أشاد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بالمواقف المشرفة والتاريخية لشعب مملكة البحرين التي دفعت الضرر الكبير الذي كان يتربص بالوطن، وأظهرت الحقيقة للرأي العام العالمي، ونبهت إلى أن ما يحدث في البلاد مؤامرة تنفذها قلة قليلة تريد أن تُقسم الشعب إلى شعبين. وأشار رئيس الوزراء، خلال زيارة إلى منطقة الحد أمس، إلى أن هذه القلة لا يمكن أن تترك لتفرض ما تريده فالمجتمع البحريني المحب للأمن والسلام والقائم على التعايش ينبذ كل مخرب وكل من باع نفسه ورضا أن يكون أداة تستغل للإضرار بوطنه، وقال: “مما يؤسف له أن هذه القلة تتخذ من الإصلاح ستاراً لتحقيق مآربها رغم أن جلالة الملك أطلق مشروعاً وطنياً نظم به المؤسسات وعزز من خلاله المشاركة الشعبية ودعمه بمبادرات أشاد بها العالم”، ومنها إطلاق حوار التوافق الوطني، وتشكيل اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وهي منجزات ومبادرات تلامس بشكل مباشر من ينشد الإصلاح وتحقق مبتغاه، وذكر صاحب السمو الملكي أن الضغوط والمحاولات اليائسة لم ولن تؤثر على عزيمتنا وإصرارنا على إحقاق الحق والانتصار له. كما قال رئيس الوزراء للأهالي: “إن الأحداث كشفت لنا الكثير وعلينا أن نعي ما حدث، وبزيادة الوعي والتشبث بحب هذا الوطن وسلامة شعبه فإننا جميعاً قادرون على تجاوز كافة العراقيل التي توضع في طريق التنمية تحت مسميات وحجج مختلفة. ووجه صاحب السمو الملكي، في هذا الصدد، الشكر والتحية إلى رجال الأمن وفي مقدمتهم وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة على ما قدموه ويقدمونه من تضحيات وجهود مشكورة من أجل حفظ الأمن والاستقرار في ربوع البلاد، وأكد أن الأمن مسؤولية الجميع وليس حصراً على وزارة أو جهة حكومية، فمن يرد أن يخل بالأمن فهو يريد الإخلال باستقرار الجميع. كما أشاد رئيس الوزراء بمواقف الأشقاء بدول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية الشقيقة لدورها المشرف الذي حفظ الأمن والسلام للمنطقة ككل. وعلى صعيد متصل، أمر سموه باستبدال موقع محطة الرفع لشبكة الصرف الصحي بالمحرق، المقرر بنائها على شارع الحوض الجاف شرق مدينة الحد، إلى موقع آخر في أقصى شرق الحد بالمنطقة البحرية المحاذية لشارع الحوض الجاف. وزار صاحب السمو الملكي منطقة الحد واستجاب لمطالب أهلها بشأن محطة الصرف الصحي، حيث أمر باستبدال موقع محطة الرفع لشبكة الصرف الصحي بالمحرق، المقرر بنائها على شارع الحوض الجاف شرق مدينة الحد، إلى موقع آخر في أقصى شرق الحد بالمنطقة البحرية المحاذية لشارع الحوض الجاف، بحيث تبعد عن أقرب منزل بشكل كافٍ مع كل الضمانات بعدم وقوع أية أضرار بيئية أو انبعاثات تزعج الأهالي. وخاطب رئيس الوزراء الأهالي قائلاً: “جئت لاطمئن عليكم وأُطمئنكم بأن الحكومة تُخضع كل مشروع للدراسة المعمقة بيئياً وصحياً، ويهمها في المقام الأول ملاحظات المواطنين وآرائهم حوله وأن التنمية الحكومية التي تسير في خط متوازٍ مع تطلعات المواطن لن تقبل الحكومة أبداً بأن يُضار المواطنين منها. كما أشاد صاحب السمو الملكي بالأسلوب الحضاري والرقي التي التمست به طريقة تعبير أهالي الحد عن مطالبهم وإيصال صوتهم للمسؤولين، وأشار إلى أن الحكومة لا يضيق صدرها أبداً بالنقد طالما كان الهدف منه البناء والمصلحة، وقال : “ إن جميع الأبواب مفتوحة للاستماع إلى المواطنين، وكل ما يبدونه من ملاحظات هو موضع اهتمام من الحكومة، ويتم التعامل معها بعين الاعتبار، فهدفنا أن تكون جميع المشروعات التنموية متناغمة مع ما يحتاج إليه المواطن، وتحقق له أكبر قدر من الرضا والاطمئنان”. وأكد سموه أن الحكومة ما كانت لتجعل المواطن عرضه للضرر فهدفها الأسمى دائماً هو تحقيق المصلحة والخير للجميع، وطمأن المواطنين بأن أي مشروع تنفذه الحكومة يتم دراسته بشكل مستفيض من كافة الجوانب. وكان رئيس الوزراء تفضل بالقيام بزيارة إلى مدينة الحد، حيث التقى بأهاليها واستمع بشكل مباشر منهم إلى مطالبهم ورغباتهم المتصلة بالجانب الخدمي والصحي والإسكاني والتعليمي. واستمع صاحب السمو الملكي إلى ملاحظات المواطنين ومطالبهم الحياتية والمعيشية، وأكد في هذا الصدد أن مسيرة النهضة والتنمية مستمرة ولن تتوقف، ولن تؤثر فيها محاولات عرقلة أي إنجاز وتشويه سمعة المملكة، ونوه بنجاح المملكة في استضافة سباقات الفورمولا 1 والتي أثبتت قدرة البحرين وشعبها على العمل الناجز مهما كانت التحديات صعبة. وأشاد رئيس الوزراء بدور المجالس البلدية المكمل لعمل الحكومة في التعرف على احتياجات المواطنين وتطلعاتهم عن قرب، وأشار إلى أهمية التنسيق المستمر مع هذه المجالس بما يخدم جهود التنمية الشاملة والبناء على ما تحقق من منجزات للوطن. وخلال اللقاء ألقى علي محمد المسلم كلمة أكد فيها أن صاحب السمو الملكي في كل مرة يزور الحد يجلب الخير والبشرى والسعد لأهاليها وتمسح هواجس المواطنين من ضرر محتمل وتزرع محلها قمة الرضا والود. وتقدم المسلم نيابة عن أهالي الحد بعظيم الشكر والعرفان إلى رئيس الوزراء على زيارته الكريمة رغم مشاغله المتعددة ، مؤكدا دعم أهالي الحد لكل مشاريع الدولة الخدمية التي تخدم كل مواطن بالدرجة الأولى، كما ألقت الشاعرة أمينة يوسف بوعلي قصيدة شعرية بهذا المناسبة.