قال الكاتب الصحافي طارق الحميد، إن تحريض الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر البحرينيين لمقاطعة سباق الفورمولا1 دليل طائفية احتجاجات البحرين، داعياً عقلاء الشيعة لإدانة اجتماعه مع المعارضة البحرينية في قم الإيرانية مؤخراً. وأضاف في مقال نشرته صحيفة (الشرق الأوسط)، أن الاعتداء بـ«المولوتوف” على أحد الوفود المشاركة بالسباق جاء في وقت لحظ فيه تصعيد إيراني ضد البحرين. واستنكر الحميد أن يصل الأمر بمقتدى الصدر إلى تحريض البحرينيين على مقاطعة الفورمولا1، بعد أن التقى بمن اعتبرهم أحد مواقع الأخبار الإيرانية “ثواراً” بحرينيين في قم الإيرانية، ووصفها بـ«الطائفية بعينها”، خاصة أن الصدر نفسه تعرت مواقفه كثيراً، وتحديداً في سوريا التي يقتل الشعب فيها يومياً على حد قوله. واستبعد الحميد عامل الصدفة في أن تشهد البحرين اعتداءً بـ«المولوتوف” على أحد الوفود المشاركة بسباق الفورمولا 1، في وقت يلحظ فيه تصعيد إيراني ضد البحرين، وقال “يبدو أن الصدر يسهم فيه بشكل أو بآخر، فها هو الصدر يدعو البحرينيين إلى مقاطعة سباق الفورمولا 1، ويجتمع بمن وصفوا أنفسهم بالثوار البحرينيين في قم، وكم هو لافت أن اللغة الفارسية تسمي الثوريين انقلابيين”. ولفت إلى أن موقع (مشرق نيوز) الإيراني، أبرز خبر خطبة الصدر بمن وصفوا بـ«الثوار” البحرينيين، وتساءل “إذا كان الصدر من يوجه معارضة البحرين وشيعتها ومن قم، كيف يمكن القول إن ما يحدث في البحرين ليس طائفية؟ هل هناك طائفية أكثر من ذلك؟ خاصة أن الصدريين المحسوبين على إيران هم من يدعمون وينافحون عن بشار الأسد الذي يقتل السوريين يومياً منذ قرابة 13 شهراً، ولا يزال مقتدى الصدر مثله مثل الشبيح حسن نصر الله، يطالب السوريين بمحاورة الطاغية الأسد”. وأوضح كاتب المقال “هنا قد يقول البعض إنه لا يجوز التعميم في القصة البحرينية، سواء بالقول إن المعارضة أو الشيعة البحرينيين كلهم مع الصدر الإيراني وهذا صحيح، ولكن عندما يفرز العقلاء أنفسهم بالمشهد البحريني، فأين الصوت الشيعي البحريني العاقل أو المعتدل الذي خرج وأدان تصريحات الصدر عن سباق الفورمولا 1؟ أو أدان اجتماع المعارضة البحرينية بالصدر في قم”. وأضاف “لم نسمع صوتاً عاقلاً، أو أصحاب رؤية نقدية حقيقية للمشروع الطائفي الشيعي في المنطقة، فعقلاء السنة مثلاً، تصدوا للمتطرفين الذين أرادوا أن يقرروا مصير الأمة من تورا بورا، لكن لم نسمع من عقلاء الشيعة، وتحديداً بعد ما سمي زوراً “الربيع العربي”، نقداً حقيقياً ضد من يريدون تقرير مصير الشيعة من قم أو من خلال حسن نصر الله أو الصدر”. وعدّ تدخلات الصدر وقبله نصر الله في الشأن البحريني “دليلاً صارخاً على طائفية مقيتة تضرب البحرين، وهي ما يحرك المعارضة البحرينية وتحديداً الشيعية، خاصة التي لم تفرز نفسها عن متطرفي قم والضاحية وخلافها، أو قل أبناء إيران”. وقال “لا يفيد المعارضة البحرينية الشيعية، وغيرها من شيعة المنطقة، التخفي تحت مطالب الإصلاح والتشدق بها، ما داموا يرتضون تدخل شخصيات متطرفة مثل نصر الله والصدر، أو مواقف رجل مثل أحمدي نجاد، الذي يعتبر أول رئيس إيراني يزور الجزر الإماراتية المحتلة، فما يتناساه المعارضون أو الثوار أو الانقلابيون من شيعة البحرين وغيرهم، أن الصدر غطاء عار بالعراق وسوريا، فكيف به في البحرين والخليج العربي؟”.