رفع المخرج الجزائري رشيد بوشارب التحدي ليكون أول سينمائي يتطرق إلى قضية انضمام الأوروبيين إلى تنظيم داعش في سوريا عبر فيلمه "الطريق إلى اسطنبول " الذي يتنافس على جائزة الوهر الذهبي في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي.

وكتب بوشارب (62 عاما) السيناريو مع ثلاثة كتاب من بينهم الجزائري محمد مولسهول. وتدور القصة حول الممثلة البلجيكية أستريد ويتنال التي تؤدي دور أم تعيش في الريف البلجيكي مع ابنتها إلودي (18 عاما) التي تقوم بدورها الممثلة بولين برليت،

ويبدأ الفيلم بمشهد للفتاة ايلودي (بولين برليت) التي ترتدي الحجاب وتقف أمام الكاميرا وتمسك في يدها وريقات كتبت عليها بعض الكلمات، تستبدلها بغيرها، الواحدة تلو الأخرى، وتقول الأسطر التي تظهر عليها للمشاهدين إنها اعتنقت الإسلام، وارتدت الزي الإسلامي وأنها أدركت أن كل ما كانت تفعله في حياتها في الماضي كان خطأ، وقامت بنشر هذا الفيديو على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك باسم مستعار.

وتتعاقب الأحداث حين تظهر ايلودي مرة أخرى في قاعة تغيير الملابس بالقاعة الرياضة التي تمارس فيها كرة السلة، وتمارس ايلودي الصلاة دون أن يراها احد وتقرر ترك الفريق الرياضي، لتلتقي صديقا لها يبدو عربيا.

وتخبر ايلودي والدتها بأنها ستذهب للمبيت عند صديقتها، ومع مرور الوقت تحاول الوالدة أن تتصل بابنتها دون جدوى، وبعد عمليات بحث غير مضنية تكتشف أن ابنتها في تركيا وعازمة على التوجه إلى سوريا بغرض الجهاد فقد اعتنقت الإسلام، ودون ملل يساعد المخرج ايلودي لتؤكد الخبر لوالدتها عبر سكايب وتخبرها أيضا أنها ستتزوج قريبا.

وتسافر والدة ايلودي إلى تركيا لتبحث عن ابنتها، وبعد مبيت لليال قليلة ومحالة الدخول إلى سوريا للوصول إلى الرقة مكان تواجد ابنتها تعثر اخيرا عليها في المستشفى بتركيا مبتورة الرجل بعد تعرضها لتفجير قضى فيه كل أصدقائها نحبهم، وتستيقظ ايلودي ولا تزال راغبة في الذهاب إلى سوريا للاستشهاد واللحاق بجماعتها في الجنة، هكذا تنتهي هذه القصة .

لقي هذا العمل السينمائي موجة انتقادات كبيرة فالفيلم الذي يبدأ من لحظة إعلان الفتاة البلجيكية اعتناقها للإسلام لم يظهر القصة الحقيقية لهذا التوجه للفتاة التي تعيش في وضع اجتماعي مريح رغم كون والدته امرأة مطلقة، ولم يتحدث الفيلم عن طريقة تعرف الفتاة على العربي الذي أظهره بوشارب متطرفا، ولا حتى أساليب إقناعه للفتاة البلجيكية.

وركز الفيلم طيلة مدة عرضه على معاناة انسانية للوالدة المكلومة التي تشق طريقها بحثا عن ابنتها التي لا نراها إلا مرتين في البداية والنهاية رغم كونها محورا رئيسيا لهذا العمل.

وقامت البطلة الرئيسية في الفيلم بدورها كما يجب، وجسدت معاناة شديدة لام فقدت ابنتها التي غادرت فجأة بغرض القتال في سوريا، وبدا واضحا أن البطلة وحدها من أتقنت الدور، فجل الممثلين العرب اخفقوا في أداء أدوارهم ومن بينهم الممثلين الجزائريين الذي شاركوا في العمل باعتبارهم من السورويين، لكنهم أخفقوا في اللهجة وبدت مشاركاتهم ارتجالية غير جدية.

ويتحدث الممثلون العرب مرة باللغة الفصحى ممزوجة باللهجة الجزائرية، وظهر بوشارب وهو مخرج العمل مخفقا مرات عديدة حين عجز عن إخفاء معالم المدينة الجزائرية تلمسان التي صور فيها على أساس أن القصة تحدث في مدينة هاتاي التركية، لقد اخفق حتى واظهر العلم الجزائري الذي رفرف واضحا للعيان.

اخفق الفيلم في طريقه المليء بالعثرات السينمائية، حتى ولو بدا واضحا أن العمل صنع تحت الطلب الأوروبي، وعجز العمل تقنيا وضمنيا في بناء عمل يُضاف إلى مسيرة هذا المخرج الجزائري، الذي قدم فيلما ضعيفا ليشارك به في مهرجان وهران للفيلم العربي.