تستعد اتحادات كرة القدم العالمية صباح يوم غد الجمعة لاختيار الرئيس العاشر لقيادة الاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا" في انتخاباتها الاستثنائية بعد أقل من تسعة أشهر فقط على الانتخابات السابقة التي فاز فيها السويسري جوزيف بلاتر على الاردني الامير علي بن الحسين، ثم اضطر الى الاستقالة بعد أربعة ايام فقط بسبب توالي اتهامات الفضائح والفساد.
ويتنافس خمسة مرشحين لخلافة السويسري جوزيف سيب بلاتر وهم البحريني معالي الشيخ سلمان بن إبراهيم ال خليفة والأردني الأمير علي بن الحسين والسويسري جاني إنفانتينو والفرنسي جيروم شامباني والجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل.
وتبدو اهمية هذه الانتخابات بعد ان وقعت المنظمة الكروية الاكبر على مستوى العالم منذ أشهر ولا تزال، في أسوأ فضيحة في تاريخها الذي يمتد لأكثر من قرن من الزمن ، حيث يمر الاتحاد الدولي منذ تسعة أشهر بأخطر مرحلة في تاريخه الكروي بعد فضائح الفساد وتبييض الاموال التي ضربته عشية الانتخابات الرئاسية في مايو الماضي وادت الى اعتقال عدد من المسؤولين فيه، كما وصل الامر الى ايقاف رئيس الفيفا السابق السويسري بلاتر ورئيس الاتحاد الاوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني.
وبدأت الفضائح قبل يومين من التصويت في الانتخابات السابقة في شهر مايو 2015 عندما اعتقلت الشرطة السويسرية عددا من المسئولين البارزين في الفيفا أهمهم جيفري ويب من جزر كايمان الذي كان في حينها رئيسا للكونكاكاف ونائبا لرئيس الفيفا، كما وجهت التهم الى مسؤولين آخرين، وشركاء في شركات للتسويق الرياضي.
ومن خلال هذه الفضائح التي شوهت صورة الفيفا بسبب تهم الرشى والفساد، شملت البرامج الانتخابية للمرشحين الخمسة نحو كرسي الرئاسة، الكثير من خطط تلميع المنظمة الكروية واعادتها الى نصابها.
ويدخل معالي الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم والمرشح لرئاسة الإتحاد الدولي، الإنتخابات بثقة عالية استمدها من حجم الدعم المتزايد الذي بات يتمتع به في أوساط الإتحادات الوطنية في مختلف قارات العالم.
وقبل يوم فقط من موعد الإستحقاق الإنتخابي الكبير الذي ستشهده مدينة زيوريخ السويسرية، أجمعت غالبية وسائل الإعلام العالمية على أن الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة يتصدر سباق إنتخابات الفيفا وذلك بالنظر إلى حجم التأييد الواسع الذي يحظى به في كل من قارتي آسيا وإفريقيا، إلى جانب قدرته على كسب ثقة العديد من الإتحادات الوطنية في القارات الأخرى.
واشارت العديد من وسائل الإعلام العربية والدولية أن البرنامج الإنتخابي الطموح الذي قدمه معالي الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة ترك أصداء إيجابية على ساحة كرة القدم العالمية لما يتضمنه من رؤى وأفكار متميزة تصلح لإعادة هيكلة الإتحاد الدولي وفق أسس سليمة وعلى أرضية صلبة تمهد الطريق أمام تحقيق الإصلاح الحقيقي في مسيرة (الفيفا).
ويتضمن برنامج معالي الشيخ سلمان رؤية شاملة لمسيرة من المنتظر ان تحقق النقلة النوعية المطلوبة لبيت الكرة العالمية، عبر محاور التطوير الشامل اللعبة والنهوض بمختلف جوانبها وإعادة الهيبة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، فضلا عن إعادة رسم صورة مغايرة لدور الفيفا، بما يسهم في إستعادة السمعة الطيبة لهذا الكيان.
ويحظى معالي الشيخ سلمان بن ابراهيم بدعم الاتحاد الآسيوي الذي يرأسه منذ 2013 الذي يتكون من 46 صوتا ، كما اكد الاتحاد الأفريقي الذي يتكون من 54 صوتا دعمه الى المرشح البحريني.
وسيواجه رئيس الاتحاد البحريني السابق والاتحاد الاسيوي الحالي منافسة قوية من اربعة مرشحين على رئاسة الاتحاد الدولي يبدو ابرزهم السويسري جاني إنفانتينو والذي اعلن انه تلقى دعما كبيرا من القارة الافريقية ايضا، كما يتمتع بدعم 53 اتحاد من الاتحادات الاوروبية اضافة الى 10 اتحادات من اميركا الجنوبية ومجموعة من اتحادات منطقة الكونكاكاف.
كما يخوض الاردني الامير علي بن الحسين كمرشح عربي ثاني في تجربة ثانية للفوز بالرئاسة بعد الانتخابات الاخيرة والتي اقيمت قبل تسعة اشهر فقط والتي تحصل فيها على 73 صوتا من اصل 209 اصوات في الجولة الاولى، ثم اعلن انسحابه قبل انطلاق الجولة الثانية.
ويتبقى كل من الفرنسي جيروم شامباني "مساعد امين عام الفيفا سابقا لاعوام" والمقرب من بلاتر او رجل الاعمال الجنوب افريقي الذي سجن مع الزعيم نيلسون مانديلا بسبب التمييز العنصري، لكن احلام كل المرشحين تبدو ضعيفة نحو الصعود لكرسي الرئاسة.
أقل من 24 ساعة ستحدد الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم بعد سلسلة بدأها الفرنسي روبير غيران في العام 1904 وحتى العام 1906، وصولا الى الرئيس الكاميروني عيسى حياتو والذي يتولى منصب الفيفا بالوكالة بعد ايقاف السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا منذ العام 1998.