أبوذر حسين
أكد المتحدث باسم قوات التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش الكولونيل ستيف وارن، أن قوات التحالف شنت ما يقرب من 900 ضربة جوية فعالة منذ شهر مارس ضد قوات داعش الميدانية. مشدداً «إننا لا ننوي التوقف عند هذا الحد، حيث سنواصل ضرب مقرات قيادة داعش وإضعاف قدرته على القيادة والسيطرة حتى نشتت مقاتليه».
وقال ستيف وارن في حوار لـ «الوطن» إن داعش يواصل موقفه الدفاعي إلى حد كبير في حوض نهر دجلة والفرات وسوريا، لكن ذلك لا يعني أن داعش لا يقاتل بضراوة. حيث نشهد قتالاً ضارياً جداً في كل من هذه المناطق. بينما يقدم الائتلاف دعماً جوياً للقوات المحلية والوطنية التي تتصدى لداعش، والتي تقاتل ما يرسله التنظيم من مقاتلين إلى الميدان.
وأضاف، إن تركيزنا ينصب الآن على تحطيم «داعش» إلى الحد الذي يصبح فيه غير فعال عسكرياً، وسنعمل على عزل وإضعاف وعرقلة وتدمير داعش و/أو الاستيلاء على مناطقه وقدراته العملية والتنظيمية.
وأوضح المتحدث باسم قوات التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش، أن داعش خسر حوالي 40% من الأراضي المأهولة التي كان يسيطر عليها سابقاً، ومازال يخسر، وهو الآن يفقد سيطرته على هيت، مقر قيادته في الرمادي. مشيراً إلى أن التحالف الدولي ضد داعش يضم 60 دولة و3 منظمات متعددة الجنسيات تمثل القارات الخمس.
وحول استهداف البنية التحتية المالية لداعش وقدرته على تمويل عملياته الإرهابية، أكد الكولونيل ستيف وارن، أنها عنصر أساس في خطة حملة التحالف لإلحاق الهزيمة بداعش في نهاية الأمر. وأشار «الهدفان الرئيسان الكامنان وراء قدرة داعش الحيوية على تمويل نشاطه هما عملياته غير الشرعية لتهريب النفط الذي يعود عليه بالمال من بيع نفط مسروق، والمنشآت التي يكدّس فيها الأموال النقدية». مبيناً «إن التحالف يلتزم بتمكين شركائنا على الأرض من محاربة التنظيم، وتحجيم قدرته القتالية، وعزله وتفكيكه على الأرض حتى يصل إلى درجة لا يعود معها قادراً على البقاء أو العمل كتنظيم متماسك».
الوضع الميداني الراهن
- ما الوضع الراهن لقتال قوات التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق «داعش»؟ وعلى ماذا تعتمد الحملة العسكرية لهزيمة التنظيم؟
شكل التحالف العالمي في شهر سبتمبر 2014 كنتيجة للقلق الذي ساد العالم من خطر داعش على سيادة العراق، وتهديده للأمن والاستقرار العالميين، والاشمئزاز من أساليبه الإرهابية. يضم التحالف أكثر من 60 دولة، من بينها الكثير من الشركاء من المنطقة، وثلاث منظمات متعددة الجنسيات تمثل القارات الخمس. والتحالف متحد في جهود طويلة الأجل تشمل حكومات بمجملها لتفكيك داعش وإلحاق الهزيمة به في نهاية المطاف، وتهيئة الظروف لاستقرار وأمن دائمين في المنطقة.
ويظل تركيزنا الشديد منصباً على العراق وسوريا والقتال المستمر ضد داعش. إن حملتنا العسكرية لهزيمة داعش تتطلب منا الاعتماد على القوات المحلية، ودعم وتمكين جهودها بمساندة من عملياتنا الجوية الدقيقة، وتقديم المشورة والمساعدة لقيادتها وتدريب قواتها البرية وإمدادها بالمعدات. وقد مضى أكثر من ثمانية عشر شهراً منذ انطلاق الحملة التي نمارس خلالها ضغوطاً متزايدة على داعش في طول ساحة المعركة وعرضها.
- ما هي النتائج التي حققتموها في القتال ضد «داعش»؟
لقد حققنا نتائج في القتال ضد العدو، مع علمنا بأنه قتال ضارٍ ويتطلب الصبر. وأوضح مثال على مفعول حملة التحالف هو أن داعش قد خسر حوالي 40% من الأراضي المأهولة التي كان يسيطر عليها سابقاً، ومازال يخسر؛ وها هو الآن يفقد سيطرته على هيت، مقر قيادته في الرمادي.
ومن خلال ضرب قدرات داعش الرئيسة، وفي الوقت ذاته استهداف قواته الميدانية دعماً للعمليات البرية التي تتصدى لداعش، فإننا بذلك نعمل على تفكيك داعش إلى الحدّ الذي لا يعود فيه قادراً على العمل كمجموعة متماسكة مترابطة. وللضربات ضد هذه القدرات الرئيسة مفعولها هي أيضاً؛ كما أن للضربات على مصادر التمويل أثرها في العمليات الميدانية، وعلى قدرة داعش على بث حملاته الدعائية وتجنيد المقاتلين، وتوفير الدعم اللوجستي. كما أن للضربات ضد قيادة داعش أثرها على صعيد قدرة صغار قادته على القيادة والسيطرة.
مقاومة التنظيم.. والتصدي
- ما مدى المقاومة التي يبديها تنظيم «داعش» لقواتكم؟
يواصل داعش موقفه الدفاعي إلى حد كبير في حوض نهر دجلة والفرات وسوريا، لكن ذلك لا يعني أن داعش لا يقاتل بضراوة. حيث نشهد قتالاً ضارياً جداً في كل من هذه المناطق. وبينما يقدم الائتلاف دعماً جوياً للقوات المحلية والوطنية التي تتصدى لداعش، والتي تقاتل ما يرسله التنظيم من مقاتلين إلى الميدان (شن التحالف ما يقرب من 900 ضربة جوية فعالة منذ شهر مارس ضد قوات داعش الميدانية) فإننا لا ننوي التوقف عند هذا الحد. حيث سنواصل ضرب مقرات قيادة داعش وإضعاف قدرته على القيادة والسيطرة حتى نشتت مقاتليه. سنضربهم حيثما نجدهم.
- ما هي عناصركم الأساسية في خطة القضاء على «داعش»؟
استهداف البنية التحتية المالية لداعش وقدرته على تمويل عملياته الإرهابية كان ومازال عنصراً أساسياً في خطة حملة التحالف لإلحاق الهزيمة بداعش في نهاية الأمر. والهدفان الرئيسان الكامنان وراء قدرة داعش الحيوية على تمويل نشاطه هما عملياته غير الشرعية لتهريب النفط الذي يعود عليه بالمال من بيع نفط مسروق، والمنشآت التي يكدّس فيها الأموال النقدية. ويعمل التحالف على عرقلة قدرة داعش على تمويل عملياته؛ وشن منذ شهر مارس 40 ضربة جوية استهدفت 24 من المباني التي يخزن بها داعش الأموال (ما تسبب بإتلاف كميات كبيرة من الأموال النقدية) وقدراً كبيراً من البنى التحتية ومعدات النفط غير الشرعية. ومنذ بدأت عملية التحالف في استهداف النفط غير القانوني قبل عدة أشهر، والتي دمرت جانباً كبيراً من قدرة داعش على استخدام المرافق النفطية القائمة، اضطر داعش للقيام بعمليات نفطية أصغر كثيراً يستخدم فيها المصافي المتنقلة والصغيرة. لقد حطم التحالف عمليات داعش النفطية، فصار من الأصعب عليه جني المال من النفط المسروق. وبينما يغير داعش تكتيكاته ويستخدم مصافي أصغر حجماً، فإننا نواصل ضربها هي الأخرى. وسوف يستمر التحالف باستهداف وضرب محاولات داعش لسرقة النفط وبيعه.
- ما هي التزاماتكم تجاه الشركاء ميدانياً؟
يلتزم التحالف بتمكين شركائنا على الأرض من محاربة داعش، وتحجيم قدرته القتالية، وعزله وتفكيكه على الأرض حتى يصل إلى درجة لا يعود معها قادراً على البقاء أو العمل كتنظيم متماسك. وقد استطعنا خلال العام الماضي إضعاف قدرات داعش، وينصب تركيزنا الآن على تحطيم داعش إلى الحد الذي يصبح فيه غير فعال عسكرياً. سنعمل على عزل وإضعاف وعرقلة وتدمير داعش و/أو الاستيلاء على مناطقه وقدراته العملية والتنظيمية.