يعكس حرص جلالة الملك المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة على حضور مهرجان ويندسور الدولي ضمن زيارته لبريطانيا بالتزامن مع احتفال البلدين بمرور 200 عام من الصداقة، يعكس عمق العلاقات الودية والتاريخية القائمة بين البلدين والشعبين الصديقين، والرغبة الأكيدة في تدعيم التعاون والترابط بين المملكتين.

وتعود الصداقة البحرينية البريطانية إلى قرنين من الزمان، ويحتفل البلدان هذا العام 2016 بمرور 200 عام على بدء هذه العلاقات التي انطلقت منذ تأسيس الشركة الأولى ـ الهند الشرقية بالبحرين عام 1616، والذي تم تدشين احتفالاتها في المملكة في يناير الماضي بتوجيه من جلالة الملك المفدى وبرعاية من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة وولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
وتطورت العلاقات بين المملكتين الصديقتين بشكل واضح وفق الرؤية الثاقبة لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، وكان من أبرز نماذجها: الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين والتي منحت العلاقات بينهما زخمًا إيجابيًا يعزز من العلاقات الوطيدة التي تربط بينهما على كافة الأصعدة، وبما يضمن تحقيق مصالح البلدين الصديقين والتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.
ويحظى جلالة الملك بحفاوة بالغة على المستويات كافة في بريطانيا، ما يؤكد المكانة المتقدمة لمملكة البحرين هناك وفي العالم، والاحترام الكبير والإعجاب بالمشروع الإصلاحي المستنير الذي أطلقه جلالة الملك المفدى في وقت مبكر منذ توليه الحكم. وهذه الحفاوة تعبر عن التقدير لمساعيه بتطوير وتفعيل كل أطر العلاقات المشتركة مع بريطانيا، ومنها الجانب الرياضي، حيث كان للحركة الرياضية نصيبا من التعاون الثنائي، وأثمر عن إقامة العديد من المسابقات الخاصة بالخيل وتبادل الزيارات بين الأندية والمنتخبات في كلا البلدين إضافة إلى إقامة المدارس الكروية.
ولعل وجود حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وجلالة ملكة المملكة المتحدة إليزابيث الثانية في مهرجان ويندسور الدولي للفروسية، الذي يعد من اكبر مهرجانات رياضة الخيل في العالم، دليل واضح على قوة العلاقات التي تربط بين المملكتين الصديقتين في كافة المجالات وخاصة الرياضية منها. بل ويعتبر جلالة الملك من أكبر الراعين لهذه الرياضة ويبذل جهودًا كبيرًا لتطويرها محليًا وعالميًا، وذلك انطلاقا من أن هذه الرياضة لها جذور عربية عميقة في التاريخ، وتلقى من جلالته اهتماما خاصًا، حيث يعد جلالته فارسها الأول والداعم الأبرز لها رغبة منه في الحفاظ على إرث الأجداد وتدعيم هذه الرياضة العريقة في تاريخ الخليج العربي.
وتعد المشاركة البحرينية في مهرجان رويال ويندسور للفروسية والذي يحظى باهتمام ومتابعة كبيرين من قبل وسائل الإعلام العربية والأجنبية المختلفة ويحضره أكثر من 65 ألف متفرج من بريطانيا ومختلف دول العالم ويشهد حضور العديد من الشخصيات البارزة على المستوى العالمي، تعد ذات أثر كبير في الترويج لمملكة البحرين وإبراز اسمها في المحافل المختلفة وتفعيل توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى في الترويج للمنجزات الحضارية والتنموية التي تشهدها البحرين في المحافل الدولية خاصة وأن المملكة حققت نهضة شاملة في مجالات التنمية المختلفة تستحق أن تعرض في المحافل الدولية باعتبارها نموذجا رائدا يحتذى به.
وللبحرين الريادة في تأسيس سباقات القدرة في مهرجان رويال ويندسور للفروسية من خلال السباق الذي نظمته في فعاليات المهرجان عام 2013 والذي لاقى الاستحسان من قبل اللجنة المنظمة والملايين من متابعي السباق حول العالم، كما تعد البحرين من ابرز الدول التي ساهمت في تأسيس رياضة القدرة على المستوى الخليجي والعالمي خاصة وأنها انطلقت في البحرين في العام 2000 إضافة إلى تأسيس رياضة القدرة في المغرب وشمال أفريقيا كما قامت بتنظيم البطولة العسكرية الأولى في 2012.
وكذلك، فإن المشاركة البحرينية في مهرجان ويندسور تشكل فرصة لفرسان البحرين للاستفادة وفتح مجالات التعاون لتبادل الخبرات. كما أنها فرصة أيضًا لهم لإعطاء الصورة المشرفة لكفاءة وقدرة فرسان البحرين وإصرارهم على رفع اسم المملكة عاليا في كل المحافل. ويشارك فرسان المملكة في عروض الخيل العربية البحرينية الأصيلة حيث تنال عروضهم إعجاب الحضور حيث تكون غاية في الجمال والروعة إضافة إلى مشاركتهم في قفز الحواجز ودائما ما تكون مشاركاتهم متميزة.
ولعل مشاركة البحرين في مهرجان ويندسور لرياضة الخيول عام 2013 بمناسبة الاحتفال بمرور 70 عاما على إطلاقه كانت فريدة من نوعها، وكانت فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية والترويج لمملكة البحرين عالميًا، حيث تمت إقامة سباق القدرة في مهرجان ويندسور لأول مرة، وجاء ذلك ثمرة توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى لدعم ونشر رياضة القدرة في العالم خاصة وان المهرجان يحظى بمتابعة كبيرة من قبل جمع غفير من محبي رياضة الفروسية.
وشاركت في المهرجان ذاته هيئة الثقافة والاثار عبر ركن اشتمل على أبرز الحرف البحرينية الأصيلة إضافة إلى عروض الفلكلور الشعبي البحريني, كما تم عرض العديد من الأفلام التي تحكي واقع البحرين المتطور ثقافيا بالإضافة إلى أفلام عن اختيار مملكة البحرين عاصمة للسياحة العربية 2013 وقد حظيت هذه المشاركة بإعجاب الجميع وتوج هذا التنظيم المتميز بحضور حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه فعاليات السباق.
يذكر أن قلعة ويندسور هي الأكثر شهرة في جميع القلاع في انجلترا والعالم، ولا تزال منزل العائلة المالكة البريطانية الرئيسية وأقدم قلعة سكنية في العالم، والتي يعود تاريخها إلى وقت وليام الفاتح (1066-1087 م).