أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أننا نعيش في عالم يشهد تحديات جمة وعلينا أن نعمل جميعاً على حماية أوطاننا، وتسخير منابرنا الصحافية لغرس وتعزيز قيم الانتماء الوطني والتوجيه إلى كل ما هو نافع لدفع مسيرتنا التنموية، لافتاً سموه إلى أن أبوابنا مفتوحة بشكل دائم لرجال الصحافة لمناقشة كل ما يرتبط بالشأن العام في أجواء من الحرية والانفتاح.
وقال سموه، في رسالة وجهها إلى العالم بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف يوم غد، ويقام هذا العام تحت شعار «الحق في الحصول على المعلومات والحريات الأساسية.. هذه حقوق لك»، إن الصحافة الوطنية والواعية في البحرين جسدت منذ نشأتها قوة في المجتمع ومنبراً حراً للتعبير عن الرأي والفكر، وشريكاً فاعلاً في الحفاظ على المنجزات والمكتسبات الوطنية من خلال دورها التنويري الملتزم بمُثل ومواثيق مهنة الصحافة.
وشدد سموه على أهمية أن تكون الرسالة النبيلة لمهنة الصحافة أكثر إسهاماً في شحذ الجهود وتوجيه الطاقات والموارد نحو ما يخدم المجتمع ويعلي من شأنه، من خلال التمسك بأخلاقيات الصحافة التي تقوم على الصدق والموضوعية في الطرح والتحليل لمختلف القضايا، وتقبل أي رأى مخالف يخدم تحولات المجتمع والوطن. وأكد سموه أن البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى تشهد أجواء رحبة من حرية الرأي والتعبير كفلتها نصوص الدستور والقانون، وأسهمت في أن تكون جميع وسائل الإعلام سواء التقليدية أو الجديدة منها منابر مفتوحة للتعبير عن الرأي ومناقشة كل ما يرتبط بالشأن العام بلا حدود.
ودعا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى أهمية الحرص على ما يوحد الصفوف في بناء مجتمع معرفي يعزز من قيم السلام والتعايش والمحبة بين أبناء الوطن. وأكد سموه أن حرية الرأي والتعبير في البحرين مكفولة للجميع دون قيود طالما كان ذلك في إطار من الحرية المسؤولة التي لا تهدد التماسك المجتمعي أو أمن واستقرار المجتمع ولا تسيئ للمؤسسات والأشخاص.
وأضاف سموه أن الصحافة البحرينية ذات تاريخ عريق أرسته أجيال متعاقبة من الصحفيين الذين قدموا بأقلامهم وكتاباتهم عطاءات كان لها تأثيرها في بناء مجتمع بحريني مثقف ومتفاعل مع كل ما يرتبط بقضايا الوطن والأمة. وذكر سموه أن البحرين تواكب خطوات العالم في تقدمه السياسي والاقتصادي والثقافي والإنساني، وأنها نالت نجاحا في مختلف هذه الجوانب وحققت فيها العديد من المكاسب، وسنعمل على نموها من أجل حياة مليئة بالحرية والتطور والانفتاح.
وأضاف سموه أن المواقف الجسورة والمستنيرة التي وقفها رجال الصحافة والإعلام وكتاب الأعمدة في مختلف الظروف التي مرت بها البحرين كانت مقدرة من الجميع لما لها من تأثير بالغ في تنوير المجتمع.
ودعا سموه الصحافة إلى أن تكون أكثر قرباً من المجتمع وأن تواصل دورها البناء في نقل تطلعاتهم وطموحاتهم في إطار من المهنية.
وقال سموه إن البحرين هي جزء من العالم وتتأثر بما حولها من تحديات، ومسؤولية الصحافة البحرينية كبيرة في هذه المرحلة بأن تركز على كل ما يدعم تماسكنا ووحدتنا الوطنية ويعزز من حالة التعايش والتآخي التي يتميز بها أبناء البحرين عبر تاريخهم الطويل». وأعرب سموه عن اعتزازه بالصحفيين البحرينيين الذين ضربوا أروع الأمثلة بأقلامهم وكتاباتهم في حب الوطن والدفاع عنه أمام كل محاولات التشويه، وقال سموه: «هذا هو عهدنا دائماً بهم، ونفتخر بما يطرحونه من أفكار غايتها نهضة الوطن وتقدمه».
وقال سموه إننا نتطلع في ظل تطور وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن نملك المعرفة التي يشمل تأثيرها في إحداث تطور بالمجتمع وتنويره عبر الازدهار الإعلامي الذي يشهده العالم. وأكد سموه أن مجابهة التحديات الماثلة في العالم اليوم أمنياً واقتصادياً واجتماعياً، تبدأ بتنمية الوعي وتنوير الشعوب والمساهمة في طرح الحلول والخيارات التي تضمن تحصين أوطانها وتجاوز ما قد يعرقل مسيرتها التنموية، وتلك أحد الأدوار التي لها أبلغ الأثر وتؤديها الصحافة بكل اقتدار.
وفي الختام، أشاد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بالجهود التي تقوم بها منظمة «اليونسكو» التي تتبنى فكرة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، متمنياً سموه للمنظمة والقائمين عليها مزيداً من النجاح والتوفيق في تحقيق أهدافها السامية.