محمد أحمد راشد حمد


شاب بحريني خريج كلية الحقوق استهوته الكاميرا واستطاع أن يحترف ويبدع في مجال التصوير الفوتوغرافي.. لا حدود لطموحاته ويرسم من صوره لوحات فنية تنبض بالحياة.. أسس مع أصدقائه «نادي انكسار الضوء» للتصوير الاحترافي محاولاً تأسيس مدرسة خاصة بحرينية الهوية للتصوير الفوتوغرافي لتأخذ مكانها بين فنون التصوير العالمية.. إنه المصور الفوتوغرافي البحريني محمود سلامي الذي كشف لـ «الوطن» عن تفاصيل حبه وشغفه للكاميرات والصور في الحوار التالي..
- هل لك أن تطلعنا على بداية علاقتك في التصوير؟ ولماذا اتجهت لمجال التدريب؟
بدايتي كانت كأي شخص يحب التصوير، يوثق لحظات من حياته الشخصية ولحظات برفقة العائلة والأصدقاء، وبدأت عملياً خلال عامي 2008/2007 خلال دراستي الجامعية حيث شجعني صديق لي على الاتجاه لهذا المجال وبدأنا معاً حيث كنا نقوم بجولات تصويرية داخل البحرين وخارجها، استهواني التصوير، ووجدت أن هناك صعوبات تواجه المصورين لقلة المصادرباللغة العربية لإيجاد إجابات لبعض التساؤلات فبادرت في عام 2010 بإنشاء قناة على اليوتيوب أقوم فيها بشرح كثير من الأمور المتعلقة بالتصوير، وشهدت القناة إقبالاً كبيراً من الجمهور حيث تعدت المشاهدات المليون مشاهدة.
- وكيف صقلت موهبتك؟ وهل حصلت على دورات تدريبية بهذا الخصوص؟
خضعت لدورات لمعالجة الصور وتدربت في مركز الإبداع الشبابي في المؤسسة العامة للشباب والرياضة قبل حوالي 3 سنوات، وبعدها قمت بالتدريب في المركز والذي شهد إقبالاً كبيراً من الجمهور، كما انتظمت بدورة تصوير بإشراف الدكتور لؤي الخاجة، وحصلت أيضاً على شهادة صادرة من معهد الأكاديمية الدولية للتدريب والاستشارات (IATC)، ثم كنت أنظم ورشات عمل عامة وخاصة داخل المملكة وخارجها.
- للتصوير مجالات واسعة ففي أي مجال ترى نفسك؟
المجال الذي استهواني هو مجال تصوير الأشخاص بالدرجة الأولى، وقمت بشراء جميع المعدات اللازمة للإستديو من إضاءات وخلفيات وغيرها وحولت غرفتي الخاصة إلى إستوديو متكامل بكل المعدات اللازمة.
- تعاونت مع مجموعة من المصورين بإنشاء نادي انكسار الضوء، حدثنا عن هذه التجربة؟
في البداية كنت أقوم بعقد الدورات التدريبية، وقبل حوالي ثلاث سنوات أردت أن نجتمع مع المصورين الذين خاضوا دورات بإشرافي بفريق واحد، في البداية ناقشت مع مجموعة من المصورين فكرة إنشاء فريق انكسار الضوء على أن نبدأ على شكل مجموعة واتساب، وتطورت الفكرة فقمنا بإنشاء نادي انكسار الضوء، وفتحنا باب الانضمام للنادي للراغبين في الاشتراك بالنادي برسوم رمزية مقابل الحصول على العضوية، ومنذ ذلك الحين خضنا العديد من التجارب كالقيام بجولات تصويرية داخل وخارج البحرين وتم عقد الكثير من الورش التدريبية للأعضاء وغيرهم من الراغبين في دخول مجال التصوير.
- ما هي المعوقات والتحديات التي واجهتك لإنشاء النادي؟
أهم الصعوبات التي واجهتنا في البداية هي الإقبال، حيث بدأ النادي بحوالي 6-7 أعضاء، ولم ينضم معظم الذين كنت أدربهم في السابق نظراً لظروفهم الخاصة وارتباطاتهم ولكن تم التغلب على المشكلة، والحمد لله خلال شهر واحد من إشهار النادي بلغ العدد حوالي 20 عضواً، واستمر العدد في تزايد حتى وصل حالياً لحوالي 80 عضواً، وطبعاً تواجهنا مجموعة من الالتزامات والعوائق الإدارية تمنعنا من الحصول على الترخيص الرسمي للنادي وسنعمل على تطوير أنفسنا ليمكننا من الترخيص من الجهات الرسمية.
- هل يوجد ما يمكن أن نطلق عليه المدرسة البحرينية للتصوير؟ وفي حالة وجودها أين أنت منها؟
طبعاً لا يوجد مدرسة حالياً للتصوير في المملكة، ولكن يوجد هناك مجموعات للتصوير الفوتوغرافي، حيث أن ذلك يحتاج مزيداً من الجهود وصقل المواهب وتوفير الإمكانيات، ولكن يوجد جمعية بحرينية عامة للفن ولا تختص بالتصوير لوحده وينضوي تحتها فنون الرسم والتصوير والنحت وغيرها، ونحتاج في المملكة لجمعية خاصة بالمصورين لتبنيهم وإمكانية مناقشة قضاياهم وتحفيزهم لصقل هوية خاصة للتصوير الفوتوغرافي البحريني تميزها عن غيرها من مدارس التصوير.
- هناك من يسأل هل الصور الجميلة تعود للمصور المحترف وموهبته أم تعتمد على جودة الكاميرا أو الظروف البيئية وقت التقاط الصورة؟
بإمكاننا الحديث عن عدة عوامل تساهم في جمال الصورة ونجاحها وأهمها استخدام قواعد التصوير الأساسية كالتناسق والتأطير وقاعدة الأثلاث والخطوط وزاوية التصوير، وهناك دور للظروف البيئية المحيطة كالمطر والشمس والظلال، كما أن موقع التصوير يلعب دوراً، ولكن الدور الأساسي للمصور هو كيفية الاستفادة من جميع هذه العناصر للخروج بصور رائعة من خلال ثقافته التصويرية والإلمام بقواعد التصوير الصحيحة واللمسة التي يضيفها للمشهد فتزيده جمالاً وتضفي عليه لمسة سحرية حتى لو كانت الكاميرا أقل احترافية.
- هل أقمت معرضاً لصورك؟ وفي حالة النفي هل لديك توجه لإقامة مثل هذا المعرض؟
نعم لدينا الطموح لتنظيم معرض للصور، طبعاً لا أتكلم عن صوري فقط بل عن معرض لصور جميع الأعضاء، لم نتمكن من تنظيم هذا المعرض بسبب بعض الإشكاليات التي واجهتنا، وسنعمل على تذليل الصعوبات وتنظيم هذا المعرض في الفترة القادمة إن شاء الله، وتم تنظيم مهرجان في متنزه سمو الأمير خليفة بن سلمان تحت مسمى « أسرتي حبيبتي» وشاركنا في المهرجان، وشهد المهرجان إقبالاً شديداً من الجمهور رغم أن إعلاننا كان من خلال بنر واحد، وهذا يدل على الأهمية التي يوليها الجمهور البحريني للتصوير الفوتوغرافي.
- ما الصور في ألبومك التي تعتبرها الأقرب لقلبك؟ وما الصور التي تحلم بالتقاطها؟
كثير من الصور التي التقطتها عزيزة علي ولكن الأقرب لقلبي هي تلك الصور التوثيقية للعائلة والصور العائلية تحمل لي ذكريات جميلة واحتفظ فيها بألبوم خاص بعضها أنا قمت بالتقاطها، أما الصور الفنية فلها قيمة كبيرة وأغلبها هي لأشخاص ومنتجات تم التقاطها لأغراض تجارية ولا تحمل لي ذكريات بمقدار ما تم التركيز فيها على جانب الاتقان والاحترافية، وبالنسبة للصور التي أحلم بالتقاطها هي مجموعة من الصور الرياضية والتي تحتوي على الحركة، ولدي طموح بالحصول على المعدات الخاصة للتصوير في هذا المجال لخوض التجربة في المستقبل رغم محاولاتي الخجولة في هذا المجال.
- هل تحلم بالانطلاق خارج المملكة؟ وهل تحلم بالوصول للعالمية؟
أكيد وهو طموح أي مصور أن يطور نفسه من مرحلة لأخرى أكثر تطوراً، والحمد لله تمكنت من التحول من مبتدئ في التصوير إلى مصور محترف، وتمكنت بواسطة التصوير من افتتاح مجال عمل خاص بالتصوير والعمل في المملكة في مجال التصوير والتدريب واستطعنا الخروج إلى خارج المملكة وخصوصاً الدول الخليجية وقدمنا بعض الدورات التدريبية بالإضافة لجولات التصوير، وطبعاً نطمح للانتشار والعالمية من خلال تقديم الدورات والتدريب وإقامة المعارض لصورنا، وهناك طريقة نعمل عليها للوصول للعالمية بالاستفادة من التقدم التكنولوجي باستخدام الشبكة العنكبوتية حيث استطعنا من تفعيل رابط خاص لموقعنا على الإنترنت للتدريب وسنطور الموقع وتكون اللغة المستخدمة في الموقع باللغة العربية والإنكليزية.
- لماذا لا نشهد في المملكة معارض متخصصة في فن التصوير؟ وما هي العقبات التي تعترض إنشاء جائزة باسم المملكة لأفضل الصور الفوتوغرافية؟
تواجهنا مشكلة هنا في الافتقاد للثقافة التصويرية حيث كثير من أفراد الجمهور ينظرون للتصوير على أنه مهنة عادية ولا تحمل لمسات فنية وينظرون للمصوركصاحب مهنة عادية وليس كفنان، والنظرة من أولياء الأمور تجاه مهنة التصوير يوجهون أبناءهم لعدم التوجه للتصوير وفقاً للنظرة السلبية الاجتماعية للمصور، ولا بد من تصحيح وجهة النظر هذه من قبل الجمهور تجاه المصورين، وطبعاً يوجد جائزة باسم سمو الشيخ ناصر وهي شرف كبير، هناك بعض المسابقات التي تجريها بعض الوزرات والجهات أيضاً كمعرض بتلكو والذي تنظمه بشكل سنوي، وطبعاً نطمح لإطلاق جائزة باسم مملكة البحرين يشترك فيها ليس المصورين البحرينيين والعرب فقط بل لجميع مصوري العالم كالجوائز العالمية الخاصة بالتصوير والمسابقات التي نشاهدها في دول أخرى.