة الأهلية ، ثم تم تقديم أوبريت بعنوان «خليفة يا نهضة وطن» تناول دور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في نهضة مملكة البحرين وبشكل خاص في قطاع التعليم، و دعم ورعاية سموه لعدد من المشاريع التنموية في البحرين، بالاضافة إلى الجوائز والأوسمة التي نالها سموه.
ثم قام رئيس الجامعة الأهلية بتسليم صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء راعي الحفل وثيقة «العهد والولاء»، والتي أكد فيها مجلس إدارة ومجلس أمناء وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية وجميع منتسبي الجامعة الأهلية وقوفهم صفا واحدا متراصا خلف القيادة الرشيدة، معاهدين سموه ببذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق ما يصبو إليه من تقدم ونماء وازدهار، معربين عن فخرهم واعتزازهم بالإنجازات الكبيرة التي حققتها الحكومة الموقرة لتتبوأ مملكة البحرين مكانة شامخة بين الدول، مؤكدين أنهم سوف يسخرون كل طاقاتهم وعلومهم وامكاناتهم في تكريس الجهود الخيرة لبناء وتشييد مستقبل البحرين الواعد.
بعد ذلك، تفضل صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بوضع حجر أساس مباني الحرم الجديد للجامعة الأهلية بعد أن اطلع سموه على مجسم لمبنى الجامعة.
الجدير بالذكر أن مبنى الحرم الجديد للجامعة الأهلية بالمدينة الشمالية سيتكون من 9 طوابق، مزودة بأحدث التقنيات المعمول بها في عالم البناء، لتكون طاقته الاستيعابية في مرحلته الأولى 5 آلاف طالب وطالبة، بينما تبلغ بعد إنجاز المرحلة الثانية في سنوات لاحقة نحو 10 آلاف طالب وطالبة.