أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء «بأننا عين على الإنجاز واستمرار التنمية وأخرى على التحديات الاقتصادية ومواجهتها، ووفقنا في التعامل بمرونة وفق خطة محكمة مع الواقع الذي فرضه انخفاض أسعار النفط وما يشكله ذلك من تحدٍّ اقتصادي، واستطعنا بعزم الحكومة وإصرارها أن نجعل كفة التنمية هي الأرجح على كفة التحديات، بدليل أن البحرين مضت وبنجاح في شق طريق التنمية الذي ننشده للوطن والمواطنين».
وأضاف سموه، لدى تدشين سموه لمشروع بكلفة 280 مليون دينار لتطوير شبكة نقل الكهرباء في البحرين تشمل المرحلة الأولى منه بناء ثلاث محطات نقل كهرباء في الحد وأم الحصم والرفاع بجهد 400 كيلوفولت والربط بينها، «إننا بعون الله سننجح في مسيرتنا التنموية المستقبلية مثلما نجحنا ماضياً وحاضراً بدعم ومؤازرة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى للحكومة وعملها والتي أصبحت المشاريع التنموية العملاقة في عهده الميمون معلماً بارزاً».
ووجه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، خلال التدشين، إلى المتابعة والرقابة لضمان أن يتم الانتهاء من المشروع في الفترة الزمنية المقررة له في ديسمبر 2017، وأشاد سموه بدعم الأشقاء في دول مجلس التعاون للمشاريع التنموية في البحرين ومنها الكويت التي تساهم من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في تمويل المشروع.
ورعى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أمس حفل تدشين مشروع شبكة نقل الكهرباء جهد 400 كيلوفولت، الذي نظمته هيئة الكهرباء والماء في محطة الحد لإنتاج الكهرباء والماء، والمتضمن بناء ثلاث محطات نقل كهرباء رئيسية ذات جهد 400 كيلوفولت في مناطق الحد وأم الحصم والرفاع مربوطة بخطوط نقل أرضية بذات الجهد.
ولدى وصول سموه إلى موقع المشروع كان في استقبال سموه د.عبدالحسين بن علي ميرزا وزير الطاقة وعدد من كبار المسؤولين . وبدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم تفضل صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بتدشين المشروع رسمياً وذلك بعد كلمتين أُلقيتا بهذه المناسبة من وزير الطاقة ونائب الرئيس التنفيذي لشركة سايمنز الألمانية.
وبعد تدشين سموه لمشروع تطوير شبكة نقل الكهرباء بالضغط على الزر إيذاناً بذلك، قدم لسموه عرض حول مشروع تطوير شبكة نقل الكهرباء ومراحلها المختلفة منذ بدء تدشينها وحتى إتمام الربط بين المحطات الثلاث. بعدها قام سموه بالاطلاع على مجسم لمشروع تطوير الشبكة واستمع إلى شرح من القائمين على المشروع وتفاصيله. ثم قام سموه بجولة داخل محطة شركة الحد للطاقة وموقع المشروع، واستمع إلى شرح تفصيلي من وزير الطاقة والرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والماء حول مراحل العمل في المشروع وأهميته في تلبية الطلب المتزايد من الطاقة الكهربائية في مملكة البحرين لمختلف الاستخدامات الاستهلاكية الحالية والمستقبلية. وأعرب سموه عن الفخر والاعتزاز بما تشهده المملكة من مشروعات استراتيجية في مختلف القطاعات، والتي تدعم توجهات التنمية وتعزز من المكانة التنافسية للمملكة على صعيد جذب الاستثمارات وتوفير المقومات اللازمة لاستمرار وتيرة النمو بما يتناسب مع حجم التطور العمراني والصناعي الذي تشهده مختلف مناطق المملكة.
وأشار سموه إلى أن المشروع الحيوي يأتي ضمن سلسلة من المشروعات التي يتضمنها برنامج عمل الحكومة لتطوير شبكة إنتاج وتوزيع الكهرباء بما يسهم في تقليل الأحمال عن الشبكة الحالية، ضمن رؤية شاملة تراعي الاحتياجات الحالية والمستقبلية من الكهرباء، وبالشكل الذي يضمن توفير الإمدادات اللازمة من الكهرباء للمواطنين والمشروعات الاستثمارية والصناعية.
وأكد سموه أن العمل ماض في تنفيذ العديد من المشروعات الجديدة التي تهدف إلى تنمية قدرات البحرين في مجال الطاقة الكهربائية وتطوير المحطات القائمة لتكون أكثر قدرة على تلبية متطلبات التوسع الحضري والعمراني الذي تشهده المملكة وما ينجم عنه من زيادة في استهلاك الطاقة والكهرباء.
ونوه سموه إلى أن مشروعات تطوير البنية التحتية في كافة القطاعات ومن بينها الطاقة تستحوذ على نصيب وافر من الاهتمام لما لها من أثر في تعزيز قدرة البحرين على بلوغ مستويات متقدمة من النمو الاقتصادي المستدام، والارتقاء بتنافسية الاقتصاد الوطني ليكون قادراً على استقطاب مزيد من المشروعات الاستثمارية. وقال سموه إن وتيرة العمل في تنفيذ المشروعات الخدمية والتنموية مستمرة في مختلف أرجاء البحرين رغم التحديات الاقتصادية والمالية التي تشهدها المنطقة، وهو ما يبرهن على مدى قوة الاقتصاد البحريني بفضل ما يحظى به من مقومات المرونة والقدرة على مواجهة مختلف التقلبات. وأكد سموه اهتمام الحكومة بالاستفادة من خبرات الشركات العالمية عند إقامة المشروعات الخدمية والتنموية في ظل ما تمتلكه من إمكانيات وتجارب متميزة، معرباً سموه عن تقديره إلى جميع الشركات المشاركة في إنشاء المشروع على الجهود التي تقوم بها من أجل تنفيذه وفق أعلى درجات الكفاءة، وبما يتماشى مع أحدث المواصفات العالمية في مجال إنشاء شبكات الكهرباء.
وأشاد سموه بالجهود التي تقوم بها وزارة الطاقة وهيئة الكهرباء والماء في إنشاء وتطوير مشروعات إنتاج الطاقة، متمنياً سموه لهم مزيداً من النجاح والتوفيق في كل ما يقومون به من مشروعات تعود بالنفع على الوطن والمواطنين.
وأعرب وزير الطاقة د.عبدالحسين ميرزا في كلمة له عن فخره واعتزازه بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن جميع منتسبي هيئة الكهرباء والماء بتشريف ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء لحفل افتتاح وتدشين المشروع.
وأضاف أنه رغم التحديات الاقتصادية الكبيـرة والمتسارعة التـي تمر بها المنطقة، فإن البحرين نجحت في تحقيق تطور حيوي ملموس في جميع القطاعات الخدمية والإنتاجية بتوفيق من الله وبفضل رؤية القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، ودعم ومساندة الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وتوجيهاته السديدة، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأميـر سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء. وقال إن قطاع الطاقة يعد من أهم القطاعات الإنتاجية التي توليها الدولة اهتماماً كبيراً انطلاقاً من رؤية ثاقبة تدرك أهمية الطاقة في تحفيز الاقتصاد الوطني، حيث إن الدعم المتواصل والمتابعة عن كثب لخطط ومشاريع الوزارة من الحكومة بقيادة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء كان لهما عميق الأثر في مسيرة القطاع وتطوره للقيام بدوره في توفير متطلبات التنمية الطموحة في مختلف أرجاء المملكة. وأشار إلى أن المشروع يعتبر إضافة جديدة إلى النجاحات لكونه مشروعاً استراتيجياً وحيوياً لمملكة البحرين، ويعد من أهم المشاريع الرئيسة التي سوف تقوم بتنفيذها هيئة الكهرباء والماء خلال السنوات القليلة القادمة، مبيناً أن المشروع في مرحلته الأولى يتضمن بناء 3 محطات نقل كهرباء رئيسة جهد 400 كيلوفولت في مناطق الحد وأم الحصم والرفاع مرتبطة بخطوط نقل أرضية مزدوجة بجهد 400 كيلوفولت، وستصل كلفة هذه المرحلة إلى 280 مليون دينار، ومن المتوقع تشغيل هذه المرحلة في شهر ديسمبر من العام 2017.
وأعرب عن تقديره للدعم الذي تحظى به البحرين من الأشقاء في دول مجلس التعاون، مشيداً بمواقف الكويت الداعمة للبحرين في مختلف المجالات، مثنياً على وجه التحديد بدور الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لتمويل المشروع والجهود المبذولة لإنجاح المشروع.
من جانبه، قال نائب الرئيس التنفيذي بشركة «سيمنز» الألمانية فولفجانج براون، في كلمته، إن شركة «سيمنز» موجودة في البحرين منذ أكثر من 60 عاماً، ولاتزال تثق في خطة التنمية طويلة المدى التي تتضمنها الرؤية الاقتصادية 2030 لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مشيراً إلى أن الرؤية تمثل خارطة طريق شاملة لإيجاد اقتصاد قوي ومستقر على المدى الطويل. وشدد على أن توفير مصادر طاقة كهربائية موثوقة ومستدامة أمر ضروري حتى يمكن تحقيق الأهداف المحددة في تلك الرؤية الاقتصادية، معرباً عن اعتزازه باختيار شركة «سيمنز كشريك» تقني يحظى بالثقة لتنفيذ هذا المشروع بالغ الأهمية، وبأن تكون جزءاً من منظومة تحقيق هذه الأهداف الطموحة. وخلال الحفل، تم عرض فيلم قصير يتضمن التعريف بالمشروع والجهات المنفذة له وأهميته في توفير احتياجات المملكة من الطاقة الكهربائية ومراحل العمل فيه.
كما قام وزير الطاقة بتقديم هدية تذكارية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء تعبيراً عن الشكر والامتنان على تشريف ورعاية سموه لحفل افتتاح وتدشين المشروع.
تجدر الإشارة إلى أن نطاق العمل المشروع يتكون من 4 حزم عمل هي حزمة المحطات بجهد 400 كيلوفولت تنفذها شركة سيمنز الألمانية، حزمة خطوط النقل الأرضية جهد 400 كيلوفولت تنفذها شركتا برزميان الإيطالية وفسكاس اليابانية، حزمة المحولات تنفذها شركة هيونداي الكورية، ومن المقرر إطلاق التيار ودخول محطات المشروع الخدمة أواخر العام 2017.