ما زالت أصداء زيارة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه إلى جمهورية مصر العربية، تتردد في الفضاءات ما بين البلدين، حيث جاءت زيارة جلالته إلى مصر كخطوة متمّمة للعديد من الخطوات الرامية إلى تعزيز العلاقات الأخوية القوية التي تجمع الشعبين منذ سنوات طويلة، وبالأخص تلك العلاقات الثقافية التي ترتكز إلى العديد من العناصر المشتركة كالتاريخ والتراث واللغة وغيرها.
وقد لامست زيارة جلالة الملك حفظه الله ورعاه جوهر العلاقات الثقافية ما بين البحرين ومصر، حيث قام معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية و الدكتور حلمي النمنم وزير الثقافة المصري بتوقيع البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي.
وبهذه المناسبة قالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار: "ما يجمع مملكة البحرين بجمهورية مصر العربية هو أكثر من مجرد علاقات أخوية دبلوماسية بين أي بلدين، إنما ما يجمعنا بهذا البلد العريق حبّنا المشترك لثقافتنا وحضارة نستلهم منّها الجمال لصناعة واقع أفضل"، مردفة: "رؤيتنا واستراتيجيتنا في هيئة البحرين للثقافة والآثار نابعة من جهود وسهر صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، الذي يرى في مصر عمقاً ثقافياً واجتماعيا وسياسيا لمملكة البحرين".
وحول الاتفاقية الثقافية التي تم توقيعها خلال زيارة جلالته أوضحت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "لقاؤنا الحضاري والإنساني الذي يجمعنا بمصر لهو لقاء نحرص على استمراره وتعزيزه عبر كافة أدوات التبادل الثقافي في مجالات الآثار والتراث والفنون وغيرها"، مؤكدة أن التعاون ما بين البحرين ومصر يثمر على الدوام منجزات ثقافية تلبي طموحات شعبي البلدين.
وتشهد العلاقات الثقافية ما بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية ازدهارا مضطردا على مدى السنوات الماضية من خلال حضور الحضارة المصرية العريقة في الحراك الثقافي البحريني وعبر جهود سفارة جمهورية مصر العربية التي تحرص على إثراء المشهد الثقافي عبر مشاركات وتعاونات مستمرة مع هيئة البحرين للثقافة والآثار في مواسم ثقافية مختلفة.
وكان آخر ملامح الحضور المصري في الحراك الثقافي البحريني، مشاركة دار الأوبرا المصرية، من خلال دعم السفارة المصرية، في مهرجان ربيع الثقافة الحادي عشر عبر حفل "الليلة الكبيرة" الذي أحيا أجمل وأشهر أعمال الشاعر المصري القدير صلاح جاهين، حفل الفنان المصري محمد محسن في الصالة الثقافية والأمسية الشعرية التي شهدها متحف البحرين الوطني للشاعر المصري جمال بخيت. وكان الموسيقار المصري عمر خيرت قد قدّم حفله ضمن مهرجان ربيع الثقافة العاشر لعام 2015م في مسرح البحرين الوطني.
وفي سعيها إلى المشاركة في الحراك الثقافي المصري، حلّت مملكة البحرين خلال شهر فبراير 2016م كضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب 47، حيث قدّم البرنامج الثقافي لمملكة البحرين مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تنوعت ما بين محاضرات لكتاب ومثقفين بحرينيين، حفلات موسيقية تحمل روح الإبداع الموسيقي البحريني، عروض أفلام بحرينية وأمسيات شعرية ألقى خلالها روّاد الشعر البحريني أجمل ما لديهم من كلمات في مواضيع مختلفة. وكانت جمهورية مصر العربية قد حلّت عام 2014م كضيف شرف معرض البحرين الدولي للكتاب في نسخته السادسة عشرة وقدمت العديد من الفعاليات التي أثرت تجربة المعرض الذي يعد من أضخم الفعاليات الثقافية في المملكة.
وإضافة إلى مشاركتها في مهرجان ربيع الثقافة، فإن مصر تحضر كذلك خلال العديد من المواسم الثقافية في البحرين، كمهرجان صيف البحرين ومهرجان البحرين الدولي للموسيقى عبر فعاليات متنوعة، حيث كانت فرقة عبد الحليم نويرة قد افتتحت مهرجان صيف البحرين عام 2015م بحفل أحيا أجمل إبداعات الفنانة الراحلة أم كلثوم. وشهد عام 2014م إقامة الأيام الثقافية البحرينية في القاهرة، والتي تضمنت الإعلان عن الفائز بجائزة الكتاب لذلك العام حيث فاز بها كتاب "الفن بناء"، لتستمر بع ذلك الأيام الثقافية في فعل التبادل الثقافي الذي شمل معرضا للفنون التشكيلية جمع سبعة فنانين والعديد من الحفلات الفنية التي قدمتها فرق بحرينية. وفي إطار التعاون الثقافي، عملت كل من البحرين ومصر على إثراء العلاقات الثقافية عبل فعاليات مشتركة كحفل فرقة الموسيقى العربية التي أحيت روائع الفنان الراحل محمد عبد الوهاب وحفل "البحرين بعيون مصرية"، والذي جاء في سياق الاحتفالات بالعيد الوطني المجيد لمملكة البحرين.