من المتوقع أن يشهد المستثمرون في بورصة البحرين وفرة أكبر للسيولة بعد الإعلان اليوم عن طرح صندوق جديد يهدف إلى تنشيط التداول في جميع قطاعات السوق.
ويحظى صندوق البحرين للسيولة بدعم من عدد من المشاركين في السوق، ويبلغ حجم رأسماله 100 مليون دولار أمريكي تم تمويله نقدًا وبأسهم، وسوف يكون صانعًا للسوق من خلال تقديم عروض بيع وشراء لمعظم الأسهم المدرجة في البورصة وبمدى فرق معقول بين سعر البيع وسعر الشراء لتمكين المستثمرين من تداول أسهمهم.
ومن أجل ضمان الالتزام بأعلى معايير الحوكمة، سيقوم مجلس رقابة وإشراف يضم ممثلين عن المستثمرين المؤسسين بتقييم ومتابعة أعمال الصندوق وأدائه بشكل منتظم.
ويهدف الصندوق من خلال تحسين السيولة إلى التعامل مع أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الاستثمار في الأسهم المدرجة في بورصة البحرين أقل جاذبية، على الرغم من القيم الجذابة السائدة في السوق. فالنقص في السيولة اليوم يؤدي إلى التداول في الأوراق المالية بخصم على قيمتها الفعلية ومقارنةً بأسعار تداول أوراق الشركات الإقليمية المماثلة. ولذلك فإن صندوق البحرين للسيولة يساعد على التقليل من ذلك الخصم على المدى المتوسط إلى الطويل.
إلى جانب ذلك، سوف يساعد الصندوق على اجتذاب مستثمرين جدد وتنشيط التداول في بورصة البحرين، كما أنه من المتوقع أن يساعد الشركات المحلية على جمع رأس المال، ويهيئ لها المزيد من المصادر البديلة لتسهيلات التمويل عوضاً عن الاقتراض من المصارف، والحصول بالتالي على التمويل المناسب لتمكينها من النمو.
وكانت بورصة البحرين قد شهدت عددًا من المبادرات في الأشهر الأخيرة بهدف تحسين أداء بورصة البحرين ، منها إطلاق مؤشر البحرين الإسلامي (أول مؤشر في دول مجلس التعاون الخليجي متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية ومبادئها)، وإصدار لوائح صناديق عهدة الاستثمار العقاري، وطرح السندات الحكومية البحرينية وسندات الخزينة.
وقد علق الشيخ خليفة بن إبراهيم آل خليفة، الرئيس التنفيذي لبورصة البحرين قائلاً: "إن الأسواق المالية تلعب دورًا هامًا في تمويل النمو في جميع القطاعات في مملكة البحرين، وهي قادرة على تمكين الشركات من تحقيق نمو أسرع وإيجاد المزيد من فرص العمل والمساهمة في الازدهار الاقتصادي، ولكنها لا تستطيع ذلك إذا لم تتوفر السيولة الكافية".
وأضاف: "يشكل صندوق البحرين للسيولة جزءًا من سلسلة من المبادرات التي تسهم في تحسين بورصة البحرين وزيادة حركة التداول فيها وتعظيم قدراتها لما فيه منفعة الشركات والمستثمرين".
وأعربت نجلاء الشيراوي، الرئيس التنفيذي لشركة الأوراق المالية والاستثمار (سيكو) عن سرورها بطرح صندوق البحرين للسيولة قائلةً: "إن هذا الصندوق قد جاء ثمرةً للتعاون بين سيكو وعدد من المستثمرين الأساسيين في السوق بالاضافة إلى دعم مصرف البحرين المركزي و بورصة البحرين، ونحن نتقدم بخالص شكرنا للجميع على مساهمتهم ودعمهم غير المسبوق لتنفيذ هذه المبادرة".
وأضافت الشيراوي: "تساهم الأسواق المالية التي تتمتع بسيولة عالية في تحقيق منافع حقيقية للاقتصاد الوطني، فالسوق المالية نعتبر بمثابة القلب النابض لأي اقتصاد، يتم عبرها توظيف المدخرات في استثمارات طويلة الأمد، وتستطيع السوق المالية المتطورة والمزدهرة الإسهام بدرجة كبيرة للوصول إلى معدلات نمو اقتصادي أعلى واقتصاد أكثر تنوعًا".