كشف موقع "جوبال ريسك إنسايتس" أن المملكة العربية السعودية هي البلد الأكثر استهدافا بالهجمات الإلكترونية في الشرق الأوسط، وأن إيران أكثر من يستهدفها إلكترونيا، ما يجعل المملكة تواجه تحديا جديدا يتعلق بالأمن السيبراني بجانب التحدي الأمني التقليدي والهجمات الإرهابية.
ونوه التقرير الصادر مساء أمس الاثنين إلى أن الهجمات الإكترونية على المملكة وصلت عام 2015 إلى 160 ألف محاولة هجوم يوميا.
برغم تطوير الأمن الإلكتروني في المملكة، لا يزال هناك غياب واضح للاستراتيجيات والسياسات والأطر القانونية الوطنية، كجزء من برنامج التحول الوطني ورؤية عام 2030، والذي يهدف لتحول رقمي على مستوى المملكة لتحسين المنشآت التقنية ودفع عجلة الابتكار، وتنمية القوى العاملة عالية المهارة.
لماذا تستهدف المملكة؟
ويشير تقرير «جلوبال ريسك» إلى أن «الإمكانيات الرقمية والالكترونية الكبيرة للسعودية تجعلها هدفا مميزا للهجمات الالكترونية حيث تمتلك المملكة أكبر عدد من المشتركين في خدمة الإنترنت في العالم العربي»، فقد زاد عدد المشتركين بما يقرب من 30% منذ عام 2010، كما يمثل السعوديون 40% من مستخدمي موقع تويتر، ويمثلون 10% من مستخدمي موقع فيس بوك على المستوي العربي، ومن المتوقع أن تتضاعف التجارة الإلكترونية بحلول عام 2020.
سبب أخر يجعل السعودية الهدف المفضل والأول للهجمات الالكترونية في الشرق الأوسط هو «الوزن الإقليمي للمملكة التي تعد أحد أبرز دول المنطقة وقائدة لمجلس التعاون الخليجي حيث يزيد تأثيرها ونفوذها وعلاقاتها على المستوى العربي، وكذلك العالمي من شهية قراصنة الإنترنت سواء كانوا دولا أو أشخاصا».
أيضا هناك تحالف السعودية مع عدد من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وعلاقاتها القوية مع دول ذات نفوذ عالمي، ما يجعل منها هدفا محبذا للهجمات الالكترونية.
وساعد علي زيادة الهجمات، اعتماد المملكة المتزايد على التكنولوجيا الرقمية في قطاعات حساسة مثل النفط والغاز والخدمات المصرفية والاتصالات، حيث تعد أكبر مصدر للنفط في جميع أنحاء العالم وتمتلك ثاني أكبر قطاع مصرفي في العالم العربي.
إيران العدو الإلكتروني الأول
ويشير التقرير إلى أن إيران هي العدو الالكتروني الأول للسعودية، بسبب سياستها المناهضة للسياسة التوسعية الإيرانية.
ويشير التقرير إلى أن الهجوم الالكتروني الأبرز لإيران على المواقع السعودية كان سنة 2013 من خلال فيروس «شمعون» الذي استهدف شركة أرامكو السعودية العملاقة والذي قضى على 85% من أجهزة الشركة مما تسبب في إغلاق عمليات الشركة لمدة أسبوعين.
كما قامت إيران خلال العام الماضي، بحملات تجسس إلكتروني على المؤسسات المالية، ومؤسسات أمنية، ومواقع حكومية.
وأشار التقرير إلى وجود عدد من الجهات الأخرى التي تستهدف المملكة إلكترونيا، مثل الشركات التابعة للجيش الإلكتروني اليمني المدعوم من الحوثيين، إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية.