أدان خطباء المساجد بالمملكة في صلاة الجمعة أمس، الجرائم الإرهابية التي حدثت في محيط المسجد النبوي الشريف، ومنطقة القطيف ومدينة جدة بالمملكة العربية السعودية مؤخرا باعتبارها جرائم بشعة تتنافى مع كافة التعاليم الدينية والقيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، كما تناولوا في خطبهم الطريقة التي يتآمر بها أعداء الأمة على الإسلام والمسلمين، مشيدين بالإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية لمحاربة الفكر الإرهابي بكافة صوره وأشكاله.
وأكد الشيخ عدنان القطان في خطبته بجامع الفاتح الإسلامي «أن الجرائم المنكرة التي وقعت في مملكة البحرين، وفي بلاد الحرمين الشريفين وبدولة الكويت، وفي العراق وفي تركيا وما وقع في بعض الدول العربية والإسلامية في الأيام الماضية، من تخريب وتفجير في الأماكن العامة وفي المساجد ودور العبادة، واعتداء على المصلين، ورجال الأمن وقتل للأبرياء والآمنين المطمئنين، جرائم بشعة ومنكرة وغريبة على نسيج مجتمعاتنا المتوافقة المتآلفة، التي يتعايش فيها المسلمون من السنة والشيعة وغيرهم في سلام وأمان منذ عصور طويلة وأزمنة مديدة، ويحرص كل طرف منهم على الوئام مع شركاء الوطن، فضلاً عما يجمع بينهم من روابط الدم والقرابة، وحسن الجوار».
وأشار إلى أن «الأحداث المفزعة والغريبة تتوالى على خليجنا وعلى بلاد العالم الإسلامي بلداً تلو الآخر، تنشر فيها الفتن، وتحدث فيها الاضطرابات، وتفجر المرافق العامة والمساجد، وتخلف قتلى وجرحى ومصابين، وتصنع إحناً ومحناً، وتفرق الصفوف، وتنشئ الفوضى».
وأكد القطان أن يد الغدر تضرب بقوة في بلاد المسلمين، ولا يفتأ الماكرون والحاقدون عن بث المكائد، وزرع الأحقاد، ونشر سموم الفتن، غير آبهين بدين ولا حرمة ولا دماء؛ وهناك أيادي مجرمة تسعى في خفاء، وتضرب في عمياء، وتنضح حقداً ومكراً، وتخلف وراءها أهوالاً، وتدع العقلاء في حيرة، وتذهب بصفاء البلاد وهدوئها، وتعكر صفوها، وتبدد شمل أهلها».
وأضاف «أن الأمن مطلب عزيز وكنـز ثمين هو قوام الحياة الإنسانية كلها، وأساس الحضارة المدنية أجمعها، تتطلع إليه المجتمعات، وتتسابق لتحقيقه السلطات، وتتنافس في تأمينه الحكومات، تسخر له الإمكانات المادية، والوسائل العلمية، والدراسات الاجتماعية والنفسية، وتحشد له الأجهزة الأمنية والعسكرية، وتستنفر له الطاقات البشرية، مطلب الأمن يسبق طلب الغذاء، بغير الأمن لا يستساغ طعام، ولا يهنأ عيش، ولا يلذ نوم، ولا ينعم براحة، قيل لحكيم: أين تجد السرور؟ قال: في الأمن، فإني وجدت الخائف لا عيش له».
فيما استنكر خطيب جامع أحمد بن خليفة الظهراني بمدينة الحد الشيخ صلاح بوحسن في خطبته أشد الاستنكار التفجيرات الأخيرة بالمملكة العربية السعودية والتي كان آخرها التفجير الفاجر الآثم بالمدينة النبوية الذي وقع بالقرب من الحرم المدني.
وأضاف أن التفجير والتدمير حرام بل من الموبقات، وجاء في قتل المسلم من نصوص الكتاب والسنة القطعية ما تقشعر منه الجلود، وتنفر منه النفوس السوية، وقال «إذا كان إزهاق الأرواح البريئة، وإسالة الدماء المعصومة من أعظم المنكرات والكبائر، التي قال عنها الجبار جل جلاله: «ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزآؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً»، والتي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه، وماله، وعرضه»؛ فما بالكم بالتفجير عند الحرم النبوي الشريف؟!!!! فهذا من أفجر الفجور والطغيان.
فالخوارج قاتلهم الله لم يراعو في تفجيرهم الآثم الفاجر حرمة المدينة النبوية ولا حرمة الحرم المدني الشريف، حيث جاء في الصحيحين عن عليٍ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: المدينة حرم ما بين عيرٍ إلى ثورٍ، فمن أحدث فيها حدثاً، أو آوى محدثاً، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامةة صرفاً، ولا عدلا».
وأوضح أن «الخوارج وأصحاب التنظيمات السرية سهم مسموم في جسد الأمة، وأن من أبرز آفاتهم صفة الجهل بالكتاب والسنة، وسوء فهمهم، وقلة تدبرهم، وتعقلهم، وعدم إنزال النصوص منازلها الصحيحة».
وبين أن من صفاتهم المذمومة الغلظة والجفوة، وأنهم شديدو القسوة والعنف على المسلمين، وبلغت شدتهم حداً فظيعاً، فاستحلوا دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، فروعوهم وقتلوهم، أما أعداء الإسلام من أهل الأوثان، وغيرهم فقد تركوهم! وادعوهم فلم يؤذوهم! فهذا واقع لا يستطيع أحد أن ينكره فجروا في كل مكان حتى الحرم المدني لم يسلم منهم كما حدث مؤخراً من تفجير قذر عند مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بينما لم ولن نجد أي تفجير في جمهوريتهم جمهورية الشر والفتن؟!، وهذا أكبر دليل لأصحاب العقول المدركة بأنهم من صنيعتهم. وقال بوحسن: الواجب عينا تجاه هذه المؤامرة، أن نلتف جميعاً حول ولاة أمورنا وفقهم الله ضد الأعداء وكيدهم، قال تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»؛ جاء في تفسير ابن ابي حاتم عن ثابت بن قطبة، قال: سمعت عبد الله بن مسعودٍ يخطب وهو يقول «يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة، فإنهما حبل الله الذي أمر به».
الشيخ إبراهيم الحادي، استنكر في خطبته بمدينة عيسى أمس، التفجير الإرهابي الذي استهدف المصلين في الحرم النبوي بالمدينة المنورة، مشدداً على حرمة الدم بصفة عامة، وما يمثله العمل الإجرامي الأخير من بشاعة وقبح بسبب قربه من قبر الرسول عليه الصلاة والسلام، ومحاولة استهداف المصلين الآمنين في الحرم النبوي أثناء صلاة المغرب في شهر رمضان.
وقال الحادي «إن من يفعل مثل ذلك ليس من الإسلام ولا يمت للدين الإسلامي السمح بصلة، بل إنه عدو لله ورسوله ولكل مسلم يأمن لبيت من بيوت الله أو أتى من أقصى بلاد العالم ليزور قبر الرسول الأعظم في الشهر الأكرم، شهر رمضان، واستشهد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «أن من أخاف أهل المدينة ظلماً أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً».
وتساءل الحادي مستغرباً: «كيف لإنسان أن يتجرأ على هذا الوعيد من الله ورسوله، ويسفك الدم الحرام، فلابد أن هؤلاء من الجهلاء، وأن من دعمهم ليس بمسلم ولا يحب الله ورسوله، فهؤلاء ليسوا إلا خوارج عن دين الله ويريدون تدمير كل شيء جميل خلقه الله عز وجل.
وأكد الحادي أن من يفعل هذه الجرائم انحرف فكريا وقال إن الفكر لا يقارعه إلا فكر، وينبغي على الحكومات والشعوب أن يتحدوا للتصدي ومواجهة هذا الفكر الضال، مبينا أساليب أعداء الأمة في محاولة استهدافها بعقول ضالة تسعى في خراب الأرض.
واختتم بالدعاء أن يحفظ الله بلاد الحرمين الشريفين وسأل الله أن يوفق ولاة الأمور في صد العدوان، وأن ينجي المسلمين من كيد الأعداء الذين رموا الأمة أجمع بسهم واحد يستوجب على الجميع التوحد لمجابهته.
وأدان خطيب جامع خليفة بن موسى بحالة بوماهر الشيخ عيسى الحسن التفجير الإرهابي بالمدينة النبوية وقال «لا ينكر نعمة الله على السعودية والخليج العربي إلا جاحد أو حاقد، فالناس يأتون إليها من كل بلاد الأرض يطلبون رزق الله الذي هيأه لعباده فيها».
وأشار إلى أن «ما حدث في بلاد الحرمين أمر عظيم وهو سفك للدماء المعصومة من مسلمين وغيرهم بغير حق، وانتهاك للحرمات وإرهاب لعباد الله المؤمنين وترويع للآمنين وإتلاف للأموال العامة والخاصة من قبل أناس غلوا في دين الله فحصل منهم من الشرور العظيمة والمخازي المؤلمة ما يندى له جبين أهل الحق وأهل السنة».
وقال «إذا اتفقت كلمة علماء أهل السنة وغيرهم في هذا البلد وفي غيره، على حرمة هذه الأعمال لما فيها من اعتداء آثم وإجرام شنيع وهو خيانة وغدر، وهتك لحرمات الدين في الأنفس والأموال والأمن والاستقرار ولا يفعله إلا نفس فاجرة مشبعة بالحقد والخيانة والحسد والبغي والعدوان وكراهية الحياة والخير، ولا يختلف المسلمون وغيرهم في تحريمه، ولا في بشاعة جرمه وعظيم إثمه والآيات والأحاديث ي تحريم هذا الإجرام وأمثاله كثيرة معلومة، وأشد حرمة اذا كان في أحد الحرمين الشريفين».
وأضاف أن «أهم الأسباب فيما جرى من تلك الأحداث الإرهابية المؤلمة هي الغلو في الدين والتكفير وعدم طاعة ولاة الأمور، فنتج عن هذه الثلاث التفجير والترويع وسفك الدماء بغير حق، واجتمع مع هذه الثلاث؛ تسفيه العلماء وازدراؤهم وإسقاط مكانتهم في نفوس الناس حتى يستطيعوا إلقاء ما يريدون بلا حجة ولا بينة من كتاب الله ولا من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وحتى ينصرف الناس عن علمائهم الكبار فلا يعرفون – بعد ذلك الحق من الباطل».
وفي خطبته بجامع الخير قلالي استنكر الشيخ صلاح الجودر العمليات الإرهابية التي حدثت في المدينة المنورة والقطيف وجدة، مشيراً إلى أن تلك الأعمال الإرهابية لم تكن دوافعها دينية ولا وطنية، بل دوافعها سياسية لصالح أعداء الخارج، ألم يعلم أولئك الأغرار بأن ما يحضون به من أموال ونساء وملذات وتسهيلات إنما هو من التخطيط ومكر السيء؟!، ألم يعلم أولئك الأغرار بأن غاية ما يقومون به هو إشاعة الفوضى وإثارة الفتن وافتعال الصدام بين أبناء المجتمع الواحد، ومن ثم تسليم المنطقة إلى أعدائها لتغير هويتها وتقسيمها؟!».
وأضاف الجودر «لنعلم جميعاً بأن الدولة المحرضة على الإرهاب بالمنطقة هي إيران، فما فتئت هذه الدولة منذ قيامها عام 1979 عن التحريض المباشر للعنف والإرهاب والقتل، ولمن شاء فليتأمل في 4 دول عربية وضعت إيران أياديها وأصابعها الملوثة فيها، العراق وسوريا ولبنان واليمن، فماذا كان حال تلك الدولة سوى الخراب والدمار والقتل والتهجير، حتى أصحبت دولاً فاشلة مع ما تملكه من ثروات بشرية وطبيعية».