افتتح الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا وزير الطاقة مؤتمر القيادة الدولي 2016 صباح يوم الثلاثاء بفندق كراون بلازا تحت شعار (القيادة والاقتصاد) والذي تنظمه جمعية الإداريين البحرينية بالتعاون مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز بمشاركة محلية واقليمية ودولية رفيعة المستوى من المتحدثين والرؤساء التنفيذيين والمدراء والمهتمين من مختلف القطاعات.
وقد رحب الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا وزير الطاقة بجميع الحضور معبراً عن سعادته لاحتضان مملكة البحرين مؤتمر القيادة الدولي 2016، مشيراً سعادته إلى أن شعار المؤتمر "القيادة والنمو الاقتصادي" جاء ليبرهن على أن النمو الاقتصادي في أي عمل يعتمد اعتماداً كبيراً على القيادة والسياسات والقرارات التي تحكم وتقرر اتجاه هذا النمو، والتي قد أظهرتها الأبحاث إلى أن معدلات النمو الاقتصادية السلبية تعزى بحدٍ كبير إلى قيادة العمل المختلة وظيفياً مؤكداً سعادته على أن للقيادة ثلاث وظائف رئيسية وهي الإدارة والسلطة والإلهام.
وأضاف الوزير إلى أن التحديات الاقتصادية الجديدة تجعل وظائف قادة الأعمال أكثر تعقيداً وأن لكل مرحلة من مراحل النمو الاقتصادي تتطلب نوعية خاصة ومختلفة من المهارات القيادية. مشيراً سعادته لمقال نشرته دورية هارفارد بزنس والتي تطرقت إلى مهارة الجرأة التي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية والصين على قائمة الدول وذلك استناداً إلى الرؤى التي تم تجميعها من أكثر من 75,000 من كبار رجال الأعمال، منوهاً إلى أن الجرأة مهارة مهمة لخلق بيئة تنافسية مناسبة والتي يمكن أن تقود المؤسسات إلى الأمام مع وجود الرقابة المناسبة. مشيراً سعادته إلى أنه يجب دمج العديد من الجهات القيادية للقائد منها الجرأة والتعاون والابتكار وغيرها من المهارات الأساسية الأخرى للحصول على قيادة فعالة.
وتابع الوزير إلى أنه وفقاً لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2016 والذي يشير إلى ارتفاع مطرد لمعدل المخاطرة في العملات والسلع الأساسية ومعدلات الأرباح والتي أصبحت عواقبها تصل إلى الناس والمؤسسات والاقتصادات بشكل وشيك جداً، لافتاً سعادته إلى أن عدم الاستقرار الجيوسياسي وتعريض الشركات لإلغاء بعض المشاريع والإنتاج المنقطع وتعريض الموجودات للتلف وتقييد حركة الأموال عبر الحدود الأمر الذي اضطرت إليه الشركات الدولية لاتخاذ قرارات استراتيجية لزيادة فرص البناء والاستمرار في تحقيق نمو مستدام.
وتطرق الوزير إلى أن التكنولوجيا والرقمنة السريعة - الثورة الصناعية الرابعة – تعمل على تغيير جذري للاقتصادات وكذلك طرق إنجاز الأعمال بالإضافة إلى تقديم مخاطر بعيدة المنال المتعلقة بتغيير أنماط العمالة واتساع التفاوت في الدخل وارتفاع الاعتماد على الانترنت، ولإدارة ذلك نحتاج لنقلة نوعية حاسمة لتأمين الاقتصادات المستقرة، مشيراً الوزير إلى أهم اثنين من المخاطر الاقتصادية على المستوى العالمي وهما البطالة ونقص العمالة وكذلك سعر الطاقة الذي تصدرت المخاطر الكبيرة على الاقتصاد بما في ذلك الشرق الأوسط، موضحاً سعادته بأنه يمكن للشركات والمؤسسات بناء القدرة على التكيف من خلال توضيح الأدوار والمسئوليات وتطوير خصائص إدارة الأزمات والاستفادة من الخبرات، مؤكداً على أهمية التدريب على إدارة الأزمات لصقل المهارات والقدرات القيادية لضمان مواجهة هذه المؤسسات لأي أخطار محتملة في المستقبل.
وتابع الوزير بأن المؤسسات التي تخطت الأزمات بنجاح نتيجة القيادة الفعالة التي استطاعت مواجهة الغموض والضغوط هم الذين استطاعوا صناعة قرارات في الوقت المناسب وتوصيلها بطريقة شفافة للجميع مع خبرات متراكمة تؤهلهم معرفة متى إيقاف بعض السياسات التي قد تعيق العمل في وقت ما. مؤكداً سعادته على أنه لابد من أن يتمتع مديري المخاطر بالمؤسسات على قدرة التعرف على هذه المخاطر بسرعة وتعبئة الخبرات المهمة والجديرة بالثقة للتعامل مع هذه الأزمات، موضحاً سعادته أهمية وجود هياكل إدارية لإدارة الأزمات التي تمكن من وجود خبرات إضافية لفهم النتائج المترتبة لما بعد الأزمة ودعم اتخاذ وصناعة القرار.
وقال الوزير بأن أولئك الذين يعملون في مجال إدارة المعرفة والتدريب على القيادة يعلمون بأن قطاع الطاقة في حاجة ضرورية لمزيد من موظفي الإدارة العليا وصناع القرار المتخصصين الذين يمكنهم التعرف على طرق لاستخدام العقبات لصالحها والتوصل إلى حلول مبتكرة والحاجة إلى مبادرات إدارية فاعلة تساعد على تحويل أصول المعرفة التنظيمية في الكفاءات الأساسية والذي يتعين على الشركات الحصول على قرارات أفضل من أجل التميز في الأعمال من خلال ضمان برامج التوظيف والمشاركة وتنمية المواهب التي تناسب احتياج هذه المؤسسات المؤكدة على التلمذة وخطط التعاقب، موضحاً سعادته بأن الحاجة إلى قيادة متخصصة تتمتع برؤية واضحة لنقل المؤسسات إلى مستويات أعلى من الكفاءة المهنية والإنتاجية تجبر المؤسسات على تمديد خدمات للمديرين التنفيذيين الذين وصلوا إلى سن التقاعد إلى ما بعد مواعيد تقاعدهم. مؤكداً سعادته إلى أننا بحاجة إلى إنشاء تجمع المواهب وتحديد قادة المستقبل المحتملين إذا كنا نريد الحفاظ على اقتصاد مزدهر. لافتاً سعادته إلى أنه لا جدوى من الحصول على أفضل الاستراتيجيات مع عدم وضع الأشخاص المناسبين في أماكنهم المناسبة.
وفي هذا الصدد قال الدكتور عبد الحسين بن علي ميرزا وزير الطاقة بأن تجربة مملكة البحرين في مجال القيادة المؤسسية دائماً مشجعة حيث نؤمن بدمج الأساليب المجربة والمختبرة لتطوير قادة المستقبل وشحذ مهاراتهم الإدارية في وقت مبكر بحيث تتحول هذه القيادات إلى كبار صناع القرار في مؤسساتهم. ففي مملكة البحرين، أطلقت الحكومة الموقرة المشروع الوطني للتربية وتطوير التدريب في عام 2007 وذلك من أجل إصلاح التعليم وفقاً لمبادرة صاحب السمو الملكي ولي العهد لتحويل مملكة البحرين إلى مركز عالمي لتنمية المواهب. مشيراً سعادته إلى وجود معهد البحرين للإدارة العامة (بيبا) لتدريب العاملين في القطاع الحكومي مع توافر البرامج الإدارية المتخصصة لمديري المستقبل والموظفين الشباب الواعد. مشيداً سعادته بما توليه الهيئة الوطنية للنفط والغاز في تنمية المواهب وخطط التعاقب في جميع قطاع النفط والغاز في مملكة البحرين.
وقد أوضح الوزير بأن كل بلد يجب أن تعمل على نظام التدريب الشامل الذي يضمن فرص عمل أفضل للشباب الوطني وأن تعمل على صياغة قادة المستقبل في الحقل الذي يختارونه في بيئة محترمة ومريحة ومجتمع تشاركي. مشيراً سعادته إلى أن الحكومات ينبغي عليها أن تعتمد خيارات من السياسات لإعادة التوجيه واكتشاف المواهب وكذلك إعادة تنظيم العمل وذلك من أجل إثراء التنمية البشرية.
وفي الختام عبّر الدكتور عبد الحسين بن علي ميرزا وزير الطاقة عن بالغ شكره وتقديره لجهود مجلس إدارة جمعية الإداريين البحرينية واللجنة المنظمة للمؤتمر والمشاركين والمتحدثين والرعاة الداعمين لإنجاح هذه النسخة من سلسلة المؤتمرات للجمعية، متمنياً للجميع طيب الإقامة في بلدهم مملكة البحرين والاستفادة من الأوراق العلمية والعملية المطروحة في جلسات وفعاليات المؤتمر، ولهذا المؤتمر التوفيق والنجاح وتحقيق الأهداف التي يصبو إليها الجميع.
كما ألقى الدكتور عادل حمد رئيس مجلس إدارة جمعية الإداريين البحرينية كلمته في حفل الافتتاح وبعده ألقى الدكتور مايكل هاستينغز الرئيس العالمي لقسم المواطنة المؤسسية في شركة كي بي إم جي الدولية كلمته الرئيسية التي قام خلالها بتسليط الضوء على أهمية القيادة في تعزيز الإنتاجية ودفع النمو الاقتصادي في ظل نمو التوجّهات القائمة على الابتكار والتطوّرات التقنية.