أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ان "مملكة البحرين لن تلتفت للحظة واحدة لأي صوت يحاول أن يبتزها من الخارج ، وخصوصا من "مجلس حقوق الإنسان"، منتقدا في الوقت ذاته "حجم التسييس" الموجود في مجلس حقوق الإنسان.

وحث الشيخ خالد في مؤتمر صحفي عقد صباح اليوم الاثنين بمقر الوزارة مع الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط ، مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الى ضرورة التعامل مع البحرين بجدية ، والابتعاد عن المواقف السياسية التي لا تخدم اي وضع بأي شكل من الأشكال.

وأضاف وزير الخارجية : "مجلس حقوق الإنسان في الفترة الأخيرة سيّس الكثير من الأمور ونحن لا يهمنا ذلك ولا يؤثر علينا بشيء ، وما يهمنا في المقام الأول الالتزام بالاتفاقيات والالتزامات الدولية والآليات الصحيحة والمضي قدما بها". واعتبر الوزير مملكة البحرين من أكثر دول العالم تعاونا مع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وبين الشيخ خالد ان مباحثاته مع ابو الغيط تمحورت حول العمل العربي المشترك والاوضاع في سوريا واليمن والعلاقات مع دول الجوار ومسألة الإرهاب ، مع وجود رؤية واضحة للتعامل معها.

وكشف وزير الخارجية ان صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى سيزور روسيا ، حيث وجهت لجلالته دعوة لحضور معرض دفاعي كبير ، وسيجتمع جلالته على هامشه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة.

وجدد وزير الخارجية التهنئة لأبو الغيط بتوليه منصب أمين عام جامعة الدول العربية ، مؤكدا ان مملكة البحرين لن تدخر أي جهد لدعم جامعة الدول العربية ومساعي أمينها العام أبو الغيط في منصبه الجديد لتقوية العمل العربي المشترك وهو اساس استقرار العالم العربي في هذا التوقيت المهم.

بدوره ، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط دعم الجامعة العربية لموقف مملكة البحرين في الدفاع عن أمنها واستقرارها ، معربا عن ثقته بإمكانية أن تحقق البحرين كل التقدم والرخاء الذي تطمح له بقيادة صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى.

وقال:" أتقدم بالشكر الجزيل لصاحب الجلالة الملك المفدى ورئيس الوزراء الموقر وولي العهد ووزير الخارجية على دعم ترشحي لمنصب الأمين العام ، لقد اتسمت البحرين خلال رئاستها للمجلس الوزاري بتقديم الانجازات الكثيرة ، وأبدأ سلسة من الزيارات من البحرين ، لأن رئاسة البحرين للمجلس الوزاري تتبعها تونس ، وسوف أغادر من البحرين إلى تونس استمرارا في الاعداد لذلك".

وأشار إلى أنه قام بمناقشة قضايا الشأن العربي خلال اجتماعه مع وزير الخارجية ، موضحا بأن الشأن العربي هو الاهتمام الأساسي للجامعة العربية وأن الوضع العربي يحتاج إلى الكثير من العمل البناء والجهد لتستقيم الأمور.

وقال:" ناقشنا الملف السوري والليبي واليمني ، واتفقتا على ضرورة تجميع الإرادة العربية وتسوية اختلافات الرؤى بين الأشقاء لندفع بالعمل العربي المشترك للأمام. وكوني أمين عام الجامعة العربية فإنني أقف وبقوة مع البحرين ونؤيدها ضد أي تهديدات خارجية وهناك قرارات صادرة عن الجامعة العربية لدعم البحرين ضد هذه التهديدات ودائما سنقف معكم. أثق أن البحرين ستمضي في الطريق الصحيح الذي يؤمن لها كل التقدم والرخاء".

وعن الملف السوري، قال:" من المؤسف أن أقول أن الجامعة العربية تم تنحيتها في الأزمة السورية منذ سنوات عديدة ، ومن أجل عودتها نحتاج إلى تجميع الموقف العربي لنستطيع وضع الجامعة في جوهر واجهة التسوية . وبما يتعلق بالمدن التي تدمر وتحاصر ، تابعنا بقدر من القلق التطورات التي حدثت بتفريغ سكان مدينة من أهلها لأنه يشير إلى التغيير الديمغرافي وبالتالي هذا أمر لابد من أن تنتبه له الأمم المتحدة ، التوصل إلى اتفاقات تؤدي إلى التغيير الديمغرافي أمر خطير".

وعن قضية الجزر الثلاث الإماراتية ، قال:" هناك بيانات تأييد لموقف الإمارات من الجزر الثلاث ومطالبة إنهاء الاحتلال الإيراني لهذه الجزر ولكن في الأسابيع الأخيرة تم تنشيط اجتماعات لجنة الخبراء لتفعيل القرارات الصادرة من القمة، واللجنة مكونة من خبراء من كل من (البحرين والسعودية ومصر والامارات) وهم يبحثون آلية لتقديمها للتصدي لأي تهديدات خارجية. الخبراء أعدوا تقريرا لتقديمه في الاجتماع المقبل وآمل استمرار الجامعة العربية للتصدي لهذا الشأن".

وعن الترتيبات الأمنية في المنطقة، قال:" في تقديري أن الترتيبات الأمنية في هذه المنطقة يجب أن تنبع من البيت العربي وتكون الترتيبات عربية. نستطيع أن نعطي الآخرين حق التعامل معنا والتوصل إلى اتفاقات معنا. من المهم أن يغير الطرف الآخر الرئيسي المطل على على الخليج تعامله ، نرى توجهات إيران للتهديد والانتشار وفرض السياسات والرؤى وهذه المواقف لابد من تغييرها لإمكانية الالتقاء. من الطبيعي ان القوى الرئيسية والعظمى في العالم لها اهتماماتها بمنطقة الخليج لأنها منطقة طبرى للنفط وأي تفاهمات في هذا الصدد لابد أن تأخذ في الحسبان البيت العربي القدرة العربية الأطراف العربية ودول العمق العربي (الأردن ومصر) ".