أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى أهمية تكثيف تعاوننا العسكري تعزيزاً للأمن والاستقرار في المنطقة ككل، التي تواجه انتشار الإرهاب والجماعات المتطرفة، بسبب انهيار الدولة الوطنية في عدد من دولها، ولا يخفى على فخامتكم، إننا في مملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعديد من الدول العربية والإسلامية، نواجه تدخلات سافرة من إيران في شؤوننا الداخلية جميعاً، أجمعت على إدانتها دول مجلس التعاون والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وأعرب جلالته، في كلمته السامية التي ألقاها أمام أخيه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس بقصر الاتحادية بالقاهرة، عقب التوقيع على الاتفاقيات التي تمت بين البلدين، وسط حضور المسؤولين في البلدين، عن بالغ السرور بنتائج اجتماع اللجنة المشتركة والتوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بما يعود بالخير على بلدينا وشعبينا الشقيقين، حيث ستسخر البحرين جميع إمكانياتها السياسية والتجارية والاقتصادية خدمة لمصر الشقيقة وكما عهدتم.
وشدد جلالته على مساندة البحرين التامة لمبادرتكم المباركة بتشكيل قوة عسكرية عربية لدرء الأخطار التي تواجهنا جميعاً، والتي تستدعي وحدة الصف دفاعاً عن مصالحنا العليا ومصيرنا الواحد وبما يضمن أمن واستقرار ورخاء أمتنا العربية.
وفيما يلي نص الكلمة السامية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،
فخامة الأخ العزيز الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة،،
الحضور الكريم ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يسرنا بداية أن ننقل تحيات ومشاعر المحبة والتقدير التي يكنها أهل البحرين لمصر الشقيقة التي ستبقى في الذاكرة والوجدان منبعاً للثقافة والعلم والفكر الذي لم ينقطع سيله منذ بعثات أهل مصر الأولى للبحرين، ومن بينهم، الأساتذة الكرام من المعلمين والمربين الأوائل، والقضاة الأجلاء الذين لن ننسى بصماتهم التأسيسية لصرحي التعليم والقضاء اللذين سنحتفل بذكراهما المئوية قريباً.
فخامة الرئيس، إنه لمن دواعي حرصنا واعتزازنا أن نلبي دعوتكم الكريمة بزيارة مصر الشقيقة بالنظر إلى المكانة الغالية والعزيزة التي نكنها لكم رئيساً وشعباً، ويشاركنا وفد رسمي رفيع من المسؤولين ورجال وسيدات أعمال وإعلاميين وعسكريين، وبجدول أعمال ثري سنحرص من خلاله على رفع مستويات التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات في كافة المجالات، مع تطلعنا بأن تشهد هذه الزيارة الأخوية النجاح الذي تستحق وأن تكون محطة نوعية في مسيرة العلاقات التاريخية الوثيقة، معربين عن بالغ سرورنا بنتائج اجتماع اللجنة المشتركة والتوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بما يعود بالخير على بلدينا وشعبينا الشقيقين، حيث ستسخر البحرين جميع إمكانياتها السياسية والتجارية والاقتصادية خدمة لمصر الشقيقة وكما عهدتم.
وتعبيراً عن تقديرنا لدوركم الرائد في قيادة مصر الشقيقة ومحيطها العربي، وبالنظر إلى المواقف التاريخية الكبيرة لمصر على مستوى قضايانا المصيرية وفي مقدمتها قضية العرب الكبرى، القضية الفلسطينية، وإحلال السلام في المنطقة، نود أن نؤكد على مساندة البحرين التامة لمبادرتكم المباركة بتشكيل قوة عسكرية عربية لدرء الأخطار التي تواجهنا جميعاً، والتي تستدعي وحدة الصف دفاعاً عن مصالحنا العليا ومصيرنا الواحد وبما يضمن أمن واستقرار ورخاء أمتنا العربية.
مؤكدين في هذا الصدد، على أهمية تكثيف تعاوننا العسكري تعزيزًا للأمن والاستقرار في المنطقة ككل، التي تواجه انتشار الإرهاب والجماعات المتطرفة، بسبب انهيار الدولة الوطنية في عدد من دولها، ولا يخفى على فخامتكم، إننا في مملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعديد من الدول العربية والإسلامية، نواجه تدخلات سافرة من إيران في شئوننا الداخلية جميعاً، أجمعت على إدانتها دول مجلس التعاون والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وختاماً، اسمحوا لنا فخامتكم، أن نكرر لكم وللشعب المصري الشقيق تقدير البحرين لدوركم المحوري الهام، فمصر تمثل امتدادنا القومي الذي نعتز بريادته، ونشاركه الكثير من التجارب، وفي مقدمتها، حماية المقدّرات الوطنية في إطار من سعة الأفق والعيش المشترك القائم على نبذ العنف والكراهية والطائفية واحترام حسن الجوار والسعي إلى إحلال السلام. ويكفينا فخراً بأن يكون بلدينا مهداً لحضارتين عريقتين نجحتا في تشكيل وتقديم نموذج متميز في الاعتدال والانفتاح والتحضر للعالم أجمع. وسيبقى لمصر وأهلها مكانة عظيمة في عقولنا وقلوبنا، فهي أرض الكنانة والسلام والأمان، كما جاء في كتاب الله عز وجل «فَلَمَّا دَخلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِليهِ أبَويْه وقَال ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ».
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،