أنس الأغبش
تعتزم شركة البحرين للاستثمار العقاري «إدامة»، الذراع الاستثمارية لشركة ممتلكات البحرين القابضة «ممتلكات» تنفيذ مشاريع استثمارية وسياحية متميزة في «حوار» العام المقبل بالتعاون مع القطاع الخاص بقيمة 350 مليون دينار بهدف تقدم خدمات متكاملة للزوار وتوفر حوالي 3 آلاف وظيفة وتعود بمردودات إيجابية على الاقتصاد الوطني.
وتوقع القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لشركة «إدامة» محمود الكوهجي، خلال مؤتمر صحفي عقدته الشركة مساء أمس بحضور كلٍّ من الرئيس التنفيذي للتطوير في «إدامة» ميراي بابتي، ونائب رئيس مجلس إدارة شركة تطوير المنطقة الجنوبية أحمد جناحي، أن تحقق الشركة عوائد استثمارية تتراوح بين 15 إلى 20%.
فيما كشفت شركة «الجنوب للسياحة» -التي تدير المنتجع- عن أنه سيتم افتتاح «فندق حوار» بعد شهر رمضان المبارك أي في يوليو المقبل وذلك بعد أن تم الانتهاء من تجديده بشكل كامل بكلفة تصل إلى 1.5 مليون دينار.
وأكد الكوهجي، أن «إدامة» تولي اهتماماً كبيراً وخاصاً بجزر حوار ضمن خططها المستقبلية الطموحة، انطلاقًا من التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تطوير هذه المنطقة الحيوية الواقعة جنوب البحرين مع الحفاظ على طابعها الفريد الذي تمتاز به، بوصفها محمية طبيعة وموطناً لمختلف الحيوانات، الطيور، والنباتات. وأضاف أنه ترجمة لتلك التوجيهات السامية، تشكلت لجنة برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة شركة ممتلكات، الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، تسمى «لجنة تخطيط وتطوير منطقة حوار»، وتضم في عضويتها عدداً من كبار المسؤولين ذوي العلاقة، وتهدف إلى إجراء الدراسات المتخصصة في تخطيط وتنفيذ المناطق العمرانية، ووضع المخططات العمرانية لمنطقة حوار بما يكفل تطويرها عمرانياً وسياحياً واستثمارياً وإجراء الدراسات اللازمة لحصر احتياجات المنطقة من البُنية التحتية والخدمات، وإجراء دراسات لتحديد خطوط النقل بين منطقة حوار وجزر البحرين الرئيسة واقتراح وسائلها، وتقدير الميزانيات المطلوبة لتنفيذ البرامج والمشاريع للمنطقة، ومتابعة تنفيذ الخطط، البرامج، والمشاريع المختصة بذلك.
وأوضح أن جزر حوار منطقة مؤهلة وتتوافر فيها جميع المقومات والفرص لتحقيق الرؤية الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل من خلال إيجاد قنوات جديدة لتعزيز السياحة المحلية للمواطنين، والعمل بشكلٍ متوازٍ على استقطاب السائحين من الخارج لقضاء العطلات ذات المدى القصير والمتوسط.
وتنقسم خطة «إدامة» الخاصة بتطوير جزر حوار إلى قسمين، تهدف في مجملها إلى تعزيز حضور هذه الجزر على الخارطة الإقليمية والعالمية للسياحة، حيث يتمثل القسم الأول في خطة تتعامل مع الوضع الحالي، فيما يتمثل القسم الثاني في الخطة المستقبلية لتطوير الجزء الشمالي من جزر حوار.
ولفت الكوهجي إلى أن منتجع حوار الحالي -الذي تديره الشركة الزميلة، شركة الجنوب للسياحة- يخضع إلى عملية تجديد شاملة، ومن المقرر أن يستأنف نشاطه مجددا خلال يوليو المقبل ليعاود استقبال الزائرين بالتزامن مع عطلة عيد الفطر المبارك. وتابع الكوهجي «سيعمل كل من المشروع الجديد بشمال جزر حوار وأعمال التجديد الجارية بالفندق الحالي على تعزيز السياحة المحلية والإقليمية بالمنطقة، وستمنح الزوّار تجربة بيئية رائدة..نحن على يقين تام بأن مشروع جزر حوار الذي من المتوقع له أنْ يُوفِّر أكثر من 3 آلاف وظيفة مباشرة عند اكتماله لن يكون مجرد خطوة على الطريق الصحيح، بل قفزة تتخطى الآفاق تحمل معها رخاءً وازدهاراً اقتصادياً للمملكة».
فيما قال نائب رئيس مجلس إدارة شركة تطوير المنطقة الجنوبية، إن الخطة الحالية لا تقوم على تجديد المبنى القائم وحسب، بل على تنشيط عناصر الجذب السياحي، بإضافة الأنشطة والرياضات المائية، وتطوير المرافق الأخرى والخدمات المتوفرة في المنتجع كالمطاعم وغيرها. ولفت إلى أن قوة ومتانة البنية التحتية للمواصلات والنقل من وإلى جزر حوار التي يوفرها أسطول شركة الجنوب للسياحة تضم أحدث وسائل النقل المتطورة والحديثة كالسفن والزوارق السريعة.
وأضاف جناحي «إلى جانب التطوير الحالي الذي سيشهده المنتجع، فإن الشركة عينت استشارياً لبناء 50 شاليهاً عالي الجودة والمواصفات في مواقع متفرقة على أرض الجزيرة، وسيتم خلال العام الجاري بناء أنموذجين لتلك الشاليهات على الجزر المحيطة بالفندق، على أن تضم كل جزيرة شاليهاً واحداً سيتم طرحهما للتأجير.
وأشار جناحي إلى أن الشركة تعمل في الوقت الحالي كذلك على إجراء صيانة شاملة للشقق الفندقية المقابلة للفندق، وعددها 16 شقة فندقية، إلى جانب القيام بعملية تنظيف الساحل، وتشجير المنطقة وتجميلها وتخضيرها بالزراعة والنخيل.
وتسعى «إدامة» إلى إبراز الموارد الطبيعية في البحرين، والعمل على تحويلها إلى وجهات سياحية؛ ليتمتع الجميع بفرصة الحصول على لحظات استجمام فريدة من نوعها. كما يسعى فريق الشركة إلى تطوير الجزء الشمالي من جزر حوار، بصفة خاصة وعلى نحو متكامل، بما يعزز الاستدامة والابتكار.
فيما قالت بابتي إن خطة التطوير المستقبلية للساحل الشمالي من حوار الممتد على مسافة 100 هكتار تتكون من مرحلتين، تُعنى الأولى بإنشاء منتجع من فئة الـ5 نجوم، يضم 350 غرفة إلى جانب 150 شقة وفيلا صديقة للبيئة، أما المرحلة الثانية فتشمل تجديد مسجد حوار الأثري الذي تم بناؤه قبل حوالي 100 عام، إلى جانب إنشاء مركز متخصص في أبحاث الطيور، وسوق تراثي، فضلاً عن بناء 155 فيلا ومنتجع صحي يطل على البحر يضم 200 غرفة».
وتوقعت أن تشرع الشركة بالأعمال الإنشائية لهذا المشروع خلال العام المقبل، إذ من المزمع الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع خلال عام 2019، في حين أن الشركة تستهدف إنهاء جميع مراحل المشروع بحلول عام 2021.
وأكدت أن الحفاظ على البيئة والارتقاء بمستوى نمط الحياة الصحي يعدان الركنين الأساسيين من استراتيجية التطوير لدينا، حيث تهدف الشركة إلى بناء مشروع قادر على مواكبة كافة أنماط الحياة والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وتسعى لتحويل جزر حوار إلى وجهة سياحية صديقة للبيئة تتمازج مع الطبيعة لتمنح زائريها تجربة من الرفاهية البسيطة الفريدة من نوعها. وتأخذ جزر حوار شكل عقد منظوم من الجواهر، يضم 35 جزيرة تمتد على مساحة 51 مليون متر مربع جنوب شرق البحرين، ما يجعلها وجهة جذابة لقضاء أوقات متميزة وصديقة للبيئة. وتعتبر أكثر من 80% من أراضي جزر حوار محمية طبيعية، حيث تحتضن الجزر على أرضها أكبر موقع لتكاثر طيور الغاق السقطري في العالم، كما تعتبر موطناً لحيوان الأطوم «أو ما يعرف محلياً ببقر البحر» المهدد بالانقراض، والمها والغزال العربي، إلى جانب مساحات شاسعة من الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية الخلابة.