يواجه بيب جوارديولا مدرب برشلونة الإسباني خطر فقدان سمعته كصاحب اللمسة السحرية، عندما يتطلع حامل اللقب لتعويض هزيمته 1 - صفر أمام ضيفه تشيلسي الإنجليزي الثلاثاء في إياب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وساهم جوارديولا (41 عاماً) لاعب الوسط السابق لبرشلونة ومنتخب إسبانيا في حصول فريقه على 13 لقباً، منذ توليه المسؤولية في 2008 من بينها الفوز ثلاث مرات متتالية، بالدوري المحلي ودوري الأبطال عامي 2009 و2011. لكن الخروج من دوري الأبطال سيوجه ضربة جديدة لبرشلونة، بعد الهزيمة 2-1 على أرضه يوم السبت الماضي، في قمة الدوري الإسباني واقتراب غريمه التقليدي من انتزاع اللقب مع وجوده في الصدارة، متقدماً بسبع نقاط على منافسه مع تبقي أربع جولات على النهاية. وقد لعب ريال مدريد مع برشلونة مرة أخرى في نهائي دوري الأبطال الشهر الماضي، إذا نجح الأربعاء في تخطي عقبة بايرن ميونيخ الذي فاز 2-1 على منافسه الإسباني في لقاء الذهاب الأسبوع الماضي في ألمانيا. وواجه جوارديولا حرجاً نادراً في محاولة لشرح أسباب فشل خطته أمام ريال مدريد، بعدما ترك سيسك فابريغاس واليكسيس سانشيز وبيدرو على مقاعد البدلاء، والدفع بكريستيان تيو (20 عاماً) جناح الفريق الثاني لبرشلونة منذ البداية. وأظهر الصاعد تيو لمحات من التألق، لكنه أهدر واحدة من أفضل فرص برشلونة عندما سدد الكرة بعيدا عن المرمى، وهو في وضع جيّد فيما سجَّل سانشيز هدفاً بعد نزوله أرض الملعب على الفور. وأتيحت لفابريغاس القليل من الفرص لإظهار براعته وقدرته التهديفية، التي دفعت برشلونة لضمه من آرسنال الإنجليزي مقابل 40 مليون يورو (52.8 مليون دولار)، عند نزوله بدلاً من تيو قبل عشر دقائق على النهاية. وقال جوارديولا في مؤتمر صحافي بعد لقاء ريال مدريد: “إذا لم أشرك لاعبين آخرين، ربما كنتم تسألوني الآن لماذا لم أدفع بهم”. وأضاف: “ربما أسأت فهم الأمر. . ربما مع سيسك أو لاعبين آخرين كانت الأمور لتصبح أفضل..من يعلم؟”. لكن البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد نفذ خطة ناجحة، بدت أنها مماثلة للتي استخدمها ناديه السابق تشيلسي في مواجهة برشلونة الأسبوع الماضي في لقاء الذهاب. ومع السماح لبرشلونة بالاستحواذ على الكرة لفترات طويلة والدفاع بقوة والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، نجح تشيلسي وريال مدريد في هزيمة بطل أوروبا. وقال جوارديولا: “في النهاية يجب أنْ أتحمل العواقب بسبب قراراتي وهناك دائماً أسباب للقرارات التي أتخذها”. وأضاف:«الإحباط ليس مناسباً لما فعلناه في لندن أو هنا على ملعبنا. الإحباط هو عندما لا يقدم لاعبو الفريق أداءً جيداً. الفوز أو الهزيمة شيء آخر، لكن الإحباط ليست الكلمة المناسبة”. وتحوم شكوك حول مشاركة ديدييه دروجبا مع تشيلسي بسبب إصابة في الركبة بعد غيابه عن المباراة، التي تعادل فيها الفريق بدون أهداف مع آرسنال السبت الماضي في الدوري الإنجليزي الممتاز. وهز دروغبا مهاجم ساحل العاج شباك برشلونة الأسبوع الماضي، وتسبب في تعطيل اللعب أكثر من مرة بسبب سقوطه أرضاً، وهو ما جعله ينال انتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت. وإذا غاب دروغبا سيكون من شبه المؤكد أنْ يلعب الإسباني فرناندو توريس في مواجهة النادي الذي تألق أمامه مراراً عندما كان في صفوف أتليتيكو مدريد. وسجّل توريس سبعة أهداف في عشر مباريات بالدوري الإسباني، أمام برشلونة عندما كان ضمن صفوف أتليتيكو وأحرز ثنائية مرتين على ملعب بطل أوروبا، لكن مستواه تراجع بشدة منذ انضمامه إلى تشيلسي، قادماً من ليفربول منتصف موسم 2010-2011. وسيفتقد تشيلسي جهود قلب الدفاع البرازيلي ديفيد لويس بسبب الإصابة، لكن من المرجح أنْ يمثل جاري كاهيل وجون تيري قائد الفريق ثنائياً قوياً مع غيابه. وبدا أنَّ الإيطالي روبرتو دي ماتيو المدرب المؤقت لتشيلسي استخدم لقاء آرسنال السبت الماضي كتجربة لمباراة برشلونة. وإذا تكررت نتيجة لقاء آرسنال في مواجهة برشلونة سيصعد تشيلسي إلى النهائي للمرة الثانية في تاريخه. وقال الفرنسي آرسين فينغر مدرب آرسنال: “لعب تشيلسي بثلاثة لاعبي وسط مدافعين في المنتصف، لذلك كان من الصعب اختراق صفوفه. أراد تشيلسي التدريب على الطريقة التي سيستخدمها يوم الثلاثاء”.