تراجع عدد المسلسلات المصرية المخصصة لموسم رمضان لهذا العام مقارنة مع ما كان عليه في السنوات السابقة، في ظاهرة يفسرها نقاد بالاوضاع الاقتصادية المتردية، يضاف اليها تجنب التطرق الى مواضيع باتت تعد ذات حساسية.
ويعرض على شاشات القنوات الفضائية لهذا العام ثلاثون مسلسلا، علما ان عددها كان يناهز الخمسين في السنوات الماضية.
ففي العام الماضي، عرض 45 مسلسلا، في انحسار طفيف عن العام الذي سبقه وعرض فيه اكثر من خمسين مسلسلا، وهو عدد راوح حوله عدد المسلسلات في السنوات التي قبلها ايضا.
ويرى نقاد ان هذا التراجع متأثر بالدرجة الاولى بالاوضاع الاقتصادية التي تعيشها مصر.
ويرى الناقد احمد سعد ان "الاوضاع الاقتصادية المتردية اثرت على مصاريف الاعلانات التي تراجعت بشكل واضح العام الماضي".
اضافة الى ذلك، "تراجعت مساهمة رأس المال الخليجي عن الانتاج التلفزيوني" على ما اوضح.
ويأتي التراجع هذا العام ليس على صعيد عدد المسلسلات فقط، لكن ايضا في المواضيع التي تتطرق لها، خصوصا في الجوانب السياسية الداخلية، ودور الاجهزة الامنية المختلفة.
فقد باتت غالبية المسلسلات المعروضة تقتصر على بعض القضايا الاجتماعية والكوميدية المختلفة، علما ان القضايا السياسية وانتقاد اجهزة الدولة والبحث عن عمق الازمات الاجتماعية المصرية كانت هي المواضيع الطاغية في السنوات الماضية، وخصوصا في السنوات القليلة التي تلت الاطاحة بالرئيس حسني مبارك عام 2011.

- بين جيلين - وباتت المسلسلات المخصصة لشهر رمضان في السنوات الماضية موزعة بين جيلين من الممثلين، جيل كبير يتربع على عرشه ممثلون اصبحوا جزءا من الذاكرة المصرية والعربية للاعمال السينمائية والتلفزيونية عامة ومسلسلات رمضان خاصة، مثل يحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز وعادل امام واخرون، وجيل من الشباب استطاع اثبات حضوره وجذب نسب كبيرة من المشاهدين.
ويتوقع المراقبون ان يحقق الفنان عادل امام في مسلسل "مامون وشركاه" لابنه رامي امام وتأليف يوسف معاطي، اعلى نسبة مشاهدة كما جرى في اعوام سابقة رغم كل الانتقادات التي كانت توجه لهذه المسلسلات التي لم تضف جديدا لرصيده والتي كانت تركز على شخصه اكثر من اي حبكة درامية او جهد اخراجي.
ويحتل يحيى الفخراني، على عادته، مكانة خاصة في موسم رمضان، مع مسلسل "في بيتنا ونوس" لابنه شادي الفخراني وتأليف عبد الرحيم كمال.
وهذه المكانة حققها الفخراني على مدى اكثر من 40 عاما خصوصا بعد دوره الشهير في مسلسل "ليالي الحلمية" الذي سجل اعلى نسب مشاهدة مع بدء عرض اجزائه في الثمانينات.
ومن المنافسين الكبار ايضا الفنان محمود عبد العزيز في مسلسل "راس الغول"، وهو ايضا ذو مكانة كبيرة لدى المشاهد العربي بفضل ادوار كثيرة له ابرزها دوره الشهير في "رأفت الهجان". اضافة الى ليلى علوي وخالد الصاوي في مسلسل "هي ودافنشي"، والفنانة يسرا في مسلسل "فوق مستوى الشبهات".
ويقدم الممثل الشاب محمد رمضان، الذي استطاع ان يحقق اعلى ايرادات بين ابناء جيله خلال الاعوام الثلاثة الماضية، مسلسل "الاسطورة"، مؤديا فيه دورين.
وتطل الممثلة نيللي كريم في مسلسل "سقوط حر" لشوقي الماجري متعاونة للمرة الرابعة مع كاتبة السيناريو مريم نعوم. وكان هذا التعاون استطاع ان يحقق نسب مشاهدة عالية في السنوات الماضية، ولا سيما في مسلسل "ذات" المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للروائي المصري صنع الله ابراهيم، ومسلسل "سجن النسا".