يقول ادريان هاورد حاملا قطعة قماش حريرية في يده "لقد بدأت اصمم قبعات بدافع التسلية اولا الا ان هذه الهواية استحالت شغفا".
في الطابق الثاني من متجر "فورتنم اند مايسن" الفاخر جدا وحده صوت آلة الخياطة المتواصل يقطع صفو المكان ويشهد على الجهد الذي يضعه صانع القبعات خلال فترة سباقات اسكوت للاحصنة التي تشهد اعتمار قبعات خارجة عن المألوف.
ويقول صانع القبعات الاربعيني الانيق "الصيف هو موسم العمل المثقل عندنا، فهناك سباقات اسكوت والدربي... اعتبارا من نيسان/ابريل وحتى نهاية ايلول/سبتمبر اكون منشغلا جدا".
وادريان هاورد متخصص في تصميم قبعات النساء لان قبعات الرجال اقل اثارة "الا اذا كانت قبعة خارجة عن المألوف لنجم روك".
ويقول صانع القبعات انه يحب خصوصا فترة سباقات اسكوت التي تفرد حيزا مهما للقبعات "الغريبة والمبالغ بها" على غرار احد تصماميمه الاخيرة وهي عبارة عن ربطة كبيرة من قماش التول الاسود والدوائر الملونة.

- اجواء اسكوت - وتتجلى اجواء اسكوت من خلال امرأة تدخل مرتدية فستانا من ستة الوان الى سبعة، وتطلب منه ان يدخل لونا اضافيا الى قبعتها على ما يروي صانع القبعات. ويقول بحماسة "هذا الامر حلم بالنسبة لي".
وهو يعمل خصوصا في حديقة منزله في جنوب شرق انكلترا حيث اقام مشغلا الا ان ادريان هاورد يتوجه مرتين في الاسبوع الى لندن لوضع اللمسات الاخيرة على تصاميمه والقيام بجلسات قياس والاجتماع بزبوناته.
ويوضح "انا اعمل هنا منذ العام 2009. انا صانع القبعات الاول الذي يعمل لدى فورتنوم اند مايسن وهذا شرف عظيم لي" مشددا على ان المتجر الفاخر الكبير في بيكاديلي سيركس هو الوحيد الذي لديه مصمم قبعات خاص به.
وقد درس ادريان هاورد تصميم القبعات في شمال انكلترا على مدى ثلاث سنوات "بعدها انتقلت الى لندن حيث تدربت على يد فيليب سامرفيل الذي كان مصمم قبعات الملكة وقد علمني كل اسس المهنة" على ما يؤكد.
الا ان افراد العائلات المالكة ليسوا زبائن ادريان الوحيدين. وهو يؤكد ان لديه زبونات مختلفات جدا.
ويوضح "يأتين من اجل زواج او مناسبة ينبغي فيها اعتمار قبعة وهو امر يحصل اكثر فاكثر في انكلترا لحسن الحظ".

- حرية الابتكار - ويقول ان الوقت الذي يمضيه على كل من تصاميمه وسعرها الذي لا يقل عن 300 جنيه استرليني (حوالى 420 دولارا) "رهن بالزينة التي نضعها على القبعة والتفاصيل المضافة اليها. ويراوح العمل على قبعة بين يوم واحد واسبوعين.
ويتحدث عن زبونة من دبي طلبت ان يزين قبعتها بحجارة شواروفسكي لكن فقط من الجانب الذي يراه زوجها.
ويوضح "بعض النساء يعرفن تماما ما يردن ويعرفن الطراز الذي يليق بهن مثل النساء الارستقراطيات اللواتي اعتمرن قبعات طوال حياتهن ربما".
لكن تأتي اليه احيانا نساء لم يسبق لهن ان اعتمرن قبعة.
وتشكل تلك النساء غير المعتادات على الصورة التي تعسكها المرآة عند اعتمارهن قبعة التحدي الاكبر و"اللذة الاكبر ايضا لاسباب عدة".
ويؤكد ان الرغبة بالابتكار هذه هي التي تجعله لا يتحمس كثيرا للعمل لدى الملكة بشكل دائم مع انه سبق ان صمم قبعات لافراد من العائلة المالكة.
ويعتبر ان الامر سيكون "مقيدا من الناحية الابتكارية" مشيرا الى حبه "لاناقة هوليوود" العشرينات والثلاثينات عندما كانت الملكة تعتمر قبعات بحافة صغيرة لكي يتمكن المصورون من رؤية وجهها.