أعلنت شركة البحرين للاستثمار العقاري (إدامة)، الذراع الاستثمارية لشركة ممتلكات البحرين القابضة (ممتلكات)، عن عزمها الشروع العام المُقبل، وبالشراكة مع القطاع الخاص، في تنفيذ مشاريع استثمارية وسياحية جذّابة في جزر حوار بقيمة تُقدَّر بحوالي 350 مليون دينار بحريني، من شأنها أنْ تُقدِّم خدمات متكاملة للزوّار وتوفِّر حوالي 3000 وظيفة وتعود بمردودات إيجابية على الاقتصاد الوطني.

وأكد القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لشركة إدامة، السيد محمود هاشم الكوهجي، خلال مؤتمر صحفي عقدته الشركة اليوم الأحد 5 يونيو، بحضور كلٍّ من الرئيس التنفيذي للتطوير في إدامة الآنسة ميراي مصطفى بابتي ونائب رئيس مجلس إدارة شركة تطوير المنطقة الجنوبية السيد أحمد محمد جناحي، أنَّ شركة إدامة تولي اهتمامًا كبيرًا وخاصًا بجزر حوار ضمن خططها المستقبلية الطموحة، وذلك انطلاقًا من التوجيهات المَلكية السامية الداعية إلى تطوير هذه المنطقة الحيوية الواقعة جنوب مملكة البحرين مع الحفاظ على طابعها الفريد الذي تمتاز به، بوصفها محمية طبيعة وموطنًا لمختلف الحيوانات، الطيور، والنباتات.

كما أكد الكوهجي أنَّه وترجمة لتلك التوجيهات السامية، فقد تشكلت لجنة برئاسة معالي نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة شركة ممتلكات، الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، تُسَمى (لجنة تخطيط وتطوير منطقة حوار)، وتضم في عضويتها عددًا من كبار المسؤولين ذوي العلاقة، وهي تهدف إلى إجراء الدراسات المتخصصة في تخطيط وتنفيذ المناطق العمرانية، ووضع المخططات العمرانية لمنطقة حوار بما يكفل تطويرها عمرانيًّا، سياحيًّا، واستثماريًّا، وإجراء الدراسات اللازمة لحصر احتياجات المنطقة من البُنية التحتية والخدمات، وإجراء دراسات لتحديد خطوط النقل بين منطقة حوار وجزر البحرين الرئيسة واقتراح وسائلها، وتقدير الميزانيات المطلوبة لتنفيذ البرامج والمشاريع للمنطقة، ومتابعة تنفيذ الخطط، البرامج، والمشاريع المختصة بذلك.

وأوضح الكوهجي أنَّ جزر حوار منطقة مؤهلة وتتوافر فيها جميع المقومات والفرص لتحقيق الرؤية الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل من خلال إيجاد قنوات جديدة لتعزيز السياحة المحلية للمواطنين، والعمل بشكلٍ متوازٍ على استقطاب السائحين من الخارج لقضاء العطلات ذات المدى القصير والمتوسط.

وتنقسم خطة إدامة الخاصة بتطوير جزر حوار إلى قسمين، وهي تهدف في مجملها إلى تعزيز حضور هذه الجزر على الخارطة الإقليمية والعالمية للسياحة. فأمّا القسم الأول فهو عبارة عن خطة تتعامل مع الوضع الحالي. في حين أنَّ القسم الثاني من هذه الخطة عبارة عن الخطة المستقبلية لتطوير الجزء الشمالي من جزر حوار. وهي استثمارات تُقدَّر تكلفتها الإجمالية بحوالي 350 مليون دينار بحريني".

من جانبه أوضح السيد أحمد محمد جناحي أنَّ منتجع حوار الحالي – الذي تديره الشركة الزميلة، شركة الجنوب للسياحة – يخضع إلى عملية تجديد شاملة، ومن المقرر أنْ يستأنف نشاطه مجددًا خلال شهر يوليو المُقبل ليعاود استقبال الزائرين بالتزامن مع عطلة عيد الفطر المبارك.

وأكد جناحي أنَّ الخطة الحالية لا تقوم على تجديد المبنى القائم وحسب، بل تقوم على تنشيط عناصر الجذْب السياحي، وذلك بإضافة الأنشطة والرياضات المائية، وتطوير المرافق الأخرى والخدمات المتوفرة في المنتجع كالمطاعم وغيرها، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنَّ قوة ومتانة البُنية التحتية للمواصلات والنقل من وإلى جزر حوار التي يوفرها أسطول شركة الجنوب للسياحة تضم أحدث وسائل النقل المتطورة والحديثة كالسفن والزوارق السريعة، وقال إنَّه إلى جانب التطوير الحالي الذي سيشهده المنتجع، فإنَّ الشركة قد عَيَّنت استشاريًّا لبناء 50 شاليهًا عالي الجودة والمواصفات في مواقع متفرقة على أرض الجزيرة، وسيتم خلال العام الجاري بناء أنموذجين لتلك الشاليهات على الجزر المحيطة بالفندق، على أنْ تضم كلُّ جزيرة شاليهًا واحدًا سيتم طرحهما للتأجير.

وأشار جناحي إلى أنَّ الشركة تعمل في الوقت الحالي على إجراء صيانة شاملة للشقق الفندقية المقابلة للفندق، وعددها 16 شقة فندقية، هذا إلى جانب القيام بعملية تنظيف الساحل، وتشجير المنطقة وتجميلها وتخضيرها بالزراعة والنخيل.

وتسعى شركة إدامة إلى إبراز الموارد الطبيعية في البحرين، والعمل على تحويلها إلى وجهات سياحية؛ ليتمتع الجميع بفرصة الحصول على لحظات استجمام فريدة من نوعها. كما يسعى فريق الشركة إلى تطوير الجزء الشمالي من جزر حوار، بصفة خاصة وعلى نحو متكامل، بما يُعزِّز الاستدامة والابتكار.

وفي هذا الجانب، أوضحت الآنسة ميراي مصطفى بابتي أنَّ خطة التطوير المستقبلية للساحل الشمالي من حوار الممتد على مسافة 100 هكتار تتكون من مرحلتين، تُعنى الأولى بإنشاء منتجع من فئة الخمس نجوم، يضم 350 غرفة إلى جانب 150 شقة وفيلا صديقة للبيئة. أمّا المرحلة الثانية فتشمل تجديد مسجد حوار الأثري الذي تمَّ بناؤه قبل حوالي 100 عام، إلى جانب إنشاء مركز متخصص في أبحاث الطيور، وسوق تراثي، فضلًا عن بناء 155 فيلا ومنتجع صحي يطل على البحر يضم 200 غرفة".

وتوقعت بابتي أنْ تشرع الشركة بالأعمال الإنشائية لهذا المشروع خلال العام المُقبل، إذْ من المُزمع الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع خلال عام 2019م، في حين أنَّ الشركة تستهدف إنهاء جميع مراحل المشروع بحلول عام 2021م.

وأكدت بابتي أنَّ الحفاظ على البيئة والارتقاء بمستوى نمط الحياة الصحي يُعدّان الركنان الأساسيان من استراتيجية التطوير لدينا، وهدف شركة إدامة الأسمى في ذلك هو بناء مشروع قادر على مواكبة كافة أنماط الحياة والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، ونسعى إلى تحويل جزر حوار إلى وجهة سياحية صديقة للبيئة تتمازج مع الطبيعة لتمنح زائريها تجربة من الرفاهية البسيطة الفريدة من نوعها.

وتأخذ جزر حوار شكل عِقدٍ منظومٍ من الجواهر، يضم 35 جزيرة تمتد على مساحة 51 مليون متر مربع جنوب شرق مملكة البحرين، ممّا يجعلها وجهة جذّابة لقضاء أوقات رائعة وصديقة للبيئة.

وتعتبر أكثر من 80% من أراضي جزر حوار محمية طبيعية، حيث تحتضن الجزر على أرضها أكبر موقع لتكاثر طيور الغاق السقطري في العالم، كما أنَّها موطن لحيوان الأطوم (أو ما يعرف محليًّا ببقر البحر) المهدد بالانقراض، والمَها والغزال العربي، إلى جانب مساحات شاسعة من الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية الخلّابة.

وفي تعليق ختامي، قال السيد محمود هاشم الكوهجي: "سيعمل كلٌّ من المشروع الجديد بشمال جزر حوار وأعمال التجديد الجارية بالفندق الحالي على تعزيز السياحة المحلية والإقليمية بالمنطقة، وستمنح الزوّار تجربة بيئية رائدة. وإنَّنا على يقين تام بأنَّ مشروع جزر حوار الذي من المتوقع له أنْ يُوفِّر أكثر من 3000 وظيفة مباشرة عند اكتماله لن يكون مجرد خطوة على الطريق الصحيح، بل قفزة تتخطى الآفاق تحمل معها رخاءً وازدهارًا اقتصاديًّا لمملكة البحرين".