استيقظت الفلبين فى أحد أيام شهر تشرين ثان / نوفمبر من عام 2013 على واحدة من أسوأ كوارثها الإنسانية بعد أن دمر إعصار هايان إقليمي لييت وسامار في شرق البلاد.
واتجه الإعصار بعد ذلك غربا واجتاح 6 جزر في وسط الفلبين حتى أن رين الميندراس سكرتير مجلس الوزراء قال خلال مؤتمر صحفي "الوضع سيء والدمار كبير للغاية. وفي بعض الحالات كان الدمار شاملا."
كان العالم يراقب ملايين المشردين بفعل الكارثة وعلى بعد 1545 ميلا كان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بمقره في العاصمة الماليزية كوالالمبور يراقب الوضع الكارثي الذي يحدث لدولة تملك التمثيل الكروي الرسمي داخل منظومة أعضاء الاتحاد الآسيوي، فكانت التوجيهات الصادرة من رئيس الاتحاد الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة صريحة وعاجلة بالمساهمة والمشاركة بمد يد العون هناك تجسيدا للأدوار الإنسانية والاجتماعية التي تغلف جنبات الكيان الكروي وارتباطه الوجداني بإنسان القارة أينما كان موقعه.
اختار الاتحاد الآسيوي أن يبني قرية كاملة في تاكلوبان بالفلبين والتي افتتحت في أيلول / سبتمبر 2015 وهي تأوي الآن عشرات العائلات المشردة بعد إعصار هايان والمسمى بالفلبين "يولاندا "، مبرزا الدور الإنساني الكبير الذي يتبناه الشيخ سلمان عبر لجنة المسؤولية الاجتماعية الآسيوية لتقديم اتحاد كروي نموذجي يحاكي ما تقدمه الأمم المتحدة من أعمال إنسانية حول العالم.
فالبحريني الشيخ سلمان رئيس الاتحاد الآسيوي يؤمن بأن الإنسانية هي روح كرة القدم والتوأمة بينهما لا يمكن التخلي عنها ، وقد صرح في حديث لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قائلا " نحن سعداء داخل الاتحاد الآسيوي بالقرب من الإنسان بالقارة وباستشعار كل احتياجاته والدعم المقدم له من قبلنا ولن نتخلى عن أدوارنا الاجتماعية وفق الخطط والتنظيمات التي نعمل على تطويرها باستمرار، وما أؤكد عليه هو أننا ننجز هذا الأمر وبداخلنا الكثير من الفخر الإنساني."
وخلال السنوات الثلاث السابقة، بات الاتحاد الآسيوي كيانا إنسانيا منظما من خلال لجنة المسؤولية الاجتماعية والتي تضم 12 عضوا إلى جانب رئيسها السعودي أحمد عيد وبإشراف الشيخ سلمان، حيث لا تتوقف الأدوار على حدود الكوارث والظروف بل تتخطى لتلامس حاجة الإنسان الآسيوي في مختلف الجوانب.
ففي نهاية تشرين ثان / نوفمبر 2015، استفاد ذوو الاحتياجات الخاصة والمكفوفون في الهند من التبرع الذي قدمه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حيث قدم 5200 كرة فائقة المتانة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، في حين حصل فريق المكفوفين بالهند على ألواح خاصة بكرة القدم للمكفوفين، وهي تعتبر من المعدات الضرورية لهم من أجل ممارسة كرة القدم.
وقال مدير مشروع "عالم واحد في آسيا" ستيفان سوندرمان "من خلال توزيع كرات مشروعنا، فإن مشروع /عالم واحد / يلعب دورا في المساعدة على تطوير كرة القدم في آسيا ، ويجعل هذه اللعبة الجميلة متاحة للشباب. هذا المشروع يروج للعب على أنه من النشاطات الضرورية للأطفال في المناطق المحرومة ، ويهدف المشروع في قارة آسيا إلى الوصول للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة و18 عاما والذين يعيشون في المناطق الأقل حظا."
وبالمجمل ، تم توزيع 175 ألف كرة فائقة المتانة في 23 اتحادا وطنيا ووصلت إلى ما يقارب 3 ملايين طفل، وبالتالي تجاوز التنفيذ سقف التوقعات التي كانت تهدف لتوزيع 83 ألف كرة عند إطلاق المشروع في أيلول /سبتمبر 2013.
وبعيدا عن الفلبين والهند، أسفر زلزال عنيف في نيبال وقع في أيار / مايو 2015 عن سقوط ألاف القتلى والجرحى في كارثة صنفت أنها الأخطر على البلاد وعلى بعد 4145 ميلا كان الاتحاد الاسيوي كعادته ملتزما برسالته الاجتماعية والإنسانية.
فقد تم اعتماد مشروع الاتحاد الأسيوي لكرة القدم في نيبال والذي يشمل إعادة بناء مدرسة "شري سيتيفيدي" الثانوية في مقاطعة سيندوبالتشوك إذ انتهت مرحلة تقديم العروض الرسمية من قبل الشركات وستنطلق عملية البناء قريبا.
وكانت أبرز التحديات التي تواجه المشروع الاجتماعي الآسيوي تتضمن استمرار الإنجازات والمشروعات بأنحاء القارة وفق عمل مؤسسي واحترافي يقوم على خطة عمل واضحة لا تتأثر بتغير الشخصيات لذلك كان العنوان الأبرز لأجندة التنفيذ يعطي الضوء الأخضر لبناء شراكات استراتيجية مع منظمات المجتمع المدني الرائدة في قارة آسيا من أجل تحسين جميع المجتمعات، وتطوير استراتيجيات محددة تترك إرثا دائما في المناطق التي تعرضت لكوارث ودمار.
ولم يغب الارتباط الاجتماعي مع أهداف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن القارة الآسيوية ، فقد تم توقيع مذكرة تفاهم مع الفيفا تخص من يعانون من الإعاقة الذهنية ، وتهدف إلى الترويج لكرة القدم وتطويرها لديهم عبر مجموعة من البرامج والبطولات ، انطلاقا من بطولة آسيا للشباب المعاقين ذهنيا 2017 .
وإضافة إلى الجوانب المضيئة على أرض الواقع ، لم يتغاض الاتحاد الآسيوي عن إبراز الأسماء الخالدة في الجوانب الإنسانية بالقارة والتي عملت من خلال ارتباطها بكرة القدم على النهوض بهذا الجانب ، لتخرج إلى النور جائزة الحلم الآسيوي (لمنظمات المجتمع المدني وافراد) تجسيدا لاهتمام الاتحاد الآسيوي بالشخصيات والمنظمات الفاعلة وإعطائها المزيد من الاهتمام والتقدير وهي الخطوة غير المسبوقة على مستوى الاتحادات القارية.