سلسبيل وليد
كشفت دراسة أجرتها «الوطن» على عينة من مدخني الشيشة بلغ عددهم 250 شخصاً من الذكور والإناث أن 43.6% منهم يدخنون الشيشة 3 مرات أسبوعياً وأكثر في حين أن 30.8% يدخنونها 5 مرات وأكثر، كما وصلت تكاليف الشيشة عند البعض إلى 260 ديناراً شهرياً، في حين يعتمد الآخرين على الشيشة المنزلية.
وانتشر في الآونة الأخيرة تدخين الشيشة لدى الكثير من الشباب ومنهم الفتيات تحديداً، حيث أصبح الوضع غير غريب عند رؤية الفتيات يدخن الشيشة، أو وجود أطفال مع أهاليهم في المقاهي والأقسام المخصصة لتدخين الشيشة.
واستنكر البعض هذه الظاهرة، موضحين أنها أصبحت «موضة» ليس أكثر، كما إنها ليس من العادات والتقاليد أو الدين الإسلامي أن تدخن الفتيات في تلك الأماكن.
واختلفت الآراء بين مؤيد ورافض لتدخين الشيشة للفتيات، ففيما اعتبرها البعض أنها حرية شخصية خصوصاً إذا كان الأهل على علم بذلك، أكد الغالبية أن ذلك غير لائق بالفتيات واللواتي يدخن الشيشة لمواكبة الموضة كما ينزع رداء الحياء والخجل والاحترام عن المألوف والعادات والتقاليد في المجتمع، في حين استنكرت الفتيات ذلك متهمات العقول «بالرجعية» والتي لا تنظر للفتيات اللواتي يدخن الشيشة بنظرة مختلفة تماماً.
وكان أغلبية مدخني الشيشة من تتراوح أعمارهم بين 19 إلى 25 عاماً حيث بلغت 33.6%، يليها من يبلغون 35 عاما وأكثر حيث بلغت نسبتهم 27.2%، أما من تتراوح أعمارهم بين 26 إلى 30 عاماً بلغت نسبتهم 20.8%، تليها الأعمار بين 31 إلى 35 عاماً حيث بلغت 14%، وأخيراً من تقل أعمارهم عن 18 عاماً والتي كانت أقل نسبة حيث بلغت 4.4%، في حين أن نسبة الذكور بلغت 48% والإناث 16%.
وبينت الدراسة أن 31.2% من عينة الاستبيان لا يعلم ذووهم بتدخينهم للشيشة، حيث كان أغلبهم تتراوح أعمارهم بين 19 إلى 25 عاماً، في حين أن 68.8% يعلم أهاليهم بتدخينهم للشيشة وهي نسبة غالبيتها من يبلغون 31 عاماً وأكثر، وأوضح الاستبيان أن 50.4% حاولوا التوقف عن تدخين الشيشة سابقاً ولكن دون جدوى، في حين أن 49.6% لم يحاولوا التوقف عن تدخينها.
وأوضحت الدراسة أن 67.5% ممن يدخنون الشيشة لمجرد التسلية وإضاعة الوقت بسبب الفراغ الكبير ببعض الأحيان، أما 22% منهم يدخنونها بسبب الإدمان وعدم قدرتهم على تركها، في حين أن 20.7% يدخنون الشيشة لأسباب أخرى.
وكشفت نتائج الاستبيان أن 83.2% من العينة، يرون أن الشيشة أصبحت موضة العصر خصوصاً عند الفتيات، حيث أكد 40.8% أنها موضة، في حين أن 16.8% لا يعتقدون بأنها موضة العصر الحالي، فيما بينت الدراسة أن 70.4% يرفضون قطعياً فكرة تدخين الفتيات للشيشة، في حين أن 29.6% يرون بأنه لا مانع ومن حق الفتيات أن يجربن ذلك.
وتفاوتت الآراء حول فكرة تدخين الفتيات للشيشة فمنهم من يرى بأنها حرية شخصية وهذا من حقها وليس من حق أي أحد التدخل بشؤونها الخاصة، فيما اعتبر البعض أن ذلك عيب وليس من العادات والتقاليد، كما أنه ليس من الدين الإسلامي عدا لكونه ينزع رداء الحياء.
ورأى البعض أنها تؤثر من الجانب الصحي على الفتاة أكثر من الرجل لكونها ستؤثر على أطفالها وسينعكس بشكل سلبي على الحامل خصوصاً، موضحين أن المجتمع نفسه ينظر للمرأة المدخنة بنظرة دونية وغير سليمة.
وتختلف أسعار الشيشة عند كثير من المدخنين، حيث تبلغ أسعارها 260 ديناراً شهرياً بمعدل 65 ديناراً أسبوعياً، في حين أنها تكلف البعض 50 ديناراً أسبوعياً، حيث قال البعض إنها لا تكلفهم سوى دنانير معدودة، ولكن الأغلبية تكلفهم نحو 60 ديناراً شهرياً.
وروي بعض الأشخاص تجربتهم ورأيهم في تدخين الحشيشة بإجابتهم على سؤال الاستبيان، حيث قال أحدهم إنه دخن الشيشة قبل شهرين بسبيل التجربة وبعدها توقف الصداع المزمن نهائياً ومن حينها واظب على تدخينها، كما زادت قوة علاقاته مع زملائه، فيما يرى آخر أن التأثير قد يكون من الأهل فهو يدخن الشيشة من 13 عاماً وبعلم الأهل.
وقال آخر «الشيشه مزاج وأنا مدمن عليها بعد الوجبات كما أن تجمع الأصدقاء في الكوفي شوب يساعد على مواصلة تدخينها حيث أصبحت عادة».
وبين أحدهم أن رائحة الشيشة جذبته وهي ما دفعته لتدخينها، موضحاً أن إبعاد القهاوي عن المناطق السكنية سيكون أقل جذباً للمدخنين خصوصاً الشباب في مقتبل أعمارهم، فيما أكد آخرون أن أوقات الفراغ هي ما تؤدي إلى تدخين الشيشة.
وذكرت إحدى المستطلعة آراؤهن «منذ تعلمت تدخين الشيشة في عمر الـ18 عاماً، وأنا لا أستطيع تركها أبداً وارتبطت مع مواعيدي في دخولي وخروجي من العمل أو المنزل، وأيضاً ارتبطت في اختياري وجهات السفر في الصيف أو غيره».
وترك بعض شباب العينة تدخين الشيشة بعد ظروف صحية حيث سببت المتاعب لشخص وبسببها تعرض لعملية قرحة أدخل على إثرها العناية المركزة لمدة أسبوعين نظير نزيف حاد، في حين واجه صعوبة في التنفس.
وقال البعض إن أفضل طريقة للتخلص من الشيشة تدخين السجائر لكونها في متناول اليد على الرغم من خطورتها أيضاً، فيما يرى البعض أن الشيشة الإلكترونية طريقة مثلى وأكثر صحية للتخلص من الشيشة.
أحد الأشخاص أجاب على الاستبيان، بأن الإرادة والعزيمة هما أكبر قوة لترك تدخين الشيشة، فيما أكد آخر أن التخلي عنها بحاجة إلى اقتناع بما تسببه من أمراض خطيرة، إضافة إلى العبء المالي حيث أكد أنه انقطع عن تدخينها منذ العام 1996 نتيجة الإرادة واليقين بآثارها ومخاطرها الصحية.
وقال أستاذ علم النفس الإرشادي بكلية البحرين للمعلمين جامعة البحرين د.عدنان الفرح، إن تدخين الشيشة ظاهرة اجتماعية انتشرت في المجتمعات العربية لدى فئات معينة من الفتيات وليس جميع الفتيات، موضحاً أن انتشار هذه الظاهرة أكثر شيوعاً لدى الفتيات اللواتي يلهثن وراء كل ما هو سائد كموضة ولديهن نزعة لتقليد الآخرين دون تفكير عميق أو وعي لنتائج هذا السلوك.
وأضاف «لم يعدم تدخين الشيشة حكراً على الرجال فقط في المجتمعات العربية، بل أصبح شائعاً بشكل كبير بين النساء والفتيات». مؤكداً أن أبرز الأسباب والدوافع التي تؤدي بالفتاة إلى تدخين الشيشة هو تقليد الآخرين وتعزيز الانتماء لفئة معينة من الزميلات أو الصديقات.
وأوضح الفرح «أن تدخين الشيشة يشعر الفتاة بأنها جزء من منظومة اجتماعية معينة تؤمن بالحداثة وركوب تيار المعاصرة. وفي هذه الحالة، تشعر الفتاة أن عدم التدخين سيتركها في الصفوف الخلفية وتتهم بالرجعية والتخلف». فالأمر هنا يتوقف على طريقة تفكير الفتيات ممن يقدمن على هذه السلوك.
وأكد أن «التفكير الخاطئ وغير العقلاني بأن «كل ما هو شائع صحيح» يدفع الفتيات للتدخين. وقال «لاشك أن ضعف الوعي وغياب التفكير المنطقي يلعبان دوراً كبيراً بلجوء الفتيات لتدخين الشيشة والإقدام على ما يسمى «التقليد الأعمى».
ولفت الفرح إلى أن للبيئة والصداقة السيئة دوراً كبيراً في تعلم تدخين الشيشة لدى الكثير من الفتيات، حيث إن الكثير منهن يتعلمن ذلك لتوفر الشيشة في البيت وبسبب تدخين الكبار كالآباء وبعض الإخوة الذين يعتبرون قدوة للصغار، ويكتسبون منهم العديد من التصرفات والعادات والسمات الشخصية، بالإضافة إلى دور الصحبة والأصدقاء وما لهم من تأثير كبير في إشباع حاجات نفسية واجتماعية مختلفة.
وأشار إلى أن الحاجة إلى استمرار الصحبة والصداقة أحياناً يرتبط معها التزام الأصدقاء بأنماط سلوك متشابهة بغض النظر عن نمط هذه السلوك سواء تدخين الشيشة أو أي شيء آخر، الأمر الذي يضع البعض أمام خيارات صعبة يكون أسهلها بنظره مجاملة الآخرين وفعل ما يفعلون بأي ثمن.