فقدت السينما المصرية، فجر الثلاثاء، المخرج البارز محمد خان أحد أفضل المخرجين وكتاب السيناريو الذين أثروا الحياة السينمائية، بعد أن نهلوا من علم وخبرة رائد الواقعية المخرج الكبير صلاح أبو سيف.
فقد عمل خان في بداية مشواره مع أبو سيف الذي كان يدير الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي في بداية ستينيات القرن الماضي، ثم دخل إلى عالم الإخراج ليصبح واحدا من أبرز مخرجي الواقعية الجديدة، ضمن جيل ضم عاطف الطيب ورأفت الميهي وأحمد النحاس.

ويحتل فيلم "زوجة رجل مهم" الذى أخرجه محمد خان عام 1987 مكانة بارزة في تاريخ الإنتاج السينمائي، ورغم أنه شريط سينمائي يروي قصة درامية، وثق خان في هذا الفيلم حدثا سياسيا مهما هو الانتفاضة التي شهدتها مصر في منتصف عصر الرئيس أنور السادات.

وأثبت خان، مع كاتب الفيلم رؤوف توفيق، أن الحدث كان "انتفاضة شعبية" ولم يكن "انتفاضة حرامية" كما كان السادات يكرر دائما.

كما يعد فيلم "أيام السادات" واحدا من الأعمال البارزة التي قدمها خان في مسيرته، وقدم خلاله، عبر الممثل العملاق أحمد زكي، وثيقة سينمائية تجسد أهم الملامح الرئيسية في حياة السادات، منذ بداية اشتغاله بالسياسة، مرورا بوصوله لمقعد الرئاسة، وانتهاء باغتياله في 6 أكتوبر 1981 .

وبلغ سجل الأفلام التي قدمها خان للسينما المصرية 24 فيلما منها "ضربة شمس" بطولة نور الشريف، و"أحلام هند وكاميليا" بطولة نجلاء فتحي، و"الحريف" بطولة عادل إمام، و"في شقة مصر الجديدة" لغادة عادل، وأيضا "فتاة المصنع" الذي نال عنه جائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين من مهرجان دبي السينمائي الدولي في 2013.

وتكشف أفلام خان حرصه على تقديم قضايا الناس، خصوصا المهمشين والفئات الأولى بالرعايا.

ورغم أن خان كان حريصا في أفلامه على تجسيد الواقع السياسي والاجتماعي المصري على مدى عقود لم يحصل على الجنسية المصرية سوى عام 2014، فقد ولد خان في القاهرة عام 1942 لأب باكستاني وأم مصرية.

وكان من المقرر أن يصدر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كتيب عنه بعنوان "سينما محمد خان"، في دورته المقبلة بمناسبة تكريمه في المهرجان، ولكن الرحيل المفاجئ لخان سيحول بينه وبين حضور ذلك التكريم.