أكد مسؤولون في محلات بيع المواد الغذائية وجود إقبال على شراء متطلبات ليلة القرقاعون مثل «الفول السوداني – السكسبال»، والحلويات، والبطاطس، و(المينو)، متوقعين انخفاضاً بنسبة تتراوح بين 40% إلى 65%.
وأرجعوا ذلك إلى توجه أهل المدن لتوزيع الحلويات المغلفة، وثبات أهل القرى على الموروثات التي تقضي بتوزيع «السكسبال»، مبينين أن مصادفة القرقاعون مع الإجازة الصيفية قلل مبيعاتهم، خصوصاً وأن عدداً كبيراً من المدارس كانت تحتفل بهذه الفعالية وتشتري مستلزماتها من هذه المحلات.
وقال مشرف المبيعات في مؤسسة يوسف كريم للمواد الغذائية عقيل يوسف «يرتفع الطلب على أنواع الحلويات والشوكولاتة التي يوزعها الأهالي ضمن القرقاعون، وكذلك أنواع البطاطس و(المينو)»، مبيناً أن المواطنين بدؤوا بالإقبال على شراء الحلويات، متوقعاً أن تستمر المبيعات حتى ليلة القرقاعون، باعتبار أن القرقاعون موسم انتعاش المبيعات في شهر رمضان.
وأوضح يوسف أن أسعار الحلويات والشوكولاتة تتراوح من دينار واحد إلى 5 دنانير، فيما تتراوح أسعار البطاطس و(المينو) من دينار إلى 3 دنانير، مضيفاً «يعد القرقاعون إحدى الفعاليات الرمضانية المتوارثة لدى عامة أهل البحرين، ورغم كل التطورات التي شهدتها كافة مظاهر الحياة إلا أن البحرينيين مازالوا محتفظين بهذا الموروث الثقافي والاجتماعي بأزيائه القديمة التقليدية».
وتعتبر القرقاعون من أهم العادات الرمضانية الشعبية في المجتمع الخليجي، وتعد أهم المناسبات عند الأطفال، والقرقاعون أو القرقيعان عبارة عن سلة كبيرة مصنوعة من سعف النخيل يوضع بداخلها خليط من المكسرات من النخيل والفول السوداني (السكسبال) والجوز والتين المجفف إلى ‏جانب بعض الحلويات،‏ ومعناها الصحيح لغوياً: «قرة العين في هذا الشهر». فالقرة هي ‏ابتداء الشيء، وبمرور الزمان تحورت الكلمة، وصارت تنطق «قرقاعون أو قرقيعان.
وتوقع صاحب محمصة الديرة عادل سبت أن تنخفض مبيعاتهم من (الفول السوداني – السكسبال) لقرقاعون رمضان بنسبة 65%، مرجعاً ذلك إلى انخفاضها في قرقاعون شهر شعبان إلى 75%، مبيناً أنه يبيع سنوياً 1200 كيلو من «السكسبال»، إلا أنه نزلت مبيعاته هذا العام إلى 300 كيلو.
وأضاف «ومن أسباب تراجع بيع «السكسبال» كذلك هو فصل الصيف، فالكثير من الناس يفضل أن يوزع على الأطفال المأكولات الجاهزة مثل البطاطس و(المينو) والحلويات المغلفة».
وبين سبت أن الليلة التي تسبق القرقاعون تشهد تزاحم الناس على شراء أنواع الحلويات والمكسرات المخصصة للتوزيع في ليلة القرقاعون، مبيناً أن المخزون يكفي ويزيد للمناسبة، إذ إن الناس يتهافتون على شراء الكميات اللازمة للتوزيع.
ومن ضمن استعدادات محمصته لليلة القرقاعون قال سبت «لدينا خلطات خاصة من «السكسبال» والحلويات والعلكة لليلية القرقاعون زنة كيلو غرام بدينار، وتباع خلطة «السكسبال» والمكسرات والحلويات والعلكة وعلكة اللبان زنة 1.5 كيلو غرام بـ3 دنانير.
كما تباع الأكياس الصغيرة المزينة الخاصة بالأطفال في ليلة القرقاعون والتي تحتوي على حلويات بسعر يتراوح بين 200 فلس إلى 500 فلس، فيما وتتراوح أسعار المجسمات الأخرى التي تشكل جزءاً من القرقاعون بين دينار إلى دينارين للدرزن. وبخصوص مبيعات الحلوى والمتاي والمكسرات وأنواع حلويات التمور كالمعمول وغيرها قال «لا يكون عليها إقبال في القرقاعون، وتنشط مبيعاتها قبل ثلاثة أيام من عيد الفطر المبارك».
واتفق مدير المبيعات في مؤسسة ميثم للمواد الغذائية جعفر إبراهيم مع سبت من ناحية انخفاض مبيعات «السكسبال»، إذ أكد أن مبيعاتها تراجعت مقارنة بالعام الماضي في حدود 40%، واستدرك إبراهيم «يرتفع الطلب على (السكسبال) في القرى على عكسها في المدن، والسبب راجع إلى تمسكهم أكثر بالعادات والتقاليد والموروثات القديمة، فيما يذهب أهل المدن إلى توزيع الحلويات و(المينو) وبعض الألعاب، فنحن نبيع قرابة 2000 كيلو في القرقاعون من (السكسبال) على أهالي القرى»، متوقعاً أن ترتفع مبيعات القرقاعون لتزامنها مع موعد صرف الرواتب.
وأضاف إبراهيم «القرقاعون واكب المستجدات والتغيرات التي صاحبت ظروف الزمن ومتغيرات العصر، فبعد أن كان في الماضي يقتصر على توزيع الحلويات والمكسرات وربما بعض القطع النقدية من قبل بعض الأسر الميسورة الحال في أكياس من الأقمشة يحملها الأطفال، أصبح الآن هناك أكياس وأزياء وكذلك ملصقات وبطاقات خاصة للمناسبة». وبحسب العادات والتقاليد الخليجية فإن القرقاعون تعني الشيء المخلوط المتعدد الأصناف، والمقصود هنا المكسرات، وما تكاد الشمس تغرب ‏حتى يتناول الأطفال إفطارهم على عجل، ثم يأخذون في التجمع والسير في شبه مظاهرة حاملين حول أعناقهم أكياس القرقاعون، مرددين أهازيج القرقاعون وأناشيده الشعبية.‏ ومن المميز للعب الأطفال في هذه المناسبة مرورهم على البيوت لتجميع المكسرات والحلوى.