أكد وكيل الوزارة للشئون الإسلامية الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح أن القيادة الحكيمة حريصة كل الحرص على خدمة القرآن الكريم بكافة مستوياته، وأولت كتاب الله تعالى عناية ورعاية ترجمت في العديد من المبادرات والبرامج، أبرزها: مصحف البحرين، الذي طبع بأمر من جلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ومعهد القراءات الذي يعتبر تتويجاً ونقلة نوعية لمسيرة عمل مراكز التحفيظ، والذي أنشئ بعد صدور المرسوم الملكي رقم (33) لسنة 2015م، ويتبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ويتولى إدارته مجلس إدارة من المعنيين بهذا الشأن، ومسابقة البحرين الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره بالإضافة إلى مسابقة القارئ العالمي، وهي أول مسابقة عالمية لتلاوة القرآن الكريم عبر شبكة الإنترنت، تعبر حدود الجغرافيا لتصل لكل مسلم في العالم، دون التفات إلى جنس أو لون أو انتماء، لافتاً إلى أن كل تلك المبادرات تقام بتوجيه ورعاية سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى.
جاء ذلك خلال حفل تكريم الخريجين والمراكز الفائزة في التقييم السنوي لعام 2015م، والذي أُقيم مؤخراً بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، وحضره وكيل الوزارة للشئون الإسلامية نيابةً عن راعي الحفل معالي وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة.
وأضاف المفتاح قائلاً: تم تشغيل "مركز إبراهيم خليل كانو للإقراء الإلكتروني"، خلال شهر سبتمبر 2015م، حيث سعت الوزارة من خلال هذا المركز إلى توظيف التقنيات الحديثة للإسهام في إتاحة المجال وفتح بابٍ أوسع لفئات كثيرة من فئات المجتمع الذين حالت ظروفهم دون الالتحاق بمراكز وحلقات تعليم القرآن الكريم، وجاءت فكرة إنشاء مركز قرآني إلكتروني ينتظم للتدريس فيه عدد من المعلمين والمعلمات من أصحاب الخبرة والكفاءة في تعليم تلاوة القرآن الكريم وحفظه تحقيقاً لهذا الهدف، مشيراً إلى أن هذا المركز يهدف إلى التأكيد على أهمية التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم، أساساً لفهمه وتطبيقه، وتسهيل تعلمه وتعليمه لأكبر عدد من فئات المجتمع، وتشجيع الحفَّاظ على تعاهد القرآن الكريم ومراجعته، فضلاً عن الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمالية والتقنية المتاحة، ودعم جهود مملكة البحرين في الارتقاء بالخدمات الإلكترونية المقدمة للأفراد والمؤسسات.
بعدها ألقى الدكتور عبدالجليل الأنصاري رئيس مركز ابن الجزري الإسلامي كلمة المراكز والحلقات القرآنية الفائزة في التقييم السنوي لعام 2015م، أشاد فيها باهتمام القيادة الحكيمة بالقرآن الكريم، وحرص الحكومة الموقرة على دعم وتطوير هذه المراكز القرآنية الفاعلة والتي ساهمت في خدمة الإسلام والمسلمين، مُثنياً على جهود جميع العاملين في إدارة شئون القرآن الكريم وعلى رأسهم الشيخ عبدالله قحطان العمري مدير الإدارة.
واضاف أن التنافس في حفظ كتاب الله وتجويده ودراسة علومه والأنشطة المساندة له، ليس كالتنافس على حطام الدنيا الزائل، بل هو من أعظم القربات وأرفع الدرجات، لقوله تعالى): (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، وقوله صلى الله عليه وآله سلم: (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه)، فالتنافس في نيل شرف هذه الخيرية والدخول تحت ظلها فضلٌ لا يُضاهيه فضل.
وقال: بفضل الله ثم بجهود الإخوة والأخوات القائمين على هذا التقييم فإن المراكز آخذة في التقدم والتميز والعطاء المستمر عاماً بعد عام، ولاشك أن من يعمل يفرح ويُسر عند قطف ثمرة عمله ونتيجة جهده الطيب، مهنئاً المراكز والحلقات القرآنية الفائزة في التقييم السنوي لعام 2015م.
ثم ألقى الطالب محمد عبدالسلام الحوسني كلمة الخريجين، ثمن من خلالها حرص الوزارة الدؤوب على دعم أهل القرآن الكريم الذين هم أهل الله وخاصته، معبراً عن فخرهم وسعادتهم بمدى انتشار مراكز تحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه في ربوع مملكة البحرين، حتى بلغ عددها أكثر من مئتي مركزاً لخدمة الدارسين والدارسات من المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة المباركة، مشيراً إلى أن هذا الانتشار إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام القيادة الحكيمة بالقرآن الكريم وحرص الحكومة الموقرة على دعم وتطوير هذه المراكز القرآنية الفاعلة والتي ساهمت إلى حد بعيد في خدمة الإسلام والمسلمين، مثمناً جهود العاملين والمتطوعين المحتسبين الذين نذروا أنفسهم لتدريس القرآن الكريم وتعليمه في كافة مراكز تحفيظ القرآن الكريم والذين ساهموا في تخريج العشرات من خيرة الحفاظ والمئات من المجودين.
وأضاف الحوسني قائلاً: إن فرحتنا اليوم نحن الخريجين ليست مجرد نيل الشهادة بل إن فرحتنا الحقيقية هي أننا قد أصبحنا ـ بإذن الله تعالى ـ مؤهلين لحمل الرسالة وأداء الأمانة خدمة لبلدنا وأمتنا، وإذا كنا نعيش اليوم نهضة مباركة في جميع الميادين تُنبىء بمستقبل مشرق ـ بإذن الله تعالى، فإنني أدعو بصدق وإخلاص جميع الإخوة المعلمين والطلاب والمهتمين بشؤن القرآن الكريم في مملكة البحرين أن يضاعفوا جهودهم وأن يوسعوا من دائرة بذلهم في هذا المجال، من أجل غرس آياته ومعانيه وقيمه في قلوب الناس وتجسيدها في حياتهم، كما ادعو اخواني الذين لم يلتحقوا بهذه المراكز المباركة أن يسارعوا بالالتحاق بها من أجل اتقان قراءة القرآن الكريم وتجويده فضلاً عن حفظه وتفسيره.
بعدها تفضل كلاً من وكيل الوزارة للشئون الإسلامية ومدير إدارة شئون القرآن الكريم بتكريم المراكز والحلقات القرآنية الفائزة في التقييم السنوي لعام 2015م، والخريجين في حفظ القرآن الكريم وعلم القراءات وعلم التجويد.