استجابةً لتوجيهات سمو رئيس الوزراء بالاستفادة من الكوادر العالمية للعلاج والتدريب في مملكة البحرين، وفتح آفاق جديدة لصالح خدمة المرضى وتوفير الأساليب العلاجية الأكثر تطوراً محلياً وطبقاً لأرقى المعايير الطبية العالمية، استقبل مجمع السلمانية الطبي خلال الفترة من 5 - 10 مارس 2016م البروفيسور توم دي جونج "Tom De Jong" المتخصص في جراحة المسالك البولية للأطفال من جمهورية هولندا، حيث قام بمعاينة 23 طفل يعانون من عيوب خلقية وتشوهات في المسالك البولية والأجهزة التناسلية، وأجرى عمليات جراحة لـ14 حالة تكللت جميعها بالنجاح.
وفي ذلك، قال الوكيل المساعد للتدريب والتخطيط الدكتور محمد أمين العوضي إنه تنفيذاً لتوجيهات سمو رئيس الوزراء وتماشياً مع سياسة وزارة الصحة في توفير أعلى مستويات الخدمات الصحية، تم دعوة الجراح الهولندي البروفيسور توم دي جونج الذي قرر إجراء 14 عملية دقيقة ومعقدة تكللت جميعها بالنجاح، وذلك من أصل 23 حالة قام بمعاينتها، مؤكداً أن جميع المرضى في حالة جيدة وبدأ البعض مغادرة مجمع السلمانية الطبي بعد الاطمئنان على حالتهم الصحية .
وأوضح الدكتور العوضي أن هذه الزيارة ما هي إلا سلسلة من الزيارات التي تقوم وزارة الصحة بترتيبها لما لهذه الزيارات من فوائد جمة للمريض بحيث لا يحتاج للسفر للعلاج بالخارج وحمل مشقته ويكون هنا بين أهله ومجتمعه، كما أن زيارة هذه الخبرات الأجنبية لمجمع السلمانية الطبي فرصة للجراحين البحرينيين للالتقاء بهذا الخبرات العالمية والاستفادة منها.
من جانبها، قالت استشارية جراحة الأطفال بمجمع السلمانية الطبي الدكتورة فايزة حيدر إن زيارة البروفيسور الهولندي استمرت ستة أيام قام خلالها بمعاينة 23 مريضاً يعانون من عيوب خلقية وتشوهات في المسالك البولية والأجهزة التناسلية، ومن بين هذه العيوب الخلقية والتشوهات أن تكون الأعضاء التناسلية غير واضحة ومختلطة بين الذكر والأنثى، وحالات يكون فيها الأحليل السفلي عبارة عن فتحة الأبوال عند الذكر والأنثى، وحالة فيها الطفل مولود ومثانته مفتوحة، وحالات انسداد بين الكلى والحالب، بالإضافة إلى المثانة العصبية، وأن يكون الطفل مولود وفتحة القولون مع فتحة المهبل وفتحة البول مندمجة كلها في فتحة واحدة، وحالة تعاني من كيس في الحالب الأيمن، وحالة تكون فيها الخصية غير المرئية، بالإضافة إلى حالة انسداد في مجرى البول وتضخم في الحالب، وحالة انسداد خلقي في المهبل. وبعد معاينة المرضى ومناقشة حالاتهم مع الفريق الطبي القائم على علاجهم في مجمع السلمانية الطبي، قام البروفيسور الهولندي بإجراء 14 عملية دقيقة ومعقدة تكللت جميعها بالنجاح والمرضى في حالة جيدة وبدأ البعض مغادرة المستشفى، لافتةً إلى أن زيارة البروفيسور الهولندي كان الهدف منها تقديم أفضل سبل العلاج للمرضى البحرينيين على يد أمهر الأطباء العالميين بحضور أطباء مجمع السلمانية الطبي لتدريبهم على مثل هذه العمليات الدقيقة، وفي نفس الوقت المرضى يشعرون براحة نفسية لوجودهم في بلدهم وبين أهاليهم كما أنه بهذه الطريقة يتم توفير مبالغ طائلة للوزارة يمكن استخدامها في تطوير الخدمات الصحية وتوفير أحدث الأجهزة والتقنيات العالمية.
وفي لقاء مع عدد من أهالي المرضى الذين تم إجراء العمليات لأطفالهم، عبّروا عن سعادتهم بنجاح العملية وحصولهم على تشخيص وعلاج متكامل في مجمع السلمانية الطبي، مؤكدين ثقتهم في الكادر الطبي البحريني المتمكن من أداء عمله على أكمل وجه مع وجود أحدث الأجهزة والتقنيات التي تساهم في إنجاح العمليات بمضاعفات أقل بحضور البروفيسور الهولندي، وهذا ما جعلهم يقررون إجراء العملية في مملكة البحرين وعدم السفر للعلاج في الخارج، فضلاً عن كونهم بين أهاليهم ومجتمعهم دون تكبد عناء السفر. وتقدموا بجزيل الشكر والتقدير إلى وزارة الصحة على الخدمات الصحية المتميزة المقدمة وإلى جميع المسؤولين والكادر الطبي والتمريضي الذي يعمل بكل جهد واقتدار لتشخيص وعلاج وتأهيل المرضى.
فمن جانبها، قالت أم الطفلة ورد السيد هاشم الموسوي (عام ونصف) أن ابنتها كانت تعاني منذ ولادتها ارتفاع في درجة الحرارة ونقص في الوزن وارتجاع، وبعد أسابيع من الولادة بدأت تظهر بقع حمراء وزرقاء وبيضاء على جسم الطفلة، وكانت تبكي بشدة وتستمر في البكاء، مشيرةً إلى أنهم توجهوا إلى طوارئ مجمع السلمانية الطبي الذي شخصوا الحالة بكل اقتدار، حيث تم إجراء الفحوصات اللازمة والمضادات وإدخالها العناية القصوى، وبعد مكوثهم في المستشفى لمدة تجاوزت الشهر، قررت الدكتورة فايزة حيدر إجراء العملية إن الطفلة تحتاج إلى منظار وإجراء عملية جراحية. وأفادت بأنه مع تواجد البروفيسور الهولندي وبإجراء المنظار تم اكتشاف وجود ثلاث فتحات بالحالب مع وجود كيس خلف الحالب، لذا تم إجراء عملية جراحية على يد البروفيسور الهولندي تم فيها استئصال الحالب والكيس، كما تم قطع الحالب الثاني وإعادة زراعته، مفيدةً بأن الطبيب الهولندي أخبرهم أن نسبة نجاح العملية تبلغ 95%، وأكد لهم أنه بعد إجراء العملية سوف تتحسن حالة الطفلة ويبدأ وزنها في الزيادة حتى يصبح طبيعياً.
وأكدت أم الطفلة ورد أن مجمع السلمانية الطبي يضم كادر طبي وتمريضي متمكن ومتعاون إلى أبعد الحدود، وخصوصاً الدكتورة فايزة حيدر التي كانت ولا زالت تتابع معهم حالة الطفلة أولاً بأول، وتقدمت بجزيل إلى الطاقم الطبي والتمريض كافة، مؤكدة أن استقدام أطباء متخصصين لعلاج المرضى البحرينيين داخل البحرين هي فكرة موفقة وسديدة من جميع الجوانب.
كما أشادت أم الطفلة المريضة (ف.ف) بالمستوى العالي من القدرة على التشخيص والعلاج في مجمع السلمانية الطبي، والتطور الكبير الذي شهده مجال الطب في مملكة البحرين، مشيرة إلى أن ابنتها كانت تعاني من وجود تضخم في الكلى اليمنى، وقرر الدكتور سعيد الهندي إجراء عملية لتصحيح حالب الكلى اليمنى، وتم تحديد موعد لإجراء العملية، وصادف الموعد تواجد البروفيسور الهولندي الذي قام بمعاينة الحالة وأجرى العملية، وأفادت بأن حالة الطفلة مستقرة حالياً ومن المؤمل ترخيص خروجها من المستشفى يوم الأحد المقبل بعد الاطمئنان على صحتها. وأكدت أنها بعد إجراء العملية راضية بالنتيجة، لافتةً إلى أنها لا تفضل العلاج بالخارج وتفضل البقاء بين أهلها، في أجواء العناية والاهتمام الذي لاقته من قِبل الممرضات والكادر الطبي البحريني.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}