لدى زيارة سموه لمجلس النواب، قال صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر للنواب رئيساً وأعضاء: "لقد أتيت لأسجل الشكر والتقدير لمجلس النواب شركاؤنا في مسئولية الوطن لما يجسدونه من تعاون مثمر مع الحكومة تقوده روح المسئولية لتحقيق المصلحة العامة والوصول إلى النتائج والأهداف والغايات المرجوة في خدمة الوطن والمواطن، فالحكومة لم تلمس من هذا المجلس الموقر إلا التعاون البناء ولن يرى من الحكومة إلا كل تعاون.
واضاف سموه أن ما أنجزته السلطة التشريعية بغرفتيها مجلس النواب ومجلس الشورى من ممارسة للديموقراطية المسئولة وما تحقق من إنجاز تشريعي ورقابي يبعث على الفخر ويجلب الاعتزاز، فيما أكد رئيس مجلس النواب بأن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يمثل حالة قيادية فريدة لم يسبقه إليها أحد في العالم فقلب سموه قبل أبوابه مفتوحة لممثلي الشعب يعكسه اللقاء الأسبوعي لسموه مع أعضاء السلطة التشريعية والذي يشكل فضاء مفتوحا لمناقشة القضايا الوطنية والوقوف على مسار التعاون بين السلطتين والدفع به قدما وهذا سر نجاح التجربة البرلمانية الوطنية.
وكان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر قد قام بزيارة صباح اليوم لمجلس النواب حيث التقى سموه خلالها بمعالي السيد أحمد بن ابراهيم الملا رئيس مجلس النواب ومعالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى ونواب رئيس مجلس النواب وأعضاء المجلس.
وخلال الزيارة دعا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر النواب إلى التماسك والتآلف في مواجهة التحديات وتعزيز جهودهم في خدمة الوطن وعدم السماح للمتربصين بديمقراطيتنا استغلال أي خلاف في وجهات النظر يؤدي للوقوع في منزلقات تشغلنا عن قضايانا الأهم، فتذكروا أن هناك من المتآمرين والمتصيدين في الماء العكر الذين ينتظرون مثل هذه اللحظة ،وقال سموه " إن من أهم الأولويات هو تركيز الجهود واجتماعها على التقدم والنهوض بالوطن سياسياً واقتصادياً ، ومغادرة لغة التنازع والتفرق ،فالاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية ، ووأد الفتنة والعزوف عن المشادات ضرورة ويجب أن يكون الجميع كدأب هذا الشعب قلبه مليء بالمودة وفكره متسعا لقبول الرأي والرأي الآخر ، محذراً سموه من التأثر بالمهاترات أو أن تدفع لما من شأنه تعميق أي خلاف".
وأكّد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على مواصلة الحكومة لمساعيها الخيرة في تقوية البناء الراسخ للتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية بما يرتقي بمجالات العمل المشترك الذي يسمو بهذا التعاون ويحصنه من أية عثرات تؤثر على اندفاعه وبخاصة في ظل الظروف التي يمر بها العالم وتأثر بها الوطن وجعلت الحاجة أكثر الحاحا للوحدة ولكل جهد وطني يساهم في ايصال سفينة الوطن لبر الأمان.
وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن متطلبات المرحلة تستدعي من الجميع اليقظة والحذر وعدم الانجرار خلف كل ما يشتت الجهود ويمزق وحدة الكلمة والموقف، وقال سموه "يسعدني كثيرا حينما أرى ممثلي الشعب يدا واحدة على قلب رجل واحد لأني أرى في وحدة اعضاء مجلس النواب مؤشرا على وحدة شعبنا وتماسكه لأنه ممثليه".
ودعا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى أن تكون المصلحة العليا لمملكة البحرين هاجس الجميع وأن تتضافر كل الجهود لإنجاح التوجهات النيابية المشتركة من أجل رفعة هذا الوطن وتنمية شعبه وجعل المرحلة المقبلة من المسيرة الوطنية مليئة بالإنجاز ومفعمة بحيوية العمل الذي يقود الى البناء وتحقيق الجديد في مسيرة العمل الوطني التي يقودها بكل حكمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
من جهته نوه معالي السيد أحمد بن إبراهيم الملا رئيس مجلس النواب بحرص صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر على دعم المسيرة الديمقراطية في ظل المشروع الإصلاحي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مشيداً بالنهج الحكيم لسموه في معالجة كافة القضايا التي تهم الوطن والمواطن، والجهود التي يبذلها سموه في تعزيز العلاقات المثمرة مع السلطة التشريعية. وقال رئيس مجلس النواب أن خليفة بن سلمان هو الوالد والقائد والرمز، ورجل الدولة والحكمة والخبرة الذي يتشرف الجميع بالعمل معه، والاستفادة من توجيهاته الكريمة ونهجه الحكيم في معالجة قضايا الوطن والمواطن، مضيفاً أن لسموه الفضل الكبير في استمرار عمل المجلس النيابي.
وأبدى رئيس مجلس النواب سعادته بالعلاقة المثمرة والتواصل البنّاء الذي تنتهجها الحكومة الموقرة بقيادة سموه، مضيفاً أن ما يدعو إلى الاعتزاز هو أن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر يلتقي السادة النواب في مجلسه العامر أسبوعياً، ويناقش معهم كافة الموضوعات والقضايا، ويسترشدون بتوجيهات سموه وحكمته في إدارة شؤون السلطة التنفيذية.
وقال رئيس مجلس النواب ان التعاون والتنسيق المتواصل الذي يشهده مجلس النواب مع الحكومة الموقرة، ما كان له أن يتحقق ويصل للمستوى الرفيع لولا حرص سموه ودعمه للمجلس النيابي وكافة المقترحات والمشروعات التي يتقدم بها السادة النواب، مشيراً أن جميع أعضاء مجلس النواب يحظوّن برعاية واحترام وتقدير من سموه الكريم.
وأعرب رئيس مجلس النواب عن فخره بالموقف الداعم لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر، بضرورة احترام ممثلي السلطة التشريعية من خلال ممارسات حرية الرأي والتعبير التي تعبر عن النهج الوطني والمسيرة الديمقراطية التي أرسى قوائمها المشروع الإصلاحي لصاحب الجلالة الملك المفدى، مضيفاً أن سموه قد أكد على ضرورة ممارسة حرية الرأي والتعبير في إطارها المسؤول والوطني.
وأشار رئيس مجلس النواب أن ما تمر به المنطقة من تطورات سياسية وتحديات اقتصادية استثنائية، يستوجب من الجميع المزيد من التعاون والعمل والإنجاز، وقال إن الدول القريبة منّا تشهد مخاطر الإرهاب، وهو ما يدفعنا إلى بذل المزيد من التعاون والتعاضد والتكامل، مضيفاً أننا نستلهم من صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر دروس الحكمة ووحدة الصف والكلمة.
وأكد رئيس مجلس النواب حرص سمو رئيس الوزراء على إشراك السلطة التشريعية في القضايا التي تهم الوطن والمواطن وفقاً للشفافية والتعاون البنّاء الذي تنتهجه الحكومة برئاسة سموه الكريم، مضيفاً أن مجلس النواب وبدعم سموه يمارس دوره التشريعي والرقابي، ويحرص على الحفاظ على أمن الوطن واستقراره وحماية مكتسباته ومنجزاته الحضارية.
وتقدم رئيس مجلس النواب بالشكر الجزيل إلى سمو رئيس الوزراء على زيارته الكريمة لمجلس النواب، سائلاً المولى أن يوفق سموه لما فيه الخير والصلاح وأن يديم عليه نعمة الصحة والعافية، ويمّن على البحرين بالأمن والاستقرار في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى.