الرياض - (وكالات): اختتم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الأمريكي باراك أوباما أعمال القمة الخليجية الأمريكية في قصر الدرعية بالرياض أمس، فيما «أدان البيان الختامي للقمة دعم إيران للجماعات الإرهابية في البحرين وسوريا واليمن»، مشدداً على «التعاون الخليجي الأمريكي في وجه التدخلات الإيرانية في المنطقة»، لافتاً إلى أن «إيران تزعزع استقرار المنطقة وتدعم جماعات إرهابية منها «حزب الله»».
وفي وقت سابق، أكد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في كلمته أمام القمة «التزام دول الخليج بتطوير العلاقات التاريخية مع الولايات المتحدة».
وشدد العاهل السعودي في كلمته على «حرص والتزام دول المجلس على تطوير العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة خدمة لمصالحنا المشتركة وللأمن والسلم في المنطقة والعالم».
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الجلسة الختامية للقمة «أحرزنا تقدماً هاماً في علاقتنا بدول الخليج في مختلف المجالات». وأضاف في كلمته «سنطلق حواراً مع دول الخليج لتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك».
وذكر أن «الولايات المتحدة ستردع وتواجه أي عدوان على دول الخليج».
وأعلن أن «بلاده متحدة ودول الخليج في الحرب ضد تنظيم الدولة «داعش»».
وتابع «نظراً إلى استمرار التهديدات في المنطقة، الولايات المتحدة ستواصل العمل على زيادة تعاونها العسكري مع شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي، بما يشمل مساعدتهم على تطوير قدرتهم للدفاع عن أنفسهم».
وقال إن «الصداقة التي تجمع بلاده والرياض تمتد لعقود»، مشيداً «بدور الخليج في توصل بلاده إلى الاتفاق النووي مع إيران»، حيث اعتبر أنه «ما كان من الممكن عقد الاتفاق لولا الدور الخليجي».
وأعلن أوباما أن «التعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج راسخ ومتين، وسيتواصل عبر آليات ومؤسسات»، مشدداً على أن «التعاون مع الخليج مهم للغاية في مواجهة التحديات مثل الإرهاب والطائفية».
وأكد أن «الولايات المتحدة تواصل العمل مع دول الخليج على مكافحة الإرهاب وإحلال السلم في المنطقة العربية»، مشدداً على «التزام بلاده بأمن دول الخليج»، موضحاً أن «أمريكا ودول الخليج ستجري حواراً اقتصادياً على مستوى عال، مع التركيز على التأقلم مع أسعار النفط المنخفضة، وتعزيز علاقاتنا الاقتصادية ودعم الإصلاحات في دول مجلس التعاون الخليجي».
ووصف الرئيس الأمريكي القمة بـ»الناجحة بامتياز»، لافتاً إلى أنها «تأتي استمراراً لما تم الاتفاق عليه في كامب ديفيد» التي عقدت قبل نحو عام، لتعزيز التعاون الخليجي الأمريكي.
وتطرق اوباما إلى الدور الإيراني قائلاً «حتى مع الاتفاق النووي ندرك بشكل جماعي أنه لايزال يساورنا القلق من التصرف الإيراني»، متطرقاً إلى نشاطات «مزعزعة للاستقرار» تقوم بها طهران في المنطقة.
وأكد أنه «لاتزال هناك مخاوف بشأن إيران» قائلاً «سنعمل على أن تحترم إيران تعهداتها المتعلقة بالاتفاق النووي»، وأكد مجدداً أن «الاتفاق منع إيران من الحصول على السلاح النووي وجعل المنطقة أكثر استقراراً». وتحدث أوباما عن النزاع السوري المستمر منذ 5 أعوام، معتبراً أن اتفاق وقف الأعمال القتالية يتعرض «لضغوط هائلة» بسبب «تواصل الخروقات» من قبل النظام السوري المدعوم من إيران. وأعلن أوباما أن «الحل الوحيد للأزمة هو التوصل إلى حكم انتقالي». وأوضح أن «بشار الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من أي حكومة سورية قادمة لأنه مثار خلاف».
أما في ملف النزاع في اليمن، فحض أوباما أطراف النزاع على التزام وقف إطلاق النار الذي بدأ منتصف ليل 10 أبريل الحالي.
وتعهد أن «تعمل الولايات المتحدة على منع تسليح إيران للمتمردين الحوثيين».
وفي الملف العراقي، أكد الرئيس الأمريكي «دعم الحكومة العراقية من أجل هزيمة تنظيم الدولة «داعش»».
وشدد أوباما على «ضرورة دعم المكون السني في البلاد»، موضحاً أن «حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي»، الذي وصفه «بالشريك الجيد، تواجه العديد من التحديات».
وقال الرئيس الأمريكي إن «دول الخليج وافقت على استمرار حشد الدعم للحكومة الجديدة في ليبيا».
البيان الختامي للقمة
أدان البيان الختامي للقمة دعم إيران للجماعات الإرهابية في البحرين وسوريا واليمن، مؤكداً «أهمية عدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول الخليج»، كما أكد على «التعاون الخليجي الأمريكي في وجه التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية».
وكشف البيان أن «واشنطن عرضت إجراءات إضافية لدرء خطر الصواريخ الإيرانية»، ونص على العمل على «زيادة تبادل المعلومات بشأن الأخطار الإيرانية في المنطقة». وشدد البيان على ضرورة العمل على مواجهة تهديدات إيران في المنطقة. وقال البيان إن «إيران تزعزع استقرار المنطقة، وتدعم جماعات إرهابية منها «حزب الله»»، مشيراً إلى أن «عودة العلاقات مع إيران يتوقف على وقف ممارستها وتدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة».
وأكد البيان على «اتفاقات الدفاع المشترك بين دول الخليج وأمريكا ضد أي خطر خارجي». ونوه البيان إلى «تقوية قدرة دول الخليج على مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية».
وأشار البيان إلى أنه «تم الاتفاق على مناورات عسكرية مشتركة في مارس 2017»، مشدداً على «دعم دول مجلس التعاون وأمريكا لمحادثات الكويت بشأن الأزمة اليمنية».
وبشأن الأزمة السورية أكد المشاركون على «دعم الشعب السوري وتنفيذ القرارات الدولية والترحيب بخطط واشنطن لعقد قمة بشأن اللاجئين في سبتمبر». وأكد على «ضرورة الحل السياسي في سوريا بدون مشاركة الأسد». ورحب البيان بالتطورات في ليبيا ودعم المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق.
اللقاء الأطول بين الملك سلمان وأوباما
وأتت القمة الخليجية الأمريكية غداة وصول أوباما إلى الرياض، حيث عقد أمس الأول لقاء مع العاهل السعودي تطرق إلى مجمل هذه الملفات. وقال البيت الأبيض إن المباحثات كانت «صريحة». وقال مستشار أوباما بن رودس «اللقاء كان على الأرجح الأطول مع الملك سلمان»، مشيراً إلى أنه كان بناء واستمر قرابة ساعتين.
وكان البيت الأبيض أفاد في بيان أن أوباما شدد خلال اللقاء على «أهمية تسريع الحملة ضد «داعش»»، ورحب بالدور المهم للمملكة العربية السعودية في التحالف».
وكانت القمة الخليجية الأمريكية انطلقت في الرياض، أمس لبحث الاستقرار الإقليمي والحرب على الإرهاب ولجم تدخلات إيران.
ورأس خادم الحرمين الشريفين، في قصر الدرعية بالرياض، أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الأمريكي. والقمة الخليجية الأمريكية التي استضافتها الرياض أمس هي الثانية من نوعها، بعد قمة كامب ديفيد العام الماضي. وبحث الرئيس الأمريكي مع قادة الخليج الاستقرار الإقليمي والحرب على الإرهاب والأمن الإقليمي، الذي يتعرض لتهديدات بسبب التدخلات الإيرانية في دول الجوار.
ويرى مراقبون أن هناك تقدماً حقيقياً على صعيد التعاون الأمني، وتم تأسيس اللجان المشتركة لتفعيل الأمن البحري والإلكتروني، وتقوية الدفاعات الباليستية لدول المنطقة. ومن هذا المنطلق ركزت القمة على 3 محاور في 3 جلسات رئيسة، وهي المحور الأول، وتناول الاستقرار الإقليمي في ظل الظروف الراهنة، والمحور الثاني، وتطرق إلى الحرب على «داعش» ومكافحة الإرهاب خصوصاً تنظيمي «داعش» و»القاعدة»، أما المحور الثالث فقد خصص للأمن الإقليمي وتهديدات وتصرفات وممارسات إيران في المنطقة.