ليستر سيتي بعد حصوله على لقب الدوري الإنجليزي، بات قدوة للمستضعفين والضعفاء على الأقل من وجهة نظر مدرب الفريق الاستتثنائي الإيطالي كلاوديو رانييري.من كان يعتقد أن لقب الدوري الإنجليزي سيذهب إلى فريق كان مهدداً بالأمس القريب بالهبوط من دوري الأضواء؟! فليستر سيتي ذلك الفريق الذي لم يحقق أي إنجاز كروي في السابق، انتزع من مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشيلسي وليفربول وكل تلك الأسماء الرنانة بالميزانيات الخيالية في البريمييرليج، لقب الدوري الممتاز لكرة القدم مخالفاً جميع التوقعات.أمل "المستضعفين"وفي بداية الموسم، منحت مكاتب المراهنات نسبة واحد على 5 آلاف لليستر لكي يتوج باللقب. لكن الثقة العالية بالنفس من قبل اللاعبين الذين بذلوا جهودا خارقة رافعين مصلحة الفريق فوق كل اعتبار، ووجود المدرب الملهم الايطالي كلاوديو رانييري، كلها عوامل ساهمت في تحقيق معجزة ليستر سيتي ليقلب الطاولة على الجميع.ووصف المدرب رانييري ما تحقق بأنه "انتصار للاعبين اعتبرتهم الأندية الكبيرة صغار القامة أو يعيبهم البطء ولم تتعاقد معهم". وتابع "ما حدث مع لاعبي ليستر يمنح الأمل لكل لاعب يقال له بأنه لا يملك المستوى الكافي لكي يبدع في مجاله".والأدلة كثيرة في صفوف ليستر سيتي: فحارس مرماه الدنماركي كاسبر شمايكل ترك مانشستر سيتي بعمر الثانية والعشرين وأمضى 5 مواسم يتخبط بين الدرجتين الأولى والثانية، قبل أن يمنحه ليستر الفرصة لكي يحذو حذو والده بيتر شمايكل حارس مرمى مانشستر يونايتد الشهير من خلال حراسة عرين فريق متوج باللقب المحلي.رياض محرز يحرز!أما الظهير الأيمن داني سيمسون ولاعب الوسط داني درينكووتر فقد أخلى سبيلهما نادي مانشستر يونايتد، لكنهما لعبا دورا أساسيا في إحراز ليستر سيتي اللقب، حتى أن الأخير استدعي إلى صفوف المنتخب الانكليزي.بدوره، أمضى المدافع الألماني العملاق روبرت هوث 4 مواسم في صفوف تشيلسي دون فرض نفسه أساسيا. أما زميله في خط الدفاع وقائده الجامايكي ووس مورجان فلم يلعب كرة القدم على مستوى النخبة إلا عندما بلغ الثلاثين من عمره.أما أبرز نجمين في صفوف ليستر وهما الجزائري رياض محرز وهدافه جيمي فاردي فكلفا النادي نحو مليون ونصف جنيه إسترليني فقط (حوالي مليوني دولار)، وقد توج الأول لاعب العام بحسب جمعية اللاعبين المحترفين، والثاني أفضل لاعب بحسب جمعية الصحافيين.وكان البعض قد قال لمحرز بأنه ضعيف البنية جدا وبطيء جدا لكي يصبح لاعب كرة قدم محترفا، لكنه بات أول عربي وإفريقي ينال لقب أفضل لاعب في الدوري الانكليزي وثاني لاعب من خارج القارة الأوروبية بعد الأوروجوياني لويس سواريز.