كرم الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم 11 طالباً وطالبة من فئة "اضطرابات التوحد"، بعد دمجهم بشكل كلي مع أقرانهم من الطلبة في الصفوف العادية بالمدارس الحكومية، نظراً لما حققوه من تميز في التحصيل الدراسي، مؤكداً أن الوزارة ماضية في تقديم الخدمات التعليمية النوعية لهذه الفئة من الطلبة، انطلاقاً من توجيهات القيادة الحكيمة يحفظها الله ويرعاها، وتجسيداً لما نص عليه دستور مملكة البحرين، من أن التعليم حقٌ تكفله الدولة للجميع.

وكشف الوزير لدى حضوره الاحتفال الذي أقامته الوزارة بهذه المناسبة في مدرسة العلاء الحضرمي الابتدائية للبنين، أن عملية التقييم المتواصلة لتجربة دمج طلبة التوحد، منذ تدشينها في العام الدراسي 2010/2011، بمرحلة أولى شملت 11 طالباً في 3 مدارس ابتدائية للبنين، أثبتت نجاحاً في تحقيق الأهداف التربوية المنشودة، ما شجع على التوسع المستمر، حتى بلغ عدد المدارس الحاضنة لهذه الفئة في العام الدراسي الجاري 10 مدارس ابتدائية للبنين والبنات، يستفيد من خدماتها 50 طالباً وطالبة.
وشهد الاحتفال فقرات متنوعة، قدمها عدد من طلبة التوحد المدمجين في المدارس الحكومية، بدأت بقراءة آيات ٍمن القرآن الكريم، تلاها تقديم أوبريت "اختلافنا سر موهبتنا"، الذي عرض مواهب وإبداعات الطلبة في لوحاتٍ فنية قصيرة، بدءاً من لوحة "الأذان"، مروراً بمشهد تمثيلي حول مشروع الوزارة الزراعي لذوي الاحتياجات الخاصة "بذرة عطاء"، إلى جانب حوار طلابي باللغتين العربية والإنجليزية، وعروضاً للطلبة الموهوبين في الموسيقى والإنشاد، وانتهاءً بعرض لوحات فنية لطلبة التوحد الموهوبين في الرسم.
وبعد ذلك، قام الوزير بزيارة الصف المخصص لطلبة التوحد في مدرسة العلاء الحضرمي الابتدائية للبنين، حيث اطلع على الأنشطة التعليمية المقدمة، مشيداً بدور إدارة المدرسة والمعلمين والأخصائيين وأولياء الأمور في إنجاح تجربة دمج هذه الفئة من الطلبة، مؤكداً أن إدارة التربية الخاصة بالوزارة توفر أفضل الخدمات والبرامج التدريبية في هذا المجال، ومن أبرزها برنامج تطوير التواصل الاجتماعي واللغوي باستخدام الصور، وبرنامج التحليل السلوكي، وبرنامج تنظيم البيئة الصفية، إضافةً إلى توفير جلسات خاصة لتعزيز مهارة التخاطب لدى الطلبة، والتوجه إلى دمجهم جزئياً في الأنشطة المدرسية، ودمج المتقدمين أكاديمياً منهم في الحصص الدراسية.
وأوضح أن الوزارة قامت بإنشاء صفوف بمواصفات خاصة لهؤلاء الطلبة، بما يراعي قدراتهم التعليمية والسلوكية، حيث ينقسم صف التوحد إلى عدد من الأركان، بهدف إبعاد الطلبة عن المشتتات المعيقة لعملية تعليمهم، فضلاً عن المحافظة على سلامتهم، مشيراً إلى تخصيص أحد الأركان للتدريس الفردي لكل طالب، فيما يختص آخر بالعمل الجماعي، وتتوفر فيه الحواسيب والسبورة الذكية، إضافةً إلى وجود ركن "الغرفة الحسية"، الذي يسعى إلى تنمية الحواس لدى لطلبة عن طريق التدريب، إلى جانب ركن التلفزيون واللعب، وركن المهارات الحياتية، الذي يزود الطلبة بالسلوكيات الاجتماعية المثلى كآداب تناول الطعام.
حضر الاحتفال الدكتور محمد مبارك جمعة القائم بأعمال وكيل الوزارة للمواد والخدمات، وعدد من مسؤولي الوزارة، والطلبة وأولياء أمورهم، ومديرات مدارس دمج طلبة التوحد، والمعلمين والاخصائيين المشرفين على الطلبة.