^  على الغرب أن يعرف بأن ما حصل في البحرين -ونقولها للمرة الألف- هي «مؤامرة انقلابية طائفية عنصرية» هدفها تغيير النظام الذي يجمع عليه «غالبية الشعب» وتحويل البحرين إلى «ولاية» تابعة لإيران، وهي حقيقة تعرفها كل الأجهزة الاستخباراتية في العالم، على رأسها أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. على الغرب أن يعرف أن رجال الأمن في البحرين يُستهدفون كل يوم بقنابل المولوتوف الحارقة بهدف قتلهم، وأن رجل شرطة دهس دهساً حتى الموت بالسيارات خلال الأزمة، ورغم ذلك لم تدن الجمعيات المعارضة ذلك لأن المتضررين ليسوا من نفس مذهبهم الديني، بل هؤلاء المعارضون هم الذين يبررون لاستخدام العنف ولا يدينون المولوتوف. على الغرب أن يعرف أيضاً أن من يدّعون دفاعهم عن حقوق الإنسان يمارسون عملاً «عنصرياً» لا تقبله الأعراف الإنسانية، يتحدثون عن الناس بخطاب «تمييزي» واضح، لم يدينوا استهداف الأبرياء من السنة، لم يدينوا عملية أسر وضرب العمالة الأجنبية في البحرين، لم يدينوا استهداف عناصر شيعية معتدلة، لم يدينوا أبداً العنف في الشوارع الذي يؤثر على حق الإنسان بالعيش في بلده بأمن وسلام. على الغرب أن يعرف أيضاً أن هناك كذبة كبيرة تم الترويج لها لسنين طويلة، عبر تقسيم البحرين كشعب إلى أغلبية شيعية وأقلية سنية، على الرغم من أن البحرين لم تشهد في تاريخها «تعداداً سكانياً» قائماً على «الفكر التمييزي العنصري» بتحديد هذا مواطن سني وذاك مواطن شيعي. على الغرب أن يعرف أن الوفاق حاولت سرقة صوت الشارعين الشيعي والسني معاً، وأنها لا تمثل كل مواطني البحرين بطائفتيهما، فهي تدعي بأن أعضاءها فقط يصلون إلى سبعين ألف شخص، بينما جمعياتها العمومية لا يصل حضور الأعضاء فيها إلى خُمس هذا العدد. لماذا نقول إن «على الغرب أن يعرف»؟! لأن حقيقة «المؤامرة» مكشوفة في البحرين وفي دول الخليج وفي الدول العربية بالتحديد الدول التي لم تسيطر عليها إيران بعد مثل العراق وسوريا، لكن «الغرب» هو من يقف في موقف «المغرر به» اليوم، وهو من يقف في موقف «المخدوع» عبر الكذب والفبركة التي يروج لها المحرضون ودعاة الانقلاب الطائفي في الخارج، الذي على الغرب أن يكتشف سر التمويل الذي يحصلون عليه ومن يقف وراءه قبل كل شيء. الخطة كانت من خلال «تشطير» الشعب البحريني وتقسيمه، عبر اللعب على الوتر المذهبي وتعزيز عقدة المظلومية التاريخية في قلوب الشيعة، وبيان أنهم مضطهدون ومكروهون من قبل النظام الحاكم والمكون السني، وهي كذبة صريحة، إذ لم نعرف في البحرين تقسيماً وفصلاً عنصرياً بين الطائفتين إلا عندما جاءت الوفاق لتحول المجتمع البحريني إلى «ملعب طائفي»، في وقت كانت الدولة عبر مناصبها تعين الشيعة والسنة دون تفرقة ومازالت، وفي وقت كان المجتمع البحريني فيه منفتحاً على بعضه لا يتحدث بلغة «طائفية» ولا «عنصرية»، بل يعاب على من يضمن حديثه أوصافاً مثل «شيعي وسني». لماذا انقلب وضع مصر وتونس وليبيا واليمن، وسوريا الآن على نفس الطريق؟! لأننا نتحدث هناك عن أغلبية، عن مكونات مجتمع مختلفة ومتباينة في الانتماءات والأديان، لكنها اجتمعت على هدف واحد هو تغيير الواقع الظالم الذي كرسته الأنظمة الاستبدادية، لكن في البحرين لم يحصل نفس السيناريو لسبب بسيط جداً وهو يمثل «الحقيقة المرة» التي يحاولون إخفاءها عبر شعارات وهتافات كاذبة لا تجسيد واقعي لها على الأرض مثل «الشعب يريد» و»إخوان سنة وشيعة»، إذ هنا تحركت فئة صغيرة لقلب النظام، وسعت لسرقة صوت الشارعين السني والشيعي ولعبت بتخطيط مدروس على تضخيم كل شيء في وسائل الإعلام الغربية، في مقابل رفض من قبل الأغلبية لما يحصل. لو كان واقع البحرين مثل تلك الدول لتغير وضعها منذ بدء الأزمة، باعتبار أن الشعب جميعه سيثور، بكل مكوناته وأطيافه، لكن وضع البحرين حالياً هو ما يفرض على كل من «خُدع» من الغرب أن يتساءل عن السبب الذي جعل البحرين خارج سياق مصير تونس ومصر وليبيا واليمن. إنها مؤامرة انقلابية نفذتها فئة صغيرة لعبت على وتر الطائفية والخطاب العنصري، وسعت لتحشيد الناس باللعب على جراحاتهم، وهي نفس الفئة التي استفادت أكثر من غيرها من الدولة والإصلاحات الديمقراطية فيها، عبر التحصل على مزايا ومكاسب المواقع البرلمانية وغيرها. البحرين كدولة واعية لما يحصل، والسيناريو الذي مضت فيه معالجة الأزمة يثبت اليوم بأن «مؤامرة الأقلية الطائفية» فشلت، فكثير من المكونات في المجتمع البحريني أعلنت عن مواطئ أقدامها وأنها ضد استهداف النظام وضد العنف والتخريب، وهي مكونات تمثل غالبية الشعب من سنته وشيعته. حلمهم باختطاف البحرين لن يتحقق، ووعي الدولة هو ما نعول عليه، فكل شيء أصبح مكشوفاً تماماً، ولن تترك البحرين لتفرض عليها أقلية ما تريد هي بما يخدم أجندتها وأهدافها الخاصة. الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء حفظه الله قال بالأمس إن ما حدث في مملكة البحرين مؤامرة تنفذها قلة قليلة تريد أن تقسم الشعب إلى شعبين، وأن هذه القلة لا يمكن أن تترك لتفرض ما تريده، فالمجتمع البحريني المحب للأمن والسلام والقائم على التعايش ينبذ كل مخرب وكل من باع نفسه ورضي أن يكون أداة تستغل للإضرار بوطنه. على الغرب أخيراً أن يدرك أن الأزمة التي مرت بها البحرين قدمت لمن يريد أن يرى المشهد بعقلانية وحيادية «كشفاً» يندر أن «يُكتشف» في أي دولة أخرى في العالم، إذ كشفت حجم «الطوابير الخامسة» لدينا، والتي حاولت بكل طريقة ووسيلة الإضرار ببلدها وقبلت بتسليمه لمن طمعوا فيه لعقود طويلة. ^ اتجاه معاكس.. عضو الوفاق الدكتور جاسم حسين تكلم بإيجابية عن الفورمولا1 وتحديداً بشأن تأثيرها على الاقتصاد الوطني كونه خبيراً اقتصادياً، فثاروا عليه وسقّطوه وطالبوا بشطب عضويته من الوفاق. جمعيتا المنبر ووعد أصدرتا بياناً تدينان فيه زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للجزر الإماراتية «العربية» المحتلة، فتم شتم الجمعيتين وبيان بأنهما «ما تسويان فلساً» بدون الوفاق، والتأكيد على أنهما «ذيول» تابعة لم يكن لها رصيد في الشارع إلا عندما قبلت الوفاق وتكرمت بأن تمد يدها لها. هذا كلامهم ومن منتدياتهم. عموماً، الفكرة هنا أن «العاقل» يستخلص أموراً من هذه المواقف، يدرك كيف أنه يتحول بسبب كلمة قالها من «مناضل» إلى «عميل»، وعليه بالتالي أن يستوعب الحقيقة ويكف عن الكذب على نفسه، إذ أيعقل أن يكون دعاة الحرية والديمقراطية والاختلاف في الآراء هم أنفسهم الذين يخوّنون أياً كان فقط لأنه قال كلاماً لا يتفق معهم؟! جاسم حسين أشك بأنه سيقوى على مواجهة عاصفة الغضب على تصريحاته فجماعته لا تقبل بالاختلاف بل بالتبعية العميانية المطلقة، لكن الجمعيات الليبرالية التي باتت للأسف «عروبية» بالاسم والتوصيف فقط، «ولائية» للوفاق بالفعل، عليها أن تفيق وتصحو وأن تمتلك الشجاعة لفعل ذلك، إذ غيرها صحا من هذه «الغيبوبة» وهم مازالوا «غارقين فيها» رغم كثرة «الصفعات» و»الطعنات».