أشاد السيد علي بن محمد الرميحي وزير شؤون الإعلام بزيارة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة، باعتبارها دفعة جديدة على صعيد توثيق العلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة بين البلدين الشقيقين، وتطويرها كنموذج للتعاون بين الأشقاء على أسس من الود والاحترام المتبادل والتفاهم المشترك.
وأكد الرميحي في تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط المصرية أن القمة البحرينية المصرية تمثل لبنة إضافية في صرح العلاقات الأخوية الأزلية الشامخة، والضاربة بجذورها في أعماق التاريخ في ظل وحدة الدين واللغة والتاريخ المشترك، ومكانة مصر العروبة كعمق استراتيجي للبحرين دول الخليج العربي، منوهًا إلى اعتزاز مملكة البحرين حكومة وشعبًا بالدور المصري في دعم نهضتها التنموية والتعليمية والصحية منذ بدايات القرن الماضي، ومشاركة معلميها في إنشاء أول مدرسة نظامية بحرينية عام 1919، وتلقي البعثات التعليمية والطبية، وتواصل إسهامات الجالية المصرية في مسيرة التنمية المتواصلة، حيث يتجاوز عددهم 22 ألفًا، وأغلبهم من المعلمين والأطباء والخبراء.
وأضاف أن البحرين لا تنسى أبدًا المواقف القومية المشرفة لمصر في تدعيم أمنها واستقرارها وعروبتها منذ انضمامها إلى الأمم المتحدة عام 1971، واعتماد أول سفير مصري بالمنامة في عام 1973، ومساندتها الدائمة على كافة المستويات في وجه التهديدات الخارجية، وتأكيد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن أمن واستقرار البحرين ودول الخليج العربي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مثمنًا حرص البلدين على وحدة الصف العربي، ومحاربة الإرهاب بجميع أشكاله وتجفيف منابعه المالية والفكرية والتنظيمية، ورفض أي تدخلات خارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتصدي لأي محاولات لتشويه الدين الإسلامي الحنيف.
وأشار إلى حرص جلالة الملك على تعزيز العلاقات الأخوية، وتقديره لمكانة مصر التاريخية ودورها القيادي على صعيد تعزيز السلم والأمن الإقليمي والعالمي وخدمة الأمة العربية والاسلامية ونصرة قضاياها العادلة، منوهًا في هذا الصدد إلى تدعيم البحرين وترحيبها بفوز مصر في أكتوبر 2015 بمقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي لمدة عامين، وتأييدها تولي السيد أحمد أبو الغيط منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية فور ترشحه.
وأعرب عن تقدير مملكة البحرين وشكرها للمواقف الثابتة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في تدعيم عروبة البحرين وسيادتها واستقلالها، ورفضه في مواقف عديدة للتدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية، وتأكيده لدى زيارة المنامة مرتين عامي 2013 و2014 حرصه على الوحدة الوطنية والإسلامية، وتدعميه لدور البحرين الرائد في نشر ثقافة التسامح والاعتدال والوسطية والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان.
وأكد وزير شؤون الإعلام أهمية القمة البحرينية المصرية في تعميق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وتعزيزها باعتبارها نموذجًا يحتذى به في الشراكة السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والإعلامية والثقافية المتنامية، من خلال تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية الموقعة في مختلف المجالات، وما تمثله من دعامة قوية للجنة المشتركة في دورتها التاسعة.
ونوه إلى الاهتمام المشترك بتنمية العلاقات الاقتصادية، وزيادة حجم الاستثمارات البحرينية في مصر والبالغة أكثر من 3.7 مليارات دولار خلال الفترة من يناير 2013- مايو 2015، ورفع حجم التجارة البينية البالغة 385 مليون دولار أمريكي عام 2015، منها 310 مليون صادرات بحرينية، وتنشيط التبادل السياحي في ظل استقطاب مصر لأكثر من 18 ألف سائح بحريني سنويًا، وازدهار الأنشطة الثقافية والفنية المشتركة حيث اختيار مصر ضيف شرف على معرض البحرين الدولي للكتاب في مارس 2014، والبحرين ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير وفبراير 2016م، واحتضان المنامة للعديد من الفعاليات الفنية والموسيقية والأدبية المصرية.
وحول التعاون الإعلامي، أكد الرميحي حرص وزارة شؤون الإعلام على تعزيز التعاون مع جمهورية مصر العربية وتفعيل الاتفاقيات الموقعة على الصعيدين الثنائي والعربي، فيما يختص بتبادل الخبرات الفنية والتقنية والمعلومات والمواد الإعلامية، في مجالات الإذاعة والتليفزيون، والتنسيق الإعلامي الخارجي، والحرص المشترك على تعزيز المهنية والموضوعية في وسائل الإعلام العربية، وحظر أي دعوات تحريضية على الكراهية الطائفية أو الدينية أو العنصرية أو العنف والعداوة أو منافاة الآداب العامة والمساس بحقوق وحريات الآخرين.
وثمن في هذا الصدد قرار إدارة شركة "نايل سات" وقف بث قناة "المنار" التابعة لتنظيم حزب الله الإرهابي في 6 أبريل 2016، لعرضها برامج تحرض على العنف والإرهاب وتثير النعرة الطائفية والمذهبية، وذلك بعد قرار سابق لمؤسسة "عرب سات" بفسخ العقد معها في ديسمبر الماضي، وقراري وزراء الخارجية العرب ومجلس التعاون الخليجي بتصنيف الحزب "منظمة إرهابية"، موضحًا أن البحرين كانت أول من طالبت رسميًا في عام 2012 بإلغاء عضوية المجموعة اللبنانية للإعلام (تليفزيون المنار وإذاعة النور) باتحاد إذاعات الدول العربية، ووقف بثهما على الأقمار الصناعية العربية، لمخالفتها ميثاق الشرف الإعلامي العربي.
وأكد وزير شؤون الإعلام أن التعاون والتنسيق العسكري والأمني في أفضل مستوياته، بدعم من جلالة الملك المفدى وأخيه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مثمنًا ارتفاع مستوى الجاهزية والقدرات العسكرية للقوات المسلحة في كلا البلدين وحرصهما على حماية الأمن القومي العربي.
وأشار إلى المشاركة البحرينية والمصرية الفاعلة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، ودعم الجهود الدولية لمحاربة التنظيمات الإرهابية، ومشاركتهما المميزة في التمرين العسكري (رعد الشمال) بقيادة المملكة العربية السعودية في فبراير 2016م، وتأييد دعوة الرئيس السيسي خلال القمة العربية إلى إنشاء وتشكيل قوة عربية مشتركة، إحياءً لمعاهده الدفاع العربي المشترك، وتأكيدًا على التضامن العربي في محاربة الإرهاب والتدخل السريع في الأزمات وحماية الأمن القومي العربي في ظل التحديات الحرجة الراهنة.
وأكد السيد علي بن محمد الرميحي وزير شؤون الإعلام في ختام تصريحه أن القمة البحرينية المصرية تكتسب أهمية كبيرة في تعزيز التعاون والتنسيق السياسي إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وتفعيل التعاون الإعلامي والثقافي، وتوطيد الشراكة العسكرية والأمنية، بما يجسد أقوى نماذج التضامن العربي والإسلامي في حماية الأمن القومي، ويلبي تطلعات البلدين والشعبين الشقيقين في تعزيز الأمن والاستقرار والرخاء الاقتصادي والاجتماعي.