تخلد فرق الفومولا1 لمصانعها خلال الأسابيع الثلاث المقبلة قبل أن تعود المحركات للهدير في فالنسيا، وعندها ربما يكون لكل حادث حديث، حيث يتوقع الجميع أن تحضر صاحبة الرداء الأحمر بزينة جديدة تضعها على خط المنافسة مع بقية الجميلات.. مكلارين ومرسيدس ولوتس رينو، وطبعا أبطال العالم ريد بول. في المقابل رفض بطل العالم الالماني سبيستيان فيتل اعتبار سباقه الأحد في البحرين تكراراً لمشهد الهيمنة الذي كان سائداً على سباقات بطولة العالم للفورمولا1 العام الماضي، في وقت مسح فيه كل ما هو جميل عندما أشار بإصبعه للسائق الهندي وهو يتجاوزه بعد لفة كاملة. ورغم أن فيتل سيطر على السباق الذي احتضنته حلبة صخير (الجولة الرابعة من بطولة العالم) من بدايته وحتى نهايته، إلا أنه أكد بعد السباق أن الفوز لم يكن سهلا بالمرة، والدليل على أن سيارة ريد بول لم تبلغ قمتها بعد هو أن الأسترالي مارك ويبر زميل فيتل لم ينجح في تحقيق سوى المركز الرابع في السباقات الأربع الماضية، كما إن فيتل كاد يفقد صدارة السباق بعد ضغط الفلندي كيمي رايكونن سائق لوتس رينو عليه في فترات طويلة من السباق. ويكتب لريد بول أنها نجحت في خداع مكلارين ومرسيدس في التجارب التأهيلية عندما اعتقد الجميع أن السيارة الزرقاء فقدت هيمنتها وهي خالية من الوقود، لكن الواقع هو أن الأجنحة الطائرة بقيت تحلق تحت وقفت أمام خط الصيانة مباشرة بعدما تجاوز بطل العالم خط النهاية. وللسباق الثالث على التوالي يعاني فريق المكلارين من أخطاء خط الصيانة وهو ما كلف البريطاني لويس هاملتون التراجع من المركز الثالث إلى الثامن، كما أن زميله جنسون باتون تعرض لعطل ميكانيكي مباشرة بعد تعرض إطاره الخلفي لثقب في اللفات الأخيرة وهو في المركز السادس ليخرج بخفي حنين. وخسرت مكلارين الكثير من النقاط في البحرين، وهو ما شجع فيراري على إطلاق التصريحات المتفائلة رغم حلول السائقين الإسباني فرناندو الونسو والبرازيلي فيليبي ماسا في المركزين السابع والتاسع. وبعد تجارب تأهيلية متواضعة السبت أعلن الونسو أنّه يهدف إلى إنهاء الجولة الرابع من بطولة العالم في المركز السادس أو السابع، ومؤكداً أن فريقه سيعاني على الحلبة البالغ طولها 5.412 كيلومتر، وتوقع ألونسو أن ينافس رايكونن على لقب السباق قائلاً: «كيمي حظيّ بأسبوع جيد، لديه الكثير من الإطارات وسيبدأ السباق من المركز 11، حتى أنه يمكن أن يكون منافس قويّ». وكان الونسو على حق لأن رايكونن وزميله الفرنسي غروجان نجحا في احتلال المركزين الثاني والثالث ومنحا لوتس رينو دفعة قوية للأمام. ودفع فريق مرسيدس ثمناً غالياً للاستراتيجيات الخاطئة التي انتهجها الفريق في التجارب التأهيلية، بعد خطأ الألماني روزبيرغ في اللفة الطائرة الوحيدة التي قام بها في الثالثة والحاسمة حيث ارتكب هفوة كان من المستحيل تفاديها، في حين أن مواطنه الأسطوري مايكل شوماخر لم يبلغ أصلاً الجولة الثانية من التجارب بسبب بقائه في «الكراج» طمعاً في المحافظة على إطاراته، كما تراجع للمركز 22 عند خط الانطلاق بسبب عقوبة تغيير علبة التروس. ورغم هذا الأداء الضعيف في التجارب إلا أن العنف الذي قاد به روزبيرغ سيارة مرسيدس بعد انطلاق السباق كشف عن رغبة النجم الألماني في منح الجميع فكرة وافية عن قدراته القيادية بعدما فاز بسباقه الأول قبل أسبوع في الصين. ولم يجد روزبيرغ حرجاً من الاحتكاك مع هاملتون، كما دفع الونسو نحو التراب ليمنعه من التجاوز، في وقت تمسك فيه بحظوظ الفوز بالمركز الخامس، تاركاً المعركة الخلفية لزميله شوماخر الذي قص طريقه من المركز 22 إلى العاشر.