تحولت أوكرانيا على خلفية الأزمة الاقتصادية والنزاع الأهلي الذي تعانيه، إلى محج للعرسان الأجانب بمن فيهم العرب والهنود، حيث تجبر صعوبات العيش الأوكرانيات على البحث عن أزواج يعيلون.

ولتغطية هذه الظاهرة، قصد ألبيرتو بالومو مراسل صحيفة El Confidencial الإسبانية العاصمة الأوكرانية كييف ليطلع فيها عن كثب عمّا يشاع عن جمال الأوكرانيات، ومدى يسر زيجة الأجنبي بهنّ.

وأكثر ما أدهش المراسل المذكور، وفرة مكاتب الزواج وتنسيقها جميع إجراءات القران، بدءا من استقبال العريس الأجنبي في المطار وصولا إلى إقامته والمقاهي والمراقص التي قد تعجبه، لقضاء أوقات التعارف مع حبيبة قلب المستقبل المحتملة من بنات ونسوة أوكرانيا الفاتنات.

وفي حديث لمراسل الصحيفة الإسبانية، أكدت إحدى العرائس، واسمها ألينا وهي في الـ40 من عمرها، أنه "تتوافد على أوكرانيا أبابيل من العرسان الأجانب من كل حدب وصوب"، مشيرة إلى أنها "قد التقت في غضون الأسبوع الفائت ثلاثة عرسان، بدوا جديين في نواياهم للوهلة الأولى، إلا أن الحديث إليهم واللقاءات معهم كشفت عكس ذلك، والاستماع إليهم كان مضيعة للوقت".

وأضافت: "الإيطالي منهم بدا رومانسيا عن بعد، لكنه تبيّن لي أنه براغماتي إلى حد كبير بعد لقائه، فيما اكتشفت أن النرويجي سكير. أما المرشح الإسرائيلي للزواج، فقد أعجبني وكدت أقع في حبه، لكنه اختفى بلا كلام وسلام".

وأعربت ألينا عن استعدادها للهجرة إلى أي بلد في العالم، نظرا لأن "البحث عن عمل في أوكرانيا لا جدوى منه، فيما لن يتقاضى المرء بعد بلوغه سن المعاش، وإذا استطاع البقاء في عمله، لن يتقاضى في التقاعد أكثر من 40 يورو".

أوكسانا، إحدى صاحبات مكاتب الزيجات في كييف، اعتبرت في تعليقها للمراسل الإسباني، أن أوكرانيا عموما "خالية من الرجال"، ما حمله على الكتابة في تقريره: تشير البيانات المتوفرة لدي إلى "نقص كبير في عدد الرجال عموما في أوكرانيا، حيث يصل عدد الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما إلى 15,4 مليون، مقابل 16,8 مليون من الإناث، وذلك في وقت جرت فيه العادة على أن يتزوج الشباب في أوكرانيا في أعمار أصغر من أقرانهم الأوروبيين وينجبون أبكر".

أوكسانا بدورها، عادت لتؤكد للصحفي الإسباني، أن "طبيعة المرأة الأوكرانية ومتطلباتها قد تغيرت بعض الشيء في الآونة الأخيرة، حيث أصبحت أكثر انفتاحا واستقلالا، وأتيحت لها إمكانيات أوسع وصارت تبحث عن عيش أفضل"، دون أن تشير أوكسانا إلى طبيعة الإمكانيات الأوسع التي وضعت بين أيدي بنات بلدها.

أما ناتاليا، وهي صاحبة مكتب زواج آخر، فقد أعربت عن أسفها لـ"مصيبة" وحيدة في الآونة الأخيرة، تتمثل حسبما قالت، في أن الوافدين من الاتحاد الأوروبي عبر مكتبها للزواج من بنات جلدتها، هم من أصول عربية وهندية في معظمهم.

وأكدت ناتاليا أنها لا تضمر في نفسها أي أضغان عرقية أو قومية، ما عاذ الله، ومضت تقول: "هم طبعا، أي العرب والهنود، يتمتعون بقدر كبير من الجمال والأناقة، إلا أنهم لا يمكن الوثوق بهم أبدا، ونضطر قبل استدعائهم إلى تعريف العرائس بهم عبر skype وغيره من وسائل الاتصال المرئي". كما ذكرت ناتاليا كذلك، أن مكتبها يتلقى 88 يورو لجلسة التعارف الواحدة مع العرسان ممن لا تأمن لهم العرائس جانبا، فضلا عن أجور المترجم!

وخلص الصحفي الإسباني في ختام تقريره، إلى أن "البزنس" المجدي والرابح بلا منازع في أوكرانيا، هو افتتاح مكتب للزيجات، حيث أن أحلام النساء الوردية هناك بعيش رغيد وهانئ في أوروبا، سوف تبقى تمثل حافزا كبيرا وعاملا يستقطب الزبائن، أي العرسان من أنحاء المعمورة، للاستحواذ على قلب وحب فاتنة أوكرانية قد تصبح زوجة العمر ورفيقة الدرب في الموطن والمهجر.

وتوصّل ألبيرتو بالومو خلال رحلته إلى كييف واطلاعه على قطاع بزنس الزيجات هناك، إلى أن التربح "في قطاع حب الأجانب" أمر ممكن ويدرّ أرباحا يحسد أصحابها عليها، حتى ولو كان يدار في بلد تعمه الفوضى الاقتصادية كأوكرانيا.

واعتبر الصحفي الإسباني، أن الأمر الأهم في بزنس الحب والزيجات، أنه لا يترتب على من يديرونه أي أعباء أو مسؤوليات، بغض النظر عن نتائج الزيجة، أو تمامها من عدمه، إذ لن يتعذر على صاحب مكتب الزواج في الإجابة فور شكوى الزبون، والتظلّم على العريس أو العروس، أن يقول للمشتكي: ألم تؤكد لنا وللجميع أنك قد وجدت ضالتك عندنا؟ ولست أنت من جزم بأنه التقى أخيرا الشخص الذي حباه الله به، وقرأ الجميع على محيّاه كيف حقق خاتمة أحلامه وتزوج؟