علمنا أجدادنا وآباؤنا الإحسان للجار واكرام الضيف، ولنا في ذلك إرث كبير تمتلئ به الصحائف وأمهات الكتب، ومن حسن حظ البحرين أن غالبية الذين وفدوا إليها ساهموا في نهضة بلادنا بشكل أو آخر، ومنهم المعلمون والمدرسون الذين تتلمذنا على أياديهم ولا زال أبناء البحرين ينهلون من علمهم وجهدهم في هذا المجال لا ينكره أحد. وكذلك حظيت البحرين بوجود الكثير من الذين وضعوا بصماتهم في تاريخنا الاجتماعي والثقافي والأدبي بتفاعلهم الصادق مع المجتمع الذي عاشوا فيه وترعرع أبنائهم مع أبنائنا في الكثير من المناحي سواء في التعليم أو في الأنشطة الرياضية..إلخ. لكن هناك القليل من الذين عاشوا بيننا من ساهم في الحركة التوثيقية لتاريخنا الحديث، فنحن اليوم بصدد ما يقوم به الصحافي السوداني خالد بوحمد من أعمال توثيقية وهي بكل تأكيد تجد منا جميعاً التقدير والمباركة بل والتشجيع. أبوحمد عاش معنا في مجالسنا بالمحرق على وجه الخصوص مشاركاً ومستفسراً حتى أصبح واحداً منا في فترة من السنوات كنا نجده في مجلس محافظ المحرق سلمان بن هندي ، ونجده في مجلس شويطر، ففاجأنا قبل سنوات بكتابه (تاريخ العمل الخيري والتطوعي في البحرين) وفيه من المعلومات لا يعرفها الكثير من شبابنا اليوم. كنت أحسب أن هذا الكتاب قد جاء بمحض الصدفة وانتهى الأمر، وقبل أيام وأنا في مكتب أحد المسؤولين أراني أحدهم نسخة من كتاب جديد بعنوان (المؤسسة الخيرية الملكية ترسخ للأمن النفسي والاجتماعي) وقلّبت صفحاته فوجدت أن مؤلفه هو (خالد بوحمد) الذي قابلته في مجلس شويطر قبل سنوات وفي مجلس محافظة المحرق وكنت أتابع مقالاته بجريدة (الوطن). والكتاب الجديد من اسمه يدل على روح المؤلف وإحساسه ببلده الثاني البحرين ومحبته لها ولشعبها واعتزازه بإنجازات مليكها المفدى وحكومته الرشيدة. ولا أذيع سراً إن قلت إنني كنت أجهل ما تقوم هذه المؤسسة الخيرية وأجهل كذلك أن كل الأيتام وأمهات الأيتام تحت كفالة المؤسسة. وما كنت أدري عن الكثير من هذا الخير الذي نحن فيه وخاصة أن المطلقات في البحرين مكفولات ويقدم لهن الدعم من هذه المؤسسة الخيرية التي يرعاها جلالة الملك ويدير دفتها سمو الشيخ ناصر بن حمد حفظهم الله ورعاهم. ومن هذه الصحيفة أدعو المسؤولين لدعم جهود الأستاذ خالد بوحمد لمواصلة مشروعه التوثيقي وقد علمت من بعض الإخوة أن له عدداً من المشروعات التي يقوم بإعدادها من بينها كتاب عن الأستاذ الشاعر البحريني المعروف عبدالله بن خميس الشروقي وجمع فيه عدداً كبيراً من قصائده التي لم تر النور من قبل، وعن حياته ودور الأدبي والوطني.
أبوبدر