^ بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) إعلاناً على موقعها الإلكتروني تعلن فيه فتح المجال للتوظيف كعملاء للوكالة في العديد من بلدان الشرق الأوسط، وكان لافتاً في الإعلان أن من بين الدول المستهدفة بالإعلان نفسه البحرين وكذلك الحال بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي. من غير المعلوم من هم الأشخاص الذين تقدموا بطلب التوظيف للسي آي أيه آنذاك، ولكن أعتقد أن الوكالة حصلت على عدد كاف يلبي أنشطتها في المنطقة. طبعاً الهدف المعلن من وراء هذه الخطوة تعزيز قدرات وكالة الاستخبارات الأمريكية وكفاءتها في جمع وتحليل المعلومات وتعقب الشبكات والمنظمات المشبوهة والقيام بالعمليات التي تعزز الأمن القومي الأمريكي في العالم. الأجواء في تلك الفترة كانت مشحونة ومتوترة دولياً للغاية، وهو ما يفسّر رغبة واشنطن آنذاك في تطوير قدراتها الاستخباراتية، ولكن السؤال هل صار دور هؤلاء الوكلاء في البحرين ومنطقة الخليج تعقب ومحاربة الإرهاب أم أن مهامهم الأساسية دعم بعض القوى السياسية بهدف التغيير السياسي المقبل الذي تم بعد نحو عقد من الزمن بعد إعلان السي آي إيه؟ الدور المعروف لأي جهاز استخباراتي هو جمع المعلومات، وأيضاً من المعروف أن مهامه تشمل كذلك القيام بعمليات تشمل مجالات أمنية وسياسية واقتصادية. فهل اخترق عملاء السي آي إيه في المنامة النظام السياسي وقاموا بدعم الجماعات الراديكالية التي قادت أحداث فبراير ومارس 2011؟ حادثة وقعت مؤخراً لم يتم الكشف عن تفاصيلها بشكل كامل حتى الآن -رغم قناعتي بجدوى نشر مثل هذه التفاصيل- تتعلق بالدور الأمريكي في العملية الإرهابية التي شهدتها منطقة العكر ضد مجموعة من رجال الأمن، وهي عملية حظيت بإدانات واسعة محلية وإقليمية ودولية. قبيل الحادثة بوقت قصير تم القبض على عدد من الأشخاص عرفوا لاحقاً بأنهم عملاء للسي آي إيه، ودخلوا المنامة من أجل القيام بعمليات معينة. طبعاً أتوقع أن الهدف من دخولهم معروف، وكذلك طبيعة العمليات التي كانوا يعتزمون القيام بها معروف أيضاً، والنتائج التي يمكن أن تترتب على ذلك معروفة بشكل واضح. قد لا تدفعنا حادثة العكر الإرهابية إلى إلقاء التهم جزافاً على السي آي إيه كلياً، ولكن يبدو أن هناك أدواراً وارتباطات مشبوهة تتم بشكل سري ما زالت بحاجة لمزيد من الكشف والتحليل، خصوصاً إذا أدركنا تداخل المصالح بين أربعة أطراف (الجماعات الراديكالية في البحرين من أنصار تيار ولاية الفقيه، والإدارة الأمريكية، وكلاً من طهران وتل أبيب).
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}