أكد الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة أن موضوع مكافحة داء السكري والحد من آثاره يشكل أحد الأولويات الدائمة في الأجندة الصحية لمملكة البحرين، مشيراً إلى أن المجلس الأعلى للصحة كونه الجهة المنسقة لشؤون الصحة في المملكة يولي اهتماماً كبيراً لهذا الموضوع لما له من تأثير كبير على صحة المواطنين والمقيمين وسلامتهم.

وفي تصريح بمناسبة يوم الصحة العالمي، أشار الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة إلى أن داء السكري يتصدر الأجندة الصحية العالمية، لذا فإنّ منظمة الصحة العالمية خصصت في اليوم العالمي للصحة الذي يصادف 7 أبريل 2016 لنشر التوعية واسعة النطاق بخطورة هذا المرض، حيث تشير إحصائيات المنظمة بأن في العام 2008 أشارت التقديرات إلى أن 347 مليون شخص في العالم مصابون بداء السكري، وأن معدل انتشاره آخذ في التزايد، وخصوصاً في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، كما بينت الإحصائيات للعام 2012 أنّ هذا المرض هو السبب المباشر في أكثر من 1.5 مليون وفاة، حدث أكثر من 80% منها في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتتوقع المنظمة أن داء السكري سيحتل المرتبة السابعة في الترتيب بين أسباب الوفاة الرئيسية بحلول عام 2030.

ودعا رئيس المجلس الأعلى للصحة إلى تعزيز التعاون البناء بين كافة الوزارات والمؤسسات والهيئات المعنية في المملكة وفي مقدمتها وزارة الصحة ووزارة شؤون الإعلام ووزارة التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني لتضافر الجهود الوطنية وتعزيز جهود الوقاية والحد من آثار هذا المرض.

وبمناسبة الاحتفال بيوم الصحة العالمي، أشاد رئيس المجلس الأعلى للصحة بالرعاية والدعم اللامحدود التي يحظى بها القطاع الصحي في المملكة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، القائد الأعلى - حفظه الله ورعاه، وبدعمٍ ومتابعةٍ من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر - حفظه الله ورعاه، ومؤازرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء - حفظه الله ورعاه.

وأكد بأنّ مملكة البحرين أضحت مركزاً دولياً لاستضافة المؤتمرات والمعارض الطبية المتخصصة وخصوصاً في شأن مكافحة داء السكري بالتعاون مع كافة المنظمات والمجموعات الصحية والتي تستقطب الخبراء من مختلف دول العالم.

وأشاد بالاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر بأهمية الجهود لمكافحة داء السكري، حيث شمل سموه برعايته الكريمة المؤتمر والمعرض الصحي لجمعية السكري البحرينية حول داء السكري، والذي استضافته مملكة البحرين خلال الفترة من 10-12 مارس الماضي، ليأتي متزامنا مع مرور 25 عاما على تأسيس جمعية السكري البحرينية، حيث هدف هذا التجمع الكبير إلى توحيد الجهود للتصدي لداء السكري والحد من انتشاره.

وأشاد رئيس المجلس الأعلى للصحة بأهمية المؤتمر العلمي الهام والذي أقيم تحت رعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر وبتنظيم مشترك بين المجموعة الخليجية لدراسة داء السكري وجمعية السكري البحرينية، وبتزامن مع الاحتفال بالذكرى ال 25 لتأسيس الجمعية.

واستطرد رئيس المجلس الأعلى للصحة ورئيس جمعية السكري البحرينية بأن مرض السكر يعتبر الآن وخصوصاً النوع الثاني مشكلة عالمية كبيرة حيث أنه يصيب أعدادا كبيرة في مختلف المجتمعات وهو في زيادة مستمرة ويصاحبه مضاعفات كبيرة مما يؤدي الى معاناة الأسرة والدولة والعالم بأسره، مشيرا إلى أنه يعد معدل الاصابة في البحرين من المعدلات المرتفعة حيث بين آخر مسح أجري للأمراض غير المعدية في مملكة البحرين أن نسبة الاصابة بالسكر في البالغين بعد سن 20 سنه حوالي 14.3 % وتصل الى أكثر من 20 % بإضافة المعرضين للإصابة.

واشار إلى أنه بالنسبة للأطفال فيلاحظ من الاحصائيات أن عدد الحالات الجديدة للسكري من النوع الأول في البحرين كغيرها من دول العالم في ازدياد مستمر، ففي خلال السنوات العشرة الأخيرة زاد المعدل السنوي للحالات الجديدة من 8 الى 23 لكل 100 ألف مولود سنويا، مؤكدا على أنه للوقاية من مرض السكري والحد من مضاعفاته أولت وزارة الصحة هذا المرض جل اهتمامها، وسعت الى تطوير السياسات والاجراءات الخاصة بالعناية بمرضى السكري وعملت على تحسين جودة العلاجات اللازمة للعناية بهم، من خلال خدمات الرعاية الشاملة للأطفال والبالغين المصابين بالسكري والتي تقدم من قبل فريق صحي متخصص لأمراض الغدد الصماء والسكري، بالإضافة إلى خدمات الرعاية الأولية من خلال عيادات السكر وعيادات الأمراض المزمنة الغير معدية، والتي تم تطويرها وتحديثها من قبل الفريق الصحي المتخصص بالسكري بالمراكز الصحية.