تباينت آراء الخبراء والمحللين بشدة بشأن أحدث هواتف أبل "آيفون إس.إي"، ففي حين اتفقوا على أنها مغامرة لشركة أبل وعلامة آيفون التجارية، إلا أن العديد منهم شككوا في جدواها وفائدتها في أسواق مثل أميركا وأوروبا واليابان، مع وجود احتمالية للنجاح في الصين والهند تحديدا.
تقديم أبل لهاتف أصغر حجما من الهواتف التي سبقته، يعد سابقة في تاريخ آيفون، كما أن تقديم هاتف بمواصفات قديمة في تصميم أقدم بسعر هو الأرخص بتاريخ "آيفون" يعد مخاطرة أيضا، إذ أن "إس إي" يشبه في مواصفاته "آيفون 6 إس"، ولكن في تصميم "آيفون 5".
الهاتف أثار حالة من الجدل بمجرد الإعلان عنه، أغلبها كان ضد أبل، التي يرى مراقبون أنها "أفلست" من ناحية الأفكار عندما تسعى للترويج لأجهزة قديمة أصدرتها قبل عامين أو ثلاثة ولكن بحلة جديدة لم تشهد جديدا، فيما يراه البعض مرونة فائقة من أبل تسعى من خلالها لإعادة مبيعات آيفون إلى وضعها الطبيعي.
وما يعزز الفرضية الأخيرة أن "إس إي" (بحجم 4 بوصات) سيطرح بسعر هو الأرخص في تاريخ آيفون (400 دولار تقريبا)، ما يجعل الأسواق الناشئة مثل الهند والصين هي المستهدفة في المقام الأول، وتحديدا المستخدمين الذين لم يحدثوا للأجيال الأخيرة من آيفون، الذين لا يفضلون الأجهزة كبيرة الحجم.
الاتفاق شبه الجماعي لمحللين أن السبب الرئيسي في إطلاق "إس إي" يرجع إلى زيادة مبيعات آيفون، وإعادتها لمستويات مرضية للشركة، وذلك بعد الانخفاض الحاصل الفترة الماضية.
ويبدو أن أبل حرصت هذه المرة على توفير فرصة النجاح لهاتف "إس إي" بدعمه بخصائص متطورة مثل "أبل باي" و "سيري"، وهي الخصائص غير المتاحة لهواتف "آيفون 5 و 4"، وما شجعها أنها نجحت في بيع أكثر من 30 مليون هاتف آيفون بشاشات بحجم 4 بوصات خلال عام 2015.
ويأتي حرص أبل هذه المرة خصوصا بعد التجربة، التي يمكن وصفها بالفاشلة مع جهاز "آيفون 5 سي"، التي أوقفتها أبل، بعد أقل من عام على طرحه.
وتكمن مخاطرة أبل في قدرتها على الترويج لجهازها الجديد ودعمه بشكل صحيح ليصل إلى الأسواق المستهدفة وينجح بها، وهو الجهاز الذي طُرح لملء فجوة تسويقية حتى موعد طرح آيفون 7 في سبتمبر المقبل كما هو متوقع، خصوصا أن الفشل سيزيد من أوجاع أبل على صعيد أرقام المبيعات.