تساؤل كان يطرحه البعض قبل انعقاد القمة العربية التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد: هل مارست المليشيات الإيرانية المتواجدة في العراق، أو مليشيات الصدر التقية التي يشتهرون بها في عدم إثارة المشاكل واستهداف قيادات عربية أثناء انعقاد القمة العربية في ضيافة المالكي في بغداد ؟! وهل هذه مداعبة للعرب، أم رسالة موجهه إلى الدول العربية مفادها بأن العراق عربي ويمكن أن يعود إلى الإطار العربي؟! والتساؤل الأخر: كان نوري المالكي قد صرح في وقت سابق من انعقاد القمة العربية بأن القمة لن تناقش الوضع في سوريا؛ وهذا فعلاً ما حدث حيث لم يكن الملف السوري من الملفات التي تم التطرق لها وبجدية ، ونحن نقول إذاً فما النفع من عقد القمة العربية ؟! ومن اجل ماذا عقدت ؟! هل من أجل استعادت القطر العراقي ومحاولة إعادته إلى الكنف العربي ؟! مع الأسف القضية السورية لم تنل اهتمام القادة العرب لا في القمة العربية ولا في جامعة الدول العربية ولم تحصل الثورة السورية على دعم عربي أو حل عالمي لحقن دماء إخواننا السوريين الذين استبيحت حرماتهم وشردوا من منازلهم وهدمت مدنهم وقراهم لأنهم طالبوا بالحصول على حرية في إبداء الرأي ووضع حد لنظام استبدادي فاسد؟! أليسوا عرباً؟! أم إيران اعتبرتها جزء من أملاكها بالتقاسم مع روسيا ومباركة إسرائيلية؟! كما لابد لأي قمة عربية أن يكون الوضع السوري أولى واهم محاورها بل وأساس لانعقادها قبل غيرها من القضايا العربية الأخرى ثم القضية الفلسطينية والتدخلات الإيرانية في الشأن العربي، باعتقادي هذه أهم ثلاثة محاور يجب أن تتضمنها إي قمة عربية تناقش قضايانا العربية. بالعودة إلى الشأن العراقي وإمكانية إعادة دمجه بالجسد العربي لابد للحكومة والقيادات العراقية أولاً: أن يعلنوا براءتهم من التبعية الإيرانية ويعملوا على تنظيف وزاراتهم وإداراتهم من المستشارين الإيرانيين ويطهروا شوارع بغداد وغيرها من المدن العراقية من قذارة الاحتلال الفارسي، بعد ذلك يحق لبغداد أن تناقش قضايا العرب وتسهم في حل مشكلاتهم مع إن العراق بما يمر به من دكتاتورية جديدة تتقمص الديمقراطية وتتشدق بها بحاجة إلى من يحل مشاكله التي حولت العراق من بلد متطور رائد بين بلدان العالم إلى واحة أشباح تقطنها مليشيات القتل والتنكيل والخراب وتعيث فيها فساداً. فطالما العراق يدين بديانة النظام الفارسي وبالولاء المطلق للقيادات الفارسية ويرتدي العباءة الفارسية الملطخة بدماء الشعب العراقي فمن الصعب بل المستحيل أن يتم الاعتراف بحكومة المالكي على إنها عربية وتنتمي للمنظومة العربية بل على الدول العربية أن تجمد عضويتها لدى جامعة الدول العربية حتى تعود عربية كما الأصل. ثانياً: قبل أن تفكر حكومة المالكي بأن تناقش قضايا الأمة العربية وتسهم في حل مشاكلها عليها أن تراجع مواقفها المخزية التي كانت ومازالت تحرض مواطني مملكة البحرين على التخريب والعنف وتسعى من خلال ملاليها الموجهين من النظام الإيراني بإثارة الفتنة وتقويض الأمن في منطقة الخليج العربي، حيث لم تقتصر تهديدات شخصيات وقيادات عراقية إيرانية على البحرين فقط بل طالت المملكة العربية السعودية وهددت أمنها وكذلك سعوا إلى تهديد أمن الكويت ومحاولة تغويض أمنه ونشر الطائفية بين مواطنيه والتحريض على كراهية أنظمة الحكم في دول الخليج العربي التي وفرت لمواطنيها كل سبل العيش الكريم والحياة الهانئة وجعلت المنطقة تنعم بحضارة عصرية تنافس الدول المتقدمة بل وأصبحت دول الخليج رمز للتقدم والرقي والنمو في جميع المجالات بعكس ما يعيشه أبناء الرافدين من قتل وتنكيل واضطهاد فالمواطن العراقي أصبح يخشى على نفسه الخروج من منزله خشيت الموت، والمواطن الإيراني لا يفرق كثيراً عن نضيره العراقي بل هو في محنة وفقر وعوز رغم الأموال الطائلة التي تسخرها إيران لزعزعة أمن الدول العربية وخاصة الخليجية منها والأولى بها إن تطعم أفواه جوعاها.