أقيمت الفورملا1 في البحرين رغماً عن أنفكم، وانتهت على خير رغماً عن حرائقكم، ونقلت وسائل الإعلام والمحطات الفضائية نجاح السباق، ونقل حفل التتويج رغم أنف حفلة الزار الإعلامية التي لم تُبقِ ولم تذر، ولم يَبْقَ إلا أنْ يخلع أصحابها والقائمون عليها ملابسهم، من أجل منع هذا الحدث في البحرين، فضاع كل نعيق وكل صراخ هباء، و(هاردلك) لمن دفع الملايين لإفساد نجاحنا.. حاول مرة أخرى، فالبحرين عصية عليكم.
المتسابقون والزوّار قالوا بالحرف الواحد إنَّ الفائز هي البحرين وهم الأغراب وهم الأجانب الذين أحبوا هذه الأرض، المقيم والزائر، العرب والأجانب الكل هنأ البحرين، لم يهنئ أحد النظام ولا فئة دون أخرى، الكل قدَّم التهنئة للبحرين للأرض للأم للوطن، فالنجاح للوطن لا للأفراد، فأين هو الوطن عند من خانه؟ هل خلت قلوبكم من اسم البحرين؟
عضَّ فئة من أبناء البحرين -مع الأسف- أصابعهم حقداً وغلاً على نجاح وطنهم، وصبّوا اللعنات على كل من تبادل التهنئة بنجاح أمهم، ودعوا بالموت على كل من خدم وطنهم وبارك لوطنهم، فأيّ نفسية هذه؟
هذه تربية مذهبية متعصبة لا علاقة لها بالتشيع ولا علاقة بأخلاق آل البيت، ولا علاقة لها بأخلاق شيعة أهل البحرين، فلم يشهد التاريخ البحريني بحرينيين من رحم هذه الأرض انتزعت البحرين من قلوبهم، واختفى مفهوم ومعنى الوطن بالشكل الذي رأيناه منذ العام الماضي، وتكشَّف لنا الأسبوع الماضي بشكل مقزز عند بعض من أبنائه.
ما فعله شباب بحريني وما فعلته الوفاق في البحرين في الأيام الأخيرة لا يُمتّ بصلة للأرض البحرينية، لا صلة له بخير الأرض وحبّ الأرض وإصلاح الأرض وتنمية الأرض.
لا تقل لي إيران ليس لها دخل، فمن إيران ومن قم نودي للخيانة ولبّى النداء بحرينيون، إنه الانحطاط الأخلاقي السياسي إلى الدرك الأسفل.
الهستيريا التي أصابت كل من شارك بطعن الوطن في الأسبوع الأخير، لا علاقة لها بأيِّ عمل سياسي وطني، إنها خيانة عن سبق إصرار وترصد.
خيانة مقززة مقرفة طعنت وحرقت وصفعت الأم البحرينية، من أبناء عاقين نزع منهم حبّ البحرين تماماً، فلم يُبْقِ ذرة من معنى أو مفهوم للوطن.
لا تقل لي (معارضة) ولا تقل لي (إصلاح) ولا تقل لي (حقوق)، بل هي خيانة بكل مقوماتها وبكامل مفهومها القذر.
لقد قرأت وشاهدت وتعرفت على معارضين أشكال وألوان من كل الدول العربية وغير العربية، لكنني لم أرَ ولم أسمع ولم أشاهد أحداً منهم يعمل على حرق أرض وطنه وهدمها، كما فعلت فئة من أبناء البحرين، شيء مخجل وعار أنْ يحمل هؤلاء الهوية البحرينية.
المعارضة الشريفة هي تلك التي تتعطل -ولو مؤقتاً- حين تكون الأرض وخيرها على المحك، لكن هذه المعارضة لا شريفة ولا وطنية، فالأرض لا تعني لها والوطن لم يعد له وجود عند من تربى منهم التربية الإيرانية، التي جعلت من الوطن عند من هو غير إيراني شيئاً هلامياً لا وجود له على الأرض، فكبر أبناء العرب منزوعو الكرامة الوطنية وزرعت لهم بدلاً منه مفهوم الولاء للولي لا للوطن، فاختفى الوطن من ناظرهم.. حسبي الله ونعم الوكيل.