زهراء حبيب


تنطلق 8 الجاري، أولى عروض أول مسرحية بحرينية متخصصة للأطفال «فوضى في المدينة» للمخرجتين الشابتين رقية العامر وكنوال حميد، بدعم من مجلس التنمية الاقتصادية.
وتفتح يومي الجمعة والسبت المقبلين المسرحية الأبواب أمام الخريجين البحرينيين لإعادة الحياة لمسرح الأطفال وإعداد الأعمال الفنية المستهدفة لهذه الفئة الهامة من المجتمع البحريني.
وقالت المخرجة رقية العامر لـ «الوطن» إنه تم استلهام فكرة المسرحية من قصص للكاتبة فاطمة شرف الدين، وتتمحور حول شخصية منتور الحمار الذي يلملم الأوساخ وينظف المدينة، وحينما يتغيب تغرق المدينة تحت أكوام الأوساخ والروائح الكريهة، ولا يمكن للأطفال الخروج للعب، ويستمر الحال حتى يقرر تامر الطفل الشجاع تنظيف المدينة بمساعدة منتور.
وأضافت أنه منذ سنة بدأ العمل المسرحي للأطفال بأخذ قصص باللغة الإنجليزية وتحويلها لمسرحية بطريقة إخراج مختلفة على أساس عرضها في أي مكان بأقل عدد من الممثلين ونعتمد على 3 ممثلين.
وذكرت أنه بعد عرض أكثر من مسرحية وملاحظة الإقبال الجماهيري لهذا النوع من المسرحيات، واهتمام الأهالي بحضور أبنائهم للإنتاج المسرحي، حرصنا على الاستمرار، وكتابة مسرحية عن «الفريسة» بمناسبة القرقاعون، وتم أداء المسرحية في ثلاثة أماكن بناء على طلب من تلك الجهات، وتم إخراجها باللغة العربية بمساعدة ممثلين بحرينيين يتحدثون اللغة الأم بطلاقة، مؤكدة إنتاج أكثر من عمل يستهدف الأطفال قبل المسرحية.
وأكدت أن تجربة مسرحية «فوضى في المدينة» أنها تجربة مميزة، وستضيف للمجتمع العربي، إذ لا يوجد مسرح للأطفال وهم بأمس الحاجة لهذا النوع من الفن كما نحن فخورون بتقديمه باللغة العربية للمرة الأولى، لضرورة الاهتمام باللغة العربية للأطفال من الأجيال الجديدة.
ونوهت إلى أن المسرحية تعد الأولى من نوعها رسمياً على مسرح عام احترافي ونأمل بإنشاء شركة متخصصة بالمسرح والانطلاق إلى خارج البحرين وعلى مستوى المنطقة.
ولفتت إلى أن مجلس التنمية الاقتصادية بنى جسور التعاون مع الكاتبة فاطمة شرف الدين بعد الإطلاع وقراءة قصصها، وخاصة قصة «تامر وعلبة الشوكولاتة الحمراء».
من جهتها، قالت المخرجة كنوال حميد إنه تم إضافة شخصيات جديدة إلى قصة «فوضى في المدينة»، مشيرة إلى أن القصة بسيطة ومعانيها فريدة وفيها رسائل لافتة للأطفال، فهي تتضمن سرداً بسيطاً ولكن معانيها عميقة وهو ما جعلنا تواقين لنقلها للمسرح.
وأضافت أن قصة منتور منظف القمامة لا أحد يحترمه أو يشكره ويقرر الاستقالة ومن ثم تعم الفوضى في المدينة والقذارة ويدرك الناس أهمية عمله ويحاولون إرجاعه إلى عمله ومن ثم يتعاون الجميع معه لتنظيف المدينة وتعزيز معاني التعاون من أجل خير الجميع وخدمة المجتمع».
وعن دور الممثلين في المسرحية، وكيف وقع اختيارهم، قالت العامر إن هناك 7 ممثلين تتراوح أعمارهم من 15 – 35 سنة ثلاثة منهم في مرحلة الثانوية العامة، 2 منهم ذكور و 5 إناث، وتم اختيارهم بعد إخضاعهم للتجربة عند كتابة النص وابتكار الشخصيات قمنا باختيار الممثلين واختبارات في قراءة النص ومهارات التمثيل إضافة إلى مهارات الغناء والموسيقى.
وأكدت أن من أبرز الصعوبات التي واجهتهما خلال إعداد المسرحية هي اللغة العربية الفصحى وإتقانها، لذلك تم التعاون مع مدرسة للغة العربية للترجمة.
فيما لفتت كنوال إلى أن التحدي الآخر هو اختيار الكلمات خاصة وأن العربية ثرية بالمعاني والكلمات، والأغاني تم ترجمتها، ورغم الصعوبة كان الجميع يملكون الشغف والحب في خوض التجربة.
وأشارت إلى أن مدة عرض المسرحية ساعة وربع وتعتمد على العنصر التفاعلي مع الأطفال، والمشاركة الحسية وقصاصات ورق ملونة وترتكز على الكوميديا الجسدية مما تعزز تواصل الأطفال مع المسرحية، وتم التعاون مع ملحن لكتابة الأغاني، واستخدام العود في الموسيقي لإيصال الثقافة العربية وعكس الحضارة والتاريخي الخليجي والبحريني من خلال المسرحية، لإيصال الصورة البحرينية بصورة شمولية.
وأردفت المخرجتان كنوال ورقية بأن الأمل يحدوهما بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية ونقل التجربة إلى العالمية، وأن تكون انطلاقتها من البحرين كتجربة محلية رائدة ونريد أن نحقق قفزة من هنا إلى مسارح عالمية وإقليمية.
وتشاطر رقية زميلتها بالأمنيات من خلال تنمية المسرح كجزء من التعليم والتثقيف، مؤكدة أنه أمر ضروري للأطفال وهي أمنية كل أم، فنحن بحاجة لنشر لغتنا العربية وترسيخها لدى النشء حتى لا ينسوها، كما لدينا آمال بدخول مسارح محلية أخرى بعد تجربة ربيع الثقافة على غرار مسرح أوال وغيرها، نحاول أن نوسع البرنامج ليتخطى النطاق المحلي ونريد التواصل مع الجميع.
وأكدتا على أن هناك العديد من المهارات والكفاءات البحرينية القادرة على إنتاج الموسيقى وكتابة السيناريو والنص للمسرح وبحاجة الى مزيد من الرعاية والدعم لتشجيع المزيد من الكتاب والملحنين والممثلين لتحقيق المزيد من الاحترافية والتطور.
ومن المقرر أن يستمر عرض المسرحية يومي 8 و9 الجاري بنادي الخريجين في الأوقات التالية: 10:30 صباحاً و 4:00 مساءً.