أظهرت دراسة ألمانية أن الكثير من العاملين في قطاع الإعمار والمزارعين مهددون بالإصابة بسرطان الجلد بسبب تعرضهم للأشعة فوق البنفسجية فترات تتجاوز حد الأمان، وتبين الدراسة التي أعدها باحثو معهد الصحة والسلامة المهنية التابع للهيئة الألمانية للتأمين الرسمي ضد الحوادث أن نسبة الأشعة فوق البنفسجية التي يتعرض لها هؤلاء العاملون أكثر ثلاث مرات من نسبة الأشعة التي يتعرض لها آخرون يعملون في المزارع أو في توزيع البريد على سبيل المثال. وقد نشرت نتائج هذه الدراسة الاثنين في برلين، وتعترف شركات التأمين منذ عام 2015 بسرطان الجلد الأبيض كأحد الأمراض المهنية.
وبحسب هيئة التأمين الرسمي ضد الحوادث، إن لدى الهيئة نحو 5000 حالة اشتباه بالإصابة بسرطان الجلد. وهناك هيئة تأمين مشابهة في القطاع الزراعي بألمانيا ولم تكن هناك حتى الآن معلومات كافية عن مجموعات العاملين الأكثر تعرضا للأشعة فوق البنفسجية.
ويحمل أكثر من 600 من الذين يؤدون أعمالا خارجية في قطاع الإعمار والزراعة جهازا لقياس جرعات الأشعة فوق البنفسجية أثناء العمل في أشهر الصيف وذلك في إطار الدراسة منذ عام 2014. وتقوم هذه التقنية بحساب الإشعاع فوق البنفسجي الذي يتعرض له هؤلاء العاملون في الفترة بين الساعة السابعة والنصف صباحا وحتى الساعة الخامسة والنصف مساء ويقوم الحاسوب بتحليل هذه البيانات مرة كل أسبوع.
وحصل الباحثون خلال الدراسة على بيانات 65 ألف يوم عمل حتى الآن. وتظهر هذه البيانات أن النجارين المعماريين والعاملين في الطرق والخرسانات والبنائين يليهم ببعض الفارق البستانيون ومزارعو الخضروات معرضون كثيرا لخطر هذه الأشعة.
وأظهرت الدراسة أيضا أن جميع من شملتهم الدراسة معرضون لكمية كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية بشكل يستوجب اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد احتمال تعرضهم للسرطان. ويعتزم الباحثون دراسة أسباب اختلاف درجة تعرض العاملين لهذه الأشعة.
ويمكن أن يتسبب التعرض لكمية مفرطة من الأشعة فوق البنفسجية على مدى فترة طويلة للإصابة بالسرطان الأبيض أو ما يعرف بسرطان الخلايا القاعدية الذي يصيب 3 من كل 10 من أبناء العرق الأبيض حسبما أظهرت بيانات سابقة. وتنشأ هذه السرطانات عقب التعرض لأشعة شمس شديدة أو لفحة شمسية في الطبقة العليا من الجلد.