كتبت – مروة العسيري: طالبت فعاليات وطنية بأن يكون لدرع الجزيرة مقر عسكري دائم في البحرين، واعتبرت أن دخول القوات الخليجية المشتركة للبحرين بمثابة نواة للكونفدرالية التي أصبحت اليوم وبعد مرور سنة على أزمة البحرين وتواجد الدرع بالمملكة ضرورة حتمية، مشيرين إلى أن هناك سببين رئيسين لا يجعلون من دخولها للبحرين “احتلالاً” كما يدعيه البعض ممن يُوجهون من الخارج: أولهما طلب القيادة ودعوتها لدرع الجزيرة، وثانياً أن وجود هذه القوات هو بمثابة تفعيل لاتفاقية موجودة وموقعة سابقاً بين البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة، وأكدوا أن البحرين ليست الأولى التي استخدمت هذه الاتفاقية، فلقد طبقتها الكويت في التسعينات، وثمنت الفعاليات دور قوات درع الجزيرة في بعث الطمأنينة والاستقرار في نفسية الشعب البحريني وكذلك شعوب المنطقة، انطلاقاً من أن الخطر الذي هدد البحرين هدد جميع دول مجلس التعاون، خصوصاً بكثرة التهديدات الملوحة في الأفق من إيران وتحركها ومحاولاتها لصيد البحرين ومشاطرتها مع أذنابها بالداخل والخارج. مقر دائم للدرع واعتبر النائب حسن الدوسري أن كل أيام السنة المنصرمة هي أيام درع الجزيرة الذين بدخولهم للبحرين دخل معهم دعم إخواننا من دول مجلس التعاون وأدخلوا الطمأنينة لنفوس المواطنين الذين كانوا يترقبون وقوف الأخوة في الخليج معهم في أزمتهم المؤسفة، وأشار إلى “أن ماحدث في البحرين السنة الماضية حتم على القيادة دعوة الدرع بحسب الاتفاقية بين دول مجلس التعاون، حيث لم تكن البحرين هي الوحيدة التي استخدمت درع الجزيرة وطلبت منه أن يقف معها وسبقتها دولة الكويت الشقيقة والتي كان له الدور البارز في تحريرها من العدوان والاحتلال الذي باغتهم من غير علمهم”. وأكد الدوسري أن دخول درع الجزيرة دحر محاولات كل المغرضين بالبحرين سواء كانوا داخلها أو خارجها وأفشل مخططاتهم المشتركة المحبوكة في الظلام وهم أنفسهم من يحاولون ترويج هذا اليوم بدخول الاحتلال السعودي على البحرين، مطالباً “ أن يستمر وجود درع الجزيرة بالبحرين وأن يكون لهم مقر دائم فيها ومعسكر كبير، ليكون نواة الجيش الموحد في دول مجلس التعاون وتمهيداً للكونفدرالية الخليجية التي ينادي بها جميع شعوب دول المجلس، واعتبر أن وجود معكسر لهذا الدرع في كل دول مجلس التعاون هو ضرورة حتمية في ظل وجود مخاطر وأطماع حول هذه الدول الشقيقة، حيث إن الكونفدرالية والجيش الموحد تاتي بحسب اتفاقية وليس لها أي تأثير على سيادة هذه الدول. الاحتفاء بدخول الدرع ودعا النائب عبدالرحمن بومجيد جميع المواطنين للاحتفاء بذكرى دخول درع الجزيرة للبحرين وفي بداية اهتمام دول الخليج العربي بضرورة توحدهم في السياسات الخارجية والدفاع المشترك والاقتصاد، وقال:«كان لدخول درع الجزيرة الأثر النفسي العظيم على شعوب هذه المنطقة المترابطة عرقياً وثقافياً واستراتيجياً الاثر الكبير بالطمأنينة والثقة والاستقرار”، مطالباً “جميع مواطني البحرين بالاحتفاء بدرع الجزيرة وتكريمه وشكره بعد مرور عام على وجوده في أراضي البحرين، ووصف جهود الدرع بالصورة المثالية لتعاضد الاخوان وتكاتفهم في وجه المخاطر والاطماع. ردع التدخلات الخارجية وقال بومجيد إنه حق قيادة البحرين تفعيل اتفاقيات الدفاع الخليجي المشترك بطلبها لدرع الجزيرة بالدخول إلى أراضيها وحماية منشآتها الحيوية، فلا يخفي على الجميع وخصوصاً المواطنين البحرينيين ما مرت به البلاد قبل دخول الدرع بأيام عندما بدأت الأمور تخرج عن سياقها وبدأ المتمردون بكشف أقنعتهم المتخفية وراء شعارات السلمية، وأكد قدرة القوات البحرينية على ردع ومواجهة المناوشات والتعامل معها وفق الأطر القانونية، ولكن وجود درع الجزيرة كان واضحاً أنه تحسباً لدرء أي تدخلات خارجية من التي كانت تلوح في الأفق. بقاء القوات وكشف بومجيد أن شعب البحرين بسبب ما مر به من محنة أصبح يطالب وبقوة باستمرار تواجد هذه القوة المتحدة الخليجية على أراضيه، وأن يكون الاتحاد أقرب لتتكاتف الجهود مع أبناء العمومة في مجلس التعاون وتنهمر المقترحات في جميع مؤسسات هذه الدول مطالبة بالكونفدرالية الخليجية”، ووصف الأخطار التي تحيط بدول الخليج العربي بأنها واحدة وهي ما يعي اليها اولياء الامور والقادة منذ التسعينات، حيث إن درع الجزيرة كان موجوداً ويتدرب تدريبات جماعية من منتسبي جميع هذه الدول في الجيش. القنوات المأجورة واستهجن بومجيد ما يردده البعض من أن درع الجزيرة جيش سعودي احتل البحرين!، وأكد أن هذا هو ما تردده القنوات المأجورة والتي تسعى لتحقيق أطماع من يدعمها في المنطقة، وأوضح أن درع الجزيرة خليط من قوات مشتركة لجميع دول مجلس التعاون الخليجي، وأكد البحرين هي بوابة العبور لدول مجلس التعاون سعياً لتفكيكها والحصول على خيراتها، وقال إن البحرين، بوجود قوات الدرع، هي الحصن المنيع في وجه التهديدات والتحركات المستمرة للتدخل في شؤون البحرين. ردع التدخلات الإيرانية وقال خبير التنمية البشرية د.عبدالله المقابي إن وجود درع الجزيرة في البحرين لا يختلف عليه أي أحد، وهي قوات أُسست للحفاظ على منظومة دول الخليج العربي والبحرين جزء منها، وكان للدرع الدور الأكبر أيضاً في الدفاع عن دولة الكويت، مشيراً إلى “ ان درع الجزيرة دخل للبحرين وتمركز عند المنشآت الحيوية لحمايتها والتصدي لأي محاولة اختراق أو عدوان، خصوصاً العدوان الخارجي حيث كانت هناك تهديدات جدية من إيران بالتحديد”، وأضاف:« ولم تكتف ايران بإيحاتها وتهديداتها من حين لآخر، وإنما أرسلت زوارق تم ضبطها من القوات القطرية وكذلك تجرأت على إرسال سفينة محملة بالمساعدات ظاهراً مع علم إيران اليقين بأن البحرين غنية وليست في حالة حرب ولا تحتاج إلى أي مساعدات”. بيع السلطة لإيران وأكد مقابي أن دخول الدرع للبحرين كان في توقيته المناسب، حيث كانت هناك مبادرات جدية من المتحالفين بين بعض الأشخاص المعدودين على الأصابع من المنقلبين مريدي الجمهورية وبين شباب 14 فبراير والجمعيات السياسية المشاركة في أحداث البحرين الذين لا يملكون المقومات ولا القوة ولا القدرة على ادارة السلطة، مضيفاً “ ما كانوا يسعون إليه واضح وضوح الشمس حيث إنهم كانوا يحاولون بيع السلطة للجمهورية الأم وهي إيران ، وقال:«هنا يكون دور درع الجزيرة وتفعيل الدفاع المشترك في المحافظة على الهوية العربية بطلب من القيادة الرشيدة”. وأوضح المقابي أن الاحتلال معناه الهجوم المباغت دون علم أهل المنطقة بينما أهل البحرين استقبلوه بالورود والفرح والأهازيج، فلا يوجد مجال للتشكيك في أهداف وجود هذه القوات في البحرين”، مطالباً “ بالضغط على الحكومة وأصحاب القرار في السلطات لتفعيل الكونفدرالية الخليجية الموحدة واستمرار وتقوية درع الجزيرة أكثر لخدمة مطنقة الخليج العربي ودحر الأطماع الخارجية عنه”. تفعيل الامتداد الاستراتيجي ووصفت د.هالة صليبيخ دخول درع الجزيرة البحرين بأنها اللحظة التي شعر فيها الشعب البحريني بان بلاده المختطفة رجعت وشعر الجميع بالأمان والاستقرار النفسي كوننا شعرنا بدعم أخوتنا وأهلنا في دول المنطقة الخليجية العربية، ومن هنا كان تفعيل الامتداد الاستراتيجي مع الأشقاء. ترحيب وتهليل واستذكرت صليبيخ مظاهر الطمأنينة والارتياح في عيون ووجه الشعب البحريني الذي خرج مهللاً ومرحباً بدرع الجزيرة ولهفة البحرينيين للأمان الذي افتقدوه في تلك الفترة، وإحساسهم بالإقصاء والتهميش، مستغربة كيف يتجرأ البعض ويقول عنه احتلال ألم يشاهد المرحبين بالقوات من شعب البحرين!”، مؤكدة “ أن تمركز قوات درع الجزيرة في معسكرها أو عند المنشآت الحيوية في البحرين هو دليل على أن الهدف من وجود الدرع واضح وهو درء الخطر الخارجي عن البحرين”، متحدية “من يقول إنه بحريني بالرغم من الاختلافات في السلوكيات والمظاهر الموجودة أن يكون مختلفاً بأن وجود درع الجزيرة لحماية البحرين من المخاطر الخارجية فمن يختلف عن هذا الاقتناع فليسمح لي، فهو لايتكلم بلسان البحريني”. ونوهت صليبيخ إلى أن دخول درع الجزيرة جاء التزاماً من مملكة البحرين باتفاقية الدفاع المشترك بينها وبين دول المجلس الموقعة منذ سنين طويلة، والبحرين لم تكن اولى الدول التي استخدمت هذه الاتفاقية فسبقتها الكويت، مستغربة “ ممن ينددون بدخول درع الجزيرة ويتناسون ان الدرع موجود بحسب طلب من القيادة وان القيادة فعلت اتفاقية وقعت عليها من سنين، ويسمون دخول الدرع للبحرين بالاحتلال، في حين هم انفسهم يستذبحون أنفسهم لجر البحرين في اتفاقيات حقوق إنسان يحاولون استخدامها من حين لآخر في الضغط على حكومة البحرين وهدم كل إنجاز حقيقي قامت به القيادة مع شعبها “، مؤكدة من ينادي في جميع تحركاته ومؤتمراته بأن تلتزم البحرين بالاتفاقيات التي وقعتها في مجال حقوق الإنسان والصحة والتعليم وغيرها فلماذا يستثنون اتفاقية الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون ؟ وتساءلت :هل لأنها لا تناسب أهدافهم؟. التمركز حول المنشآت وأكد النائب د.جمال صالح أن الاستنجاد بالدرع جاء للتمركز حول المنشات الحيوية وليس للدخول الي المدن والطرقات وليس مهمتهم أن يكونوا في مواجهات مع المتظاهرين والناس كما يروج البعض، مؤكداً “جاء هذا القرار من دول مجلس التعاون والبحرين تفعيلاً لاتفاقية الدفاع المشترك بينهم ، وتساءل :« كيف يكون دخول درع الجزيرة هو احتلال؟ ، حيث إن المعروف أن الاحتلال يكون بدون موافقة جميع الأطراف على عكس ما حصل بالبحرين التي دعت قيادتها هذا الدرع المشترك ، ووكيف يكون احتلال وهو عبارة عن تفعيل اتفاقية موجودة سابقاً منذ سنين طويلة؟. تضليل الخارج وقال رجل الأعمال والناشط السياسي سميح رجب إن من يدعون أن وجود درع الجزيرة هو احتلال سعودي هم أنفسهم على علم بأن قوات درع الجزيرة اتفاقها الأساس للحماية المشتركة بين دول المجلس من أي تهديد خارجي، مشيراً الى إننا كنا جميعاً مهددين في تلك الفترة والكل يعرف ذلك وحتى هم يفهمون ما نقصد، وأكد أن وجود الدرع بالبحرين هو تواجد طبيعي ليس عليه غبار قانوني، ومن يدعي غير ذلك فهو باطل. وأوضح رجب أن من يصفون الدرع بالاحتلال يحاولون الالتواء ووضع التبريرات الإيهامية للجمهور العام وخصوصاً الخارجي، مبيناً أن محاولاتهم مكشوفة وهي استعطاف وتضليل للرأي الخارجي الذين هم بعيدين كل البعد عن هذه المعلومات والاتفاقيات الخليجية، وقال إن على دول مجلس التعاون العمل على ترسيخ مفهوم الوحدة ونشر بنود الاتفاقيات القديمة بينها عن طريق تجسيد الأحداث واستغلال هذه الاتفاقيات في تفعيل الكونفدرالية المطلوبة، ونوه إلى أن مجلس التعاون قام أساساً على الكونفدرالية التي لا تمس سيادة اي دولة منذ ثلاثة عقود، ولكن لم تكن هذه الاتفاقيات مفعلة واكتفوا بالتعاون، ولفت إلى أنه حان الوقت لتفعيل الكونفدرالية الحقيقية في السياسات الخارجية والدفاع المشترك والاقتصاد.