قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح, إن إنتاج المملكة من النفط الخام يشهد طلبًا مرتفعًا في معظم أنحاء العالم, منوهًا بأن بلاده تعمل على إعادة التوازن بين العرض والطلب لدعم أسعار النفط.
وقال المهندس الفالح في حديث لوكالة الأنباء السعودية, إن إنتاج النفط السعودي ارتفع إلى 10.67 مليون برميل خلال الشهر الماضي، "لتلبية الزيادة في الطلب الموسمي خلال فصل الصيف وكذلك لتلبية الطلب المرتفع من عملائنا"، مشيرا الى انه "على الرغم من الشعور السائد في السوق البترولية حالياً، لايزال إنتاجنا من النفط الخام يشهد طلبًا قويًا في معظم أنحاء العالم، لا سيما وأن العرض من خارج منظمة أوبك قد شهد انخفاضًا سريعًا مع زيادة حالات انقطاع الإمداد في ظل المؤشرات القوية للطلب العالمي".
وحول حجم الإنتاج خلال الشهر الماضي الذي بلغ 10.75 مليون برميل في اليوم، اوضح الوزير السعودي "سحبنا كمية بسيطة من المخزون خلال الشهر الماضي وهو أمر متوقع خلال هذه الفترة. لكن في ظل المحاولات الحثيثة لإعادة التوازن بين العرض والطلب نتوقع استمرار زيادة السحب من المخزون في جميع أنحاء العالم لدعم أسعار النفط".
واضاف قائلا "يشهد الطلب المحلي عادة زيادة خلال فصل الصيف بسبب ارتفاع معدلات استهلاك الكهرباء لأغراض تكييف الهواء. لكن الملاحظ أن الزيادة المسجلة خلال هذا الصيف تقل كثيرًا عن الزيادات التي سجلت خلال فصول الصيف السابقة. وللعلم فإن برنامج كفاءة استهلاك الطاقة الذي تبنيناه خلال السنوات الثلاث الماضية بدأ يحقق الأهداف المرجوة منه، لا سيما بعد تطبيق إجراءات كفاءة استهلاك الطاقة مع الزيادة التي حدثت في رسوم الكهرباء وأسعار المشتقات النفطية مما أدى إلى انخفاض نمو معدلات الطلب المحلي".
وأكد ان اعادة التوازن الى سوق النفط "بدأت بالفعل، لكن تصريف واستخدام مخزونات النفط الخام والمنتجات سوف يستغرق وقتًا طويلاً"، واوضح قائلا "إننا نسير في الاتجاه الصحيح، ويجب أن تعكس الأسعار هذا الأمر. إلا أن زيادة سرعة بيع الأسهم النفطية المقترضة (البيع على المكشوف) التي شهدتها السوق تسببت في تراجع الأسعار. ولكنه وضع لن يستمر طويلًا. ولزيادة حجم الاستثمارات والإنتاج، يجب أن تتجاوز أسعار النفط مستوياتها الحالية".
واشار الى السعودية تراقب السوق عن قرب، "ولن نتوانى عن اتخاذ أي إجراء لاستعادة التوازن في السوق إذا ما اقتضت الضرورة. وهو ما سيتم بالطبع بالتعاون مع منظمة أوبك والدول الكبرى المصدرة للنفط من خارج أوبك".
وقال المهندس الفالح ان الاجتماع الوزاري لمنتدى الطاقة الدولي المقرر أن يُعقد في الجزائر الشهر المقبل، سيتيح الفرصة للالتقاء بوزراء دول الأوبك ووزراء الدول الكبرى المصدرة للنفط من خارج أوبك لمناقشة أوضاع السوق، بما في ذلك الإجراءات الممكنة التي قد يلزم تنفيذها من أجل تحقيق الاستقرار في السوق.